استشارات تربوية وتعليمية للوالدين لتعديل سلوكيات الأطفال
إعداد/محرر الصفحة:التربية هي تعديل السلوكيات وإصلاحها ، ومع التربية يظهر لنا مصطلح تربوي مهم هو التهذيب،وهو عبارة عن وسيلة تعليمية إرشادية، وهو بالطبع ليس مرادفا للضرب أو التأنيب أو العقاب النفسي أو البدني لأن هذه التربية يتعلم الطفل كيف ينجو من العقاب و كيف يتجنب أذى الآباء فقط . أما أن يكون السلوك الحسن جزءا من تكوينه ومشاعره فلا ، وهذا أمر محزن جداً لأنه بمجرد التخلص من وسيلة العقاب بسفر الأب أو انشغاله سرعان ما يتحول هذا التجاهل إلى عدوان سلوكي سافر وغليظ كنوع من الانتقام أو إثبات الذات والحصول على الحرية فلم يتعلم الولد السلوك كجمال وكحب بطريق التهذيب والإقناع .وتؤكدالأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن معاقبة الأطفال تحدث على الأقل مرة أسبوعياً لدى 25 %من الأسر المكونة من طفلين بل يعترف 85% من الآباء الذين يمارسون العقاب البدني على أطفالهم بندمهم على ذلك في ما بعد. إن حل المشكلات السلوكية أحد أصعب المهام التربوية التي يمارسها الآباء .وهناك بدائل لوسائل التربية القديمة المرتكزة على العقاب الجسدي والتفكير البدني .فقليل من التفكير العقلاني يحل 90 % من المشكلات السلوكية .
و يمكنكم استخدام بعض من الوسائل الآتية لحل الكثير من مشكلات أطفالكم، وحرصكم التربوي يمكنكم يا أولياء الأمور من أن تضيفوا وأن تبتكروا طرقاً أخرى والوسائل هي: -كونوا حازمين وحنونين فاللهجة الحازمة أفضل من الصراخ فبها يتعلم الطفل منكم القدوة من خلال كيفية السيطرة على تصرفاته مثال : يعبث الابن في أسلاك الكهرباء ،قوموا على الفور بوضع الابن في مكان مناسب وتحدثوا بلهجة حازمة جادة قولوا له : «لا تلعب بالجهاز الكهربائي من فضلك فهذا خطر عليك». اعتصمدوا على قوة الكلمات لا على قوة اللكمات وأستخدموا لغة العقل وستجدون لها وقعاً جميلاً عليهم مثال : يقول لك الابن «هل يمكنني المبيت عند عمي ؟ « ،وينبغي هنا آلا تحرجوا الولد أمام أبناء عمومته أو اقر بائه بل يجب ألا تقولوا لهم لا ويمكن أن تقولوا له :» نعم ياعزيزي يمكنك ولكن في يوم آخر ، في عطلة نهاية الأسبوع بعد إنهاء الواجبات المدرسية استعداداً للعام الدراسي القادم . و تمهلوا مع إيقاعات العصر المتسارعة،فنجد أننا اكتسبنا نفس سمة العصر نريد انجاز أمور تربوية ومشاكل سلوكية في لحظة واحدة لا يمكن أبداً.. تمهل قليلاً أن لم يكن الحل لديك من قبل أو كنت غضبان . امنحواأطفالكم خيارات الأوامر الثقيلة ثقل الحديد. فلا أحد يحب تلقي الأوامر والتعليمات مباشرة صغيرا كان أو كبيرا فتكون استجابات أبنائكم أفضل لو أتيحت لهم خيارات وبدائل متعددة .مثال .عند نهاية النزهة ووقت المتعة يصعب إنهاؤها أحياناً فلو قلنا ما رأيكم أحبابي في الذهاب لمحل الأيس كريم بجوار بيتنا أو الذهاب للبيت على أقدامنا للتمتع بهذا الجو اللطيف والجميل؟..تجنب المعاقبة :البدنية والنفسية لان ذلك العقاب في كثير من الأحيان يدفع الابن إلى العناد والتمادي في الخطأ وهذا ما أكدته الدراسات الحديثة .
دربوا واصبروا فوظيفة المدرب هي التدريب والتعليم وأثناء التدريب والتعليم يصبر على خطأ المتدرب ،فلماذا انتم كآباء لاتصبرون عليهم أو تكافئونهم على الفعل الحسن، إن تعامل مدربي السيرك مع الحيوانات المفترسة التي لا تفهم والتي لا تعي بأسلوب الحب والمكافآت والصبر يجعلها تنفذ الأوامر بإتقان فما بالكم بأبنائكم الذين يمتلكون شعوراً فياضاً وأحاسيس جياشة ؟! افهموا أطفالكم !فأحياناً تصرفات الابن غير المرضية تعبر عن رسائل صامتة أو إذا جاز التعبير «مشفرة»تحتاج منكم بعض التفكير والهدوء لفك الشفرة فمثلاً بعد متعة بالبحر لساعات عديدة يصرخ الابن ويبكي. يمكن أن يكون هنا بسبب شعوره بالجوع أو قلة النوم أو رغبة في تعجيل موعد الرحيل ..... على الأم أن تفك الشفرة وتتعامل بذكاء ولباقة . احترموا أطفالكم وتعلموا أن تحترموا أبناءكم واعلموا أن له خصوصيات وأشياء يوليها اهتماماً خاصةً وأن له مشاعره الخاصة فمثلاً تحدث مشاكل كثيرة بين الآباء والأبناء بسبب موديلات وألوان الملابس أو بسبب كثرة خروجه فترفعوا أصواتكم عليهم.. لماذا لا نحترم عقلية الابن وندع له حرية الاختيار بداية مع مساعدته فقط في النوعية - مع احترام الذوق العام وعدم الخروج عن الحياء- . كونوا واقعيين ،فالتغيير لايحدث فورا ولا يأتي بمصباح علاء الدين أو خاتم سليمان والتغيير لابد أن يكون واقعياً يأخذ مراحله وتجاربه لأننا نتعامل مع سلوكيات وأنفس فمثلاً كثير من الأمهات والآباء عندما ينصحون بخصوص إهمالهم تجاه بعض ردود أفعال أبنائهم لا يصبرون عليهم،لأن الابن أحياناً مع سياسة الإهمال يضاعف السلوكيات السيئة وما هي ألا فترة بسيطة من الثبات وعدم الاستعجال ونجد المشكلة السلوكية قد حلت- ما يجعلكم نحتاجون لصبر فقط وواقعية .
اختاروا الكلمات الخفيفة ولا تباشروهم بالأوامر الثقيلة فبدلاً من أن تقول له كم مرة قلت لك رتب ألعابك ؟ - تحدى الطفل واستفزه - قل مثلاً : أشكرك على ترتيب ألعابك أمس وأعلمني حبيبي عندما تفرغ من ترتيب ألعابك . على ذلك سوف نثبته عندما نوقن « أن العقاب البدني والنفسي لا يعلم» فلنا أن نصبر ونثابر فكثير من الآباء يحاول مرة واثنتين وثلاثاً وسرعان ما يحبط ويلجأ للتربية القديمة من ضرب وشتم ولكن - اثبت واصبر- عاقبوا أحياناً واثنين وثلاثا ما يمكن أن نسميه العقاب الواعي مع مراعاة مايأتي :-* لا تصدروا عقاباً وأنتم غاضبون . * العقاب المتشدد ليس أفضل السبل للعلاج . * لا تنتقموا من أطفالكم لأنهم أغضبوكم أو أحرجوكم . * احترموا مشاعر أبنائكم وغضبهم وتحملوهم .