بعد سنوات من الاحتياط
سرق الهداف كريسبو الأضواء خلال المباريات السابقة حين احرز ثلاثة أهداف ، وقدم نفسه واحدا من النجوم المتنافسة على لقب هداف العرس العالمي . ولا تكمن سعادة كريسبو في كونه سجل الأهداف الثلاثة ، ولكن لأنه يشعر بانه خرج من عباءة مواطنه الهداف عمر باتيستوتا الذي حجب أضواء النجومية عن كل المواهب التي كانت تطفو على سطح الكرة الأرجنتينية .وقضى باتيستوتا على جميع حظوظ المهاجمين الذين عاصروا حقبته بخطف مكانه الاساسي في صفوف المنتخب الارجنتيني، وآخرهم كريسبو الذي وجد نفسه على مقاعد البدلاء في مونديالي فرنسا عام 1998 وكوريا الجنوبية واليابان عام 2002، مكتفيا بالتفاعل مع تحركات "باتيغول". [c1]شارة القيادة[/c]واذ بدا الاخير في المونديال الاسيوي ثقيل الحركة وعاجزا عن مجاراة خصومه، منحه سجله الغني شارة القيادة وطغت نجوميته على زملائه، اذ لطالما اعتبر النجم الابرز منذ اعتزال الاسطورة دييغو ارماندو مارادونا، وخصوصا انه صاحب الرقم القياسي الارجنتيني في عدد الاهداف الدولية برصيد 57 هدفا. وربما هذا الامر يثير استغراب الكثيرين وعلى رأسهم المدركين لتاريخ الكرة الارجنتينية والهدافين الذين تعاقبوا عليها، ويتواجدون الآن خلف باتيستوتا على قائمة الشرف.ومن هؤلاء هداف المونديال الاول عام 1930 غييرمو ستابيلي برصيد 8 اهداف، وهذا الرقم عينه سجله مارادونا ليتقاسم وسلفه المركز الثاني لافضل هدافي الارجنتين في تاريخ كأس العالم، ومنهم هداف مونديال 1978 ماريو كمبس الذي سجل عامذاك 6 اهداف.[c1]دائرة التحدي[/c]ويتربع اليوم باتيستوتاالذي سجل عشرة اهداف في كأس العالم على عرش هدافي "بلاد التانغو"، لكن كريسبو اعلن بأهدافه الثلاثة في المونديال الحالي استعداده لدخول دائرة التحدي على جبهاتها المختلفة، وخصوصا بعدما رفع رصيده الى 32 هدفا دوليا جعلته في المركز الثالث خلف مارادونا صاحب 34 هدفا دوليا. ويبقى المستفيد الاكبر من حماسة كريسبو مدرب المنتخب خوسيه بيكرمان الذي لقي نعمة لا مثيل لها بتألق مهاجم تشلسي الانكليزي وزميله في خط المقدمة "الارنب السريع" خافيير سافيولا، الى جانب صاحب الهدف الاسطوري في مرمى المكسيك في الدور الثاني (2-1) ماكسيميليانو رودريغيز.ويقول كريسبو عن ارتياحه للعب مع سافيولا دون سواه "يزداد التفاهم مع سافيولا مباراة بعد اخرى، واشعر بارتياح تام واستقرار في المركز الذي اشغله". والى جانب كريسبو وسافيولا يمكن لبيكرمان ان يعول على الواعدين كارلوس تيفيز وليونيل ميسي المتوقع ان يأخذا دورا حاسما في المباراة امام المانيا ضمن الدور ربع النهائي. [c1]رهان كريسبو[/c]ولا يخفى احدا ان المباراة المذكورة التي سيحتضنها الملعب الاولمبي في برلين تحمل العنوان الابرز في المونديال الحالي بالنظر الى ثقل الفريقين اللذين تواجها في نهائيين متتاليين عامي 1986 (فازت الارجنتين 3-2) و1990 (فازت المانيا 1-صفر). وينظر كريسبو الى الموقعة الالمانية -الارجنتينية محطة مهمة لتحقيق هدفه المنشود، الا وهو احتفاله بعيد ميلاده ال31 في 5 تموز/يونيو المقبل وهو في طريقه الى ملعب العاصمة الالمانية في سبيل خوض المباراة النهائية. وبدأ كريسبو مسيرته الدولية منذ 11 عاما ايام تألقه مع فريقه ريفر بلايت، ولعب حتى الآن 60 مباراة مع منتخب بلاده.وساهمت نجوميته المحلية في انتقاله الى ايطاليا حيث لعب مع بارما ولاتسيو وانتر على التوالي، علما ان انتقاله الى نادي العاصمة عام 2000 مقابل 70 مليون دولار جعله اللاعب الاغلى في العالم عامذاك. واضاف كريسبو الى سجله لقب الدوري الانكليزي مع تشلسي فور عودته الموسم الماضي من ميلان اثر انتهاء فترة اعارته.[c1]طعم الانتصار [/c]واعاد طعم الفوز بالبطولة الانكليزية الثقة الى الهداف الارجنتيني صاحب البنية الجسدية القوية، بعدما فقدها لفترة وجيزة اثر خسارة ميلان المباراة النهائية لدوري ابطال اوروبا امام ليفربول على الرغم من تسجيل كريسبو هدفين من اصل ثلاثة سجلها فريقه في اللقاء المذكور. وترك كريسبو فور انطلاق المونديال الحالي صداقته والهداف العاجي ديدييه دروغبا جانبا مساهما في فوز الارجنتين على ساحل العاج في مباراتها الاولى (2-1)، قبل ان يلعب دورا اكبر في الفوز العريض على صربيا ومونتينيغرو (6-صفر) حيث كان صاحب اللمسة الاخيرة لاحد اجمل اهداف البطولة الذي سجله استيبان كامبياسو .