أدوا صلاتى الظهر والعصر فى عرفات..
عرفات / سبأ:أدى جموع حجاج بيت الله الحرام ظهر أمس الاثنين صلاتى الظهر والعصر جمعا وقصرا فى مسجد نمرة بعرفات اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد أن انتظم عقدهم على صعيد عرفات الطاهر. وامتلأ مسجد نمرة والساحات المحيطة به بجموع المصلين الذين توافدوا منذ وقت مبكر على المسجد لاداء الصلاة والاستماع للخطبة. ويمضي الحجاج يومهم على جبل عرفات قبل العودة إلى منى استعدادا لرمي الجمرات اليوم الثلاثاء أول أيام عيد الأضحى المبارك. حيث ينفر الحجاج بعد مغيب شمس يوم عرفة إلى مزدلفة ليقضوا بها الليل ويجمعوا الجمرات استعدادا لرمي جمرة العقبة الكبرى في يوم النحر وهو أول أيام عيد الأضحى المبارك. وبعد رمي جمرة العقبة الكبرى والحلق أو التقصير يتحلل الحجاج "التحلل الأصغر" وينحرون الهدي. وقد أم المصلين أمس سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتى عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء وألقى خطبة استهلها بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر. ودعا الناس الى تقوى الله فى السر والعلن وتوحيده واقامة أركانه والتمسك بنهج الله القويم واتباع سنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم فى جميع أعمالهم وأقوالهم. ودعا سماحته كل مسلم للتفكر في عظيم آيات الله وعظيم مخلوقاته ليكون على يقين جازم من كمال صنع الله ووجوب توحيده بعبادته وانه المستحق لها دونما سواه، وبين أن الاقرار بربوبية الله على جميع خلقه أمر عام في البشر لم يخالف فيه إلا الشذاذ من البشر. وذكر سماحته أن شهادة محمد رسول الله فريضة لصحة الايمان ولا يتم اسلام العبد حتى يشهد ان لا اله الا الله وأن محمدًا رسول الله هو خاتم انبيائه ورسوله مما يقتضى طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر. وقال سماحته / لا نعبد الله الا بما شرع محمد صلى الله عليه وسلم وهو بشرى عيسى عليه السلام، ومنة الله على المؤمنين. وبين ان شريعة الاسلام جاءت لتزكية الارواح والابدان وبعبادات قلبية وعملية وقولية وبتنويع العبادة ما بين فرائض ونوافل لافتا النظر الى ان أعظم فريضة بعد توحيد الله الصلوات الخمس التي هي صلة بين العبد وربه وعمود الاسلام. وتناول في الخطبة الركن الثالث من اركان الاسلام وهي الزكاة مشيرا إلى انها قرينة الصلاة في كتاب الله وقال / أيها المسلم أد الزكاة ففيها شكر لنعم الله عليك وبها تعف اخوانك المستحقين وتواسيهم بذلك . . إن اخراجها كاملة سبب لتطهير المال وبركته وحماية للمال من الآفات وسبب لبركته. وأشار سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ لعظمة ركن الإسلام الرابع وهو الصيام مبينا فضلها ومكانتها والمثوبة عليها والتي يجزي بها الله سبحانه وتعالى فهي عبادة بين العبد وربه. وأبرز شأن الحج واجتماع المسلمين فيه في مكان واحد وزمان واحد مبينا ان الحج هو انكسار العبد بين دي ربه وهو تربية على التوحيد / لبيك اللهم لبيك / وإظهار لوزن المسلمين ولشعائرهم ولمشاعرهم حين يلتقون على صعيد واحد بزي واحد ويتنقلون بين المشاعر المقدسة في وقت واحد. وأوصى فى خطبتة المسلم بأن يكون صادقا دائما في كل شؤونه في تجارته في بيعه وشرائه لانها سبب للبركة والخير محذرا من الكذب لانه سبب لمحق البركة. وبين ان المسلمين على شروطهم إلا شرطا حرم حلالا او أحل حراما فعلى المسلم ان يكتسب ماله من حله وان ينفقه في محله داعيا سماحته رجال الأعمال واصحاب الشركات المساهمة إلى تقوى الله في المسلمين وان يتجنبوا الأموال الخبيثة كالربا واكل اموال الناس بالباطل. ونصح كل مسلم بان يحافظ على أسرته ويحرص عليها وان يستوصي بالنساء خيرا ويصاحبهن بإحسان وان يقيموا اسرهم على الحق والصلاح والتقى محذر من عواقب الطلاق وما يتمخض عنه من تفتت الاسرة وضياع الابناء. وتحدث عن مكانة القضاء في الإسلام حيث قال : إن للقضاء في الاسلام منزلة عظيمة وحصانة أكيدة ومرتبة رفيعة، وأكد ان وحدة المسلمين لم تقم على أغراض دنيوية او مطامع مادية او مصالح مشتركة متى تخلفت تخلفتت معها وحدتنا . . إنما قامت على دين ندين لله به وفريضة فرضها الله علينا وقال : وحدتنا قامت على قواعد راسخة كتب الله لها الخلود والبقاء عزيزة. وأضاف: وحدتنا ليست خيارا من الخيارات ولكنها تكريم من الله، مؤكدا أن تخلف كثير من امة الإسلام عن مجالات الحياة وخضعوا لعدوهم الذي تسلط عليهم وتكالب عليهم الطامعون إنما هو لبعد كثير من المسلمين عن ما انزل الله . . فظلوا . . فأذلهم الله. وأكد أنه لا طريق لهم إلا الاجتماع على الحق وان تكون الامة في سبيل ما ينهض بها وينزلها منزلتها اللائقة بها، فلابد للأمة من منظومة عسكرية واقتصادية وسياسية حتى تنهض الامة من كبوتها وحتى تتبوأ مكانتها . . وبين سماحته أن الإسلام ليس هوية يحملها المسلم وليست نسبا تتكلم به ولا جماعة تنتمي إليها بل هو الدين الذي ربى أتباعه على الاستقامة ظاهرا وباطنا. وقال : إسلامنا لا يتوقف على مجرد النطق بالشهادة مع الركون عن العمل والوقوع بالموبقات . . كلا انه الكلمة الحق مع الاعتقاد الجازم بالعمل والجوارح فإن التزام المسلم بفرائض الإسلام من صلاة وزكاة وصوم وحج دليل على صحة الإيمان. . كما ان التزام المسلم بأخلاق الاسلام دليل على كمال الإيمان. وقال سماحته إن الإسلام دين تكفل الله بحفظه وانه قائم على النصوص الربانية وعلى الاحاديث النبوية اصلها الوحي المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى وعلى عبدالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم الذي ارسله الله لكافة الانام انسهم وجنهم عربهم وعجمهم بشيرا ونذيرا فمن اطاع نجا ومن تخلف عن شرعه هلك. وقال / ان الاسلام دين الرحمة والاحسان والعدل .. حرم الله الظلم على نفسه وجعله على عباده محرما .. وأن الاسلام جاء بقواعد العدل لو طبقها كل مجتمع عموما ولاسيما المسلم لعمهم خير عظيم وامن عميم /.واضاف / ان هذه تشريعات ورحمة وهي اداب لا عذاب ولكنها لحماية الصالح العام فشرع الله القصاص لتأمين حياة بني الانسان وشرع حد قطع يد السارق وشرع حد الزنا الذي اذا انتشر في المجتمع اضعفه وانهك قوته وبالزنا تختلط الانساب وتضيع الاولاد/. واكد سماحته ان الدين الاسلامي ليس فيه تصرفات عشوائية ولا منطلقات مادية ولا طائفية ولا قولية وقال / ليس في ديننا تبرير لاي تصرف عشوائي او اعمال اجرامية كالفساد او ما يسمى بالارهاب الذي هو محرم في شريعة الاسلام.واضاف سماحة مفتي عام المملكة بقوله / لقد جنى اقوام على الاسلام اعظم جناية حيث حصروا مفهوم مصطلح الارهاب في هذا الدين واهله وانهم يعلمون قبل غيرهم انهم لكاذبون .. ان الامم على اختلاف مللها لم تنعم بعدل كعدل الاسلام /.وابرز سماحته اهمية حماية الثوابت الشرعية عن تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجهالين .ودعا وسائل الإعلام والصحفيين والاعلاميين الى أن يكونوا على قدر المسؤولية وقال / ان شأن الإعلام عظيم وإنه لسلاح ماض والله يعلم المفسد من المصلح فاتقوا الله وكونوا من المصلحين /. وحث قادة المسلمين وصناع القرار في بلاد الاسلام على تقوى الله قائلا / اتقوا الله في دينكم اتقوا الله في امتكم .. اتقوا الله في رعيتكم فالله سائل كل راع عن من أسترعاه/.وكان الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أميرمنطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية أعلن أن المرحلة الثانية من رحلة الحج وهي تصعيد الحجاج من منى الى عرفات للوقوف بها قد تمت ولله الحمد بكل يسر وسهولة وفي وقت قياسي اذ اكتمل وقوف الحجاج على صعيد عرفات قبل ظهر اليوم (أمس) الاثنين. وأوضح أمير منطقة مكة المكرمة أن الحالة الامنية والصحية لوفود الرحمن ممتازة ولم يتم تلقي أي بلاغات تفيد بوقوع أي حوادث تذكر.وتم أمس الاثنين استبدال كسوة الكعبة المشرفة الحالية بالكسوة الجديدة جريا على العادة السنوية بحضور عدد من منسوبى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى الشريف. وتبلغ الكلفة الاجمالية للثوب 20 مليون ريال ويصنع من الحرير الطبيعى الخاص لذى يتم صبغه باللون الاسود. ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا ويوجد فى الثلث الاعلى منه الحزام الذى يبلغ عرضه 95 سنتمترا وبطول 47 مترا والمكون من ست عشرة قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الاسلامية. وتوجد تحت الحزام آيات قرآنيه كتب كل منها داخل اطار منفصل ويوجد فى الفواصل التى بينها شكل قنديل كتب عليه / يا حى يا قيوم / يا رحمن يا رحيم / الحمد لله رب العالمين / وطرز الحزام بتطريز بارز مغطى بسلك فضى مطلى بالذهب ويحيط بالكعبة المشرفة بكاملها.وتحتوي الكسوة على ستارة باب الكعبة ويطلق عليها البرقع وهى من الحرير بارتفاع ستة أمتار ونصف وبعرض ثلاثة أمتار ونصف كتبت عليها آيات قرآنية وزخرفت بزخارف اسلامية مطرزة تطريزا بارزا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب. واوضحت الوكالة بأن الكسوة تتكون من خمس قطع تغطى كل قطعة وجها من أوجه الكعبة المشرفة والقطعة الخامسة هى الستارة التى توضع على باب الكعبة ويتم توصيل القطع مع بعضها البعض.