نعم والله هذا ما رأيته أم عيني في إحدى الليالي الباردة بالقرب من عدن مول طفل لايتجاوز الثامنة ضعيف البنية منهك القوى لايكاد احد يمر من أمامه لا يستطيع أن يراه من ضآلة جسده الشفاف يفترش الأرض يسامره صحنه الفضائي الا وهو صينية حلاوة المجلجل يمسك بيده سكين لاتكاد كلتا يديه تستطيع الإمساك بها لكي يقطع حلواه لتكون لقمة سائغة للزبائن وهم كثيرون .اقتربت منه رويدا رويدا فرمقني بنظرة تظهر عليها عدة تساؤلات وتأويلات فدفعني فضولي الصحفي لأدنو منه لكي استطيع أن ادنو إلى مستواه الفكري والعقلي فاشتريت منه أربع قطع من المجلجل فعندما مد كفه الملائكية أصبت بشيء صعقني جدا لا وهو انخفاض حرارة جسده دون الحرارة الطبيعية فسألته وأنا امسك بيده حتى إني شعرت بدقات قلبه تخترق جسدي كله !!!قلت له هل أنت تدرس فتظاهر انه لم يسمع ماقلته منشغلا عني بتقطيع الحلوى وببيعها للمارين ويصارع شدة البرد ورطوبته التي لم يستطع بسببها النهوض من الأرض فتسمر على حافة الطريق همه الوحيد رغم هذه المعاناة بيع كل الحلو والإسراع إلى البيت فسألته مره أخرى إذا لم يبعها هل يقتنع ويذهب إلى البيت فرد بصوت مكتوم خجول ((لن أتتعتع من مكاني حتى أبيعها كلها ..أو أبقى وأنام بقربها وبزوغ شمس الصباح رباح))!!فعندما أحسست انه بداء يضيق بي درعا !! التقطت مجموعة من الصور المعبرة وهي بنظري ستحكي لكم المأساة بالكامل !!تصوروا ولد صغير يرتدي ملابس ممزقة متسخة تكاد لاتحميه من قسوة الأجواء رغم ذلك فهو طفل في يوم وليله رميت على عاتقه مسؤولية كبيرة تبرئ منها الجبال والجمال !!كل يوم يفقد وردة من من بستان طفولته من اجل ماذا ؟ من اجل لقمة العيش والذي اثر بي أن أبوه مقعد (مشلول)وأمه تعمل شغالة في احد البيوت ولا يراها إلا في اليوم الثاني ولوهلة تم يسعى ويهم بالخروج ويسرح بصحن المجلجل ويواجه ظربان الشمس وعلى عاتقه طابور من الإخوة الصغار !!وأفواه تصيح وتنوح !!قصص تتكرر وتزداد المعاناة فهل من قلوب تحن أين دوي القلوب الرحيمة !!وكثر التكرار يعلم ....ودمتم سالمين!![c1]* مع تحيات مشرف الصفحة[/c]