صباح الخير
" عدن وبإجماع العالم هي مستقر إنساني موغل في القدم ".بهذه العبارة التي شدتني إلى الكتابة .. أفتتح الأستاذ / عبدالعزيز عبدالغني – رئيس مجلس الشورى , قبل ظهر أمس في مدينة عدن أعمال المؤتمر الدولي السادس للحضارة اليمنية " الملتقى السبئي الحادي عشر " , الذي تنظمه وتحتضنه جامعة عدن على مدى ثلاثة أيام , بمشاركة عربية ودولية واسعة تصل إلى مائة عالم وباحث , إلى جانب سبعين يمنياً قدموا جميعاً إلى عدن ليقدموا بحوثاً علمية خصت الكثير منها عدن .. المدينة , الحضارة التي يجهلها الكثير من أبناء جيلنا.. وإن كانوا من مواليد عدن وتربوا , ترعرعوا ودرسوا فيها , نعم جهلنا بتاريخ هذه المدينة التي تحتضن بحراً يعانقها , وصنع لها منذ القدم , تاريخاً إنسانياً وحضارة يبحث العالم اليوم فيها , ونحن لا نعرف شيئاً عنها , وإن بذلت بعض المحاولات من نفر من الباحثين إلا أن الكنز الحقيقي لم يكتشف بعد .قصة الإنسان اليمني – وكما أجمع العالم على ذلك – لم تكتشف بعد باعتباره صانع حضارة , ومؤثراً ومثأثراً بمحيطه الحضاري والإنساني الكبير .. ما يؤكد هذه الحقيقة التي للأسف نتجاهلها نحن , هذا الاهتمام العربي والعالمي في اليمن, بتراثه وحضارته المتنوعة في المجالات الحياتية كافة , ولعل الزراعة والري هي واحدة من أقدم ما قدمه اليمنيون للبشرية بطرق ما زالت حتى اليوم محط دراسة في أكبر الجامعات العالمية .. وسد مأرب وحكايته التي أذهلت العالم هي أيضاً واحدة من الحضارة الإنسانية اليمنية التي يتحدث عنها العالم .أعترف بجهلي في تناول موضوع يصب في أعمال المؤتمر الدولي السادس للحضارة اليمنية , ولكني من خلال ما شاهدته من حضور متميز للعلماء والباحثين اليمنيين والعرب والأوروبيين , وكذلك اهتمام الدكتور والمفكر اليمني / عبدالكريم الارياني بالمشاركة في المؤتمر , استطيع أن أدون بعض ملاحظاتي التي أتمنى أن تكون مساهمة في هذا الحدث العالمي , الذي يتشرف بإقامته واحتضانه وطني الثاني والعشرين من مايو , وطن لا تزال كنوز تراثه وحضارته مدفونة في باطن التاريخ.*أتمنى أن تواصل جامعة عدن روائعها في تنمية الثقافة والفكر والإبداع بإصدار كتب تتضمن البحوث التي قدمت إلى هذا المؤتمر الدولي .. حتى تكون في متناول المتعطشين إلى معرفة تراث وحضارة اليمن .. وتقدم هذه الكتب بطريقة علمية سهلة , وتباع بأسعار تستطيع الغالبية اقتناءها .تشكيل فرق بحث علمية تدرس في هذه البحوث , وتقدم نتائجها لتدرس في المدارس اليمنية حتى تعرف الأجيال أنها تعيش في كنز من التراث والحضارة , وأن اليمانيين من أوائل من صنعوا التاريخ الإنساني وأسسوا حضارته .. وكانوا ولا يزالون مفخرة العالم .* إشراك طلاب كلية الآداب في اعمال هذا المؤتمر , لأنني على ثقة بأن هذا الملتقى العالمي هو مدرسة تعلمنا نحن اليمنيين أهمية البحث والدراسة في أصل تراثنا وحضارتنا , والحفاظ على هويتنا كصناع حضارة جذبت العالم إلينا .*شكراً لجامعة عدن , التي عودتنا في زمن الوحدة المباركة أن تجعلنا نتطلع إلى جهودها في خدمة المجتمع .. وشكراً لكل من أسهم في إنجاح هذا الملتقى العالمي في عدن .