زوج بوتو ونجلهما يغيبان عن حضور المراسم في مقر الرئاسة
رئييس الوزراء الباكستاني الجديد يؤدي اليمين أمام الرئيس مشرف
إسلام أباد/14 أكتوبر/ روبرت بيرسل: أدى رئيس الوزراء الباكستاني الجديد يوسف رضا جيلاني اليمين أمام الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس الثلاثاء بعد يوم من انتخاب البرلمان له ليشغل المنصب. وجيلاني مسئول بارز من حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو التي اغتيلت. وفي تجاهل واضح لمشرف الذي يعاني من عزلة سياسية متزايدة رفض آصف علي زرداري زوج بوتو ونجلهما بيلاوال بوتو زرداري اللذان يتزعمان معا الحزب حضور مراسم أداء جيلاني اليمين في مقر الرئاسة. وهتف أحد من حضروا المراسم بعد انتهاء جيلاني من أداء اليمين «تحيا بوتو». وتصافح مشرف وجيلاني بنهاية المراسم. وقال التلفزيون إن الدعوة وجهت لزرداري ونجله الذي عاد لباكستان قادما من بريطانيا حيث يدرس لحضور المراسم التي أذيعت على الهواء مباشرة. وتقلصت شعبية مشرف بشكل كبير خلال العام المنصرم وهزم حلفاؤه السياسيون في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 18 فبراير وفاز بها حزب الشعب الباكستاني. وذكر التلفزيون أن الدعوة وجهت أيضا لحضور مراسم أداء جيلاني اليمين لرئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي جاء حزبه في المرتبة الثانية وراء حزب الشعب في الانتخابات إلا أنه رفض أيضا الحضور. وكان شريف رئيسا للوزراء عندما أطاح به مشرف الذي كان آنذاك قائدا للجيش في انقلاب عام 1999 . وسينضم حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف وحزبان أصغر على الأقل إلى ائتلاف بقيادة حزب بوتو. وكان شريف الذي دعا مشرف للاستقالة مجتمعا مع جون نيجروبونتي نائب وزيرة الخارجية الأمريكية وريتشارد باوتشر مساعد وزيرة الخارجية أثناء أداء جيلاني اليمين. وأفادت وسائل إعلام باكستانية بأن من المتوقع أن يجتمع المسئولان الأمريكيان اللذان وصلا إلى باكستان في وقت سابق من اليوم مع جيلاني ومشرف أيضا. وتخشى الولايات المتحدة وحلفاء غربيون آخرون أن تحدث حالة من انعدام الاستقرار السياسي في باكستان التي تتمتع بقدرة نووية والتي تواجه بالفعل حملة من الهجمات يشنها متشددون يستلهمون نهج تنظيم القاعدة إذا حدثت مواجهة بين مشرف والحكومة الجديدة. وقال حسين حقاني الأستاذ بجامعة بوسطن والمستشار البارز لحزب الشعب الباكستاني إنه يعتقد أن المسئولين الأمريكيين يريدان إبداء الدعم للعملية الديمقراطية ومناقشة الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد الإرهاب. وكان أعضاء في الائتلاف الجديد تحدثوا عن الحاجة لبدء محادثات مع المتشددين المسئولين عن موجة من الهجمات الانتحارية مما يثير تساؤلات بخصوص إستراتيجية باكستان في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد الإرهاب. ولا يحظى دعم مشرف للحملة الأمريكية بشعبية إذ ينتقد كثير من الباكستانيين الرئيس لما يصفونه بتنفيذه لما تطلبه الولايات المتحدة وإثارة أعمال العنف التي يقوم بها المتشددون. وقال حقاني «يجب أن تتغير الأمور ويجب أن تنفذ بشفافية أكبر بسبب الإدارة الديمقراطية الجديدة.» وصوت أمس الأول الاثنين 264 عضوا بالجمعية الوطنية المؤلفة من 342 مقعدا لصالح جيلاني ليشغل منصب رئيس الوزراء. وفي تحد فوري لمشرف أصدر جيلاني أوامره أمس الأول بالإفراج عن قضاة احتجزوا بعد أن أعلن الرئيس حالة الطوارئ في البلاد في نوفمبر. كما دعا جيلاني أيضا إلى تحقيق تجريه الأمم المتحدة في اغتيال بوتو في 27 ديسمبر. وكان مشرف طلب من الشرطة البريطانية المساعدة في التحقيق في اغتيال بوتو ولكنه رفض طلب حزبها بأن تشارك الأمم المتحدة في التحقيق. وبعد وقت قصير من أومر جيلاني بالإفراج عن القضاة أزالت السلطات جميع الحواجز خارج منزل كبير القضاة افتخار تشودري وقضاة آخرين كانوا رهن الإقامة الجبرية. وتعهد الشركاء في الائتلاف الحاكم المقبل بتمرير قانون يعيد القضاة الذين أقالهم مشرف من مناصبهم خشية أن يصدروا حكما بعدم دستورية إعادة انتخابه لفترة رئاسة جديدة في أكتوبر من جانب الجمعية الوطنية السابقة. وإذا عادوا إلى مناصبهم فمن المتوقع أن يتخذ القضاة إجراءات قانونية ضد الرئيس.