حريق كبير يلحق أضراراً جسيمة بأكبر مصفاة نفط عراقية
حريق في مصفاة نفط عراقية
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قالت مصادر من الشرطة العراقية أمس الاثنين ان تفجيرين انتحاريين احدهما بحزام ناسف والأخر بسيارة ملغومة استهدفا مقر ديوان الوقف السني في منطقة الاعظمية بشمال بغداد مما أسفر عن سقوط 14 قتيلا بينهم قائد مجلس الصحوة في الاعظمية كما أصيب 25 شخصا. وأضافت أن «انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه عند البوابة الرئيسية لديوان الوقف السني مستهدفا رياض السامرائي وأفرادا من حمايته... مما أدى إلى مقتل رياض وعدد من أفراد حمايته.»، وتابعت «سيارة كان يقودها انتحاري انفجرت بعد دقائق قليلة من الانفجار الأول مستهدفة أشخاصا تجمعوا لإجلاء ضحايا التفجير الأول مما أدى إلى مقتل مزيد من الأشخاص.» وذكرت المصادر ان ضحايا الانفجارين وصلوا إلى 14 قتيلا بينهم السامرائي و25 مصابا مشيرة إلى أن اغلبهم من عناصر مجلس صحوة الاعظمية. ويقع ديوان الوقف السني في منطقة السبع ابكار التابعة لمدينة الاعظمية شمال مدينة بغداد. ويرأس السامرائي مجلس صحوة الاعظمية الذي تأسس قبل أشهر إضافة إلى انه يعتبر المسؤول عن فريق حماية ديوان الوقف السني. وقال العميد قاسم الموسوي المتحدث باسم القوات الأمنية في بغداد ان الانفجار الأول تسبب فيه انتحاري كان يرتدي حزاما ناسفا وأعقبه بوقت قليل انفجار سيارة ملغومة يقودها انتحاري مضيفا أن السامرائي قتل في التفجير الأول.
قتلى التفجير الانتحاري
ويستهدف متشددون من المعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة في العراق مجالس الصحوة والعناصر التي تعمل بها وأدت هذه العمليات إلى مقتل وإصابة العشرات منهم. ومن ناحية أخرى أدان الحزب الإسلامي العراقي في بيان أمس التفجيرين الانتحاريين اللذين شهدتهما مدينة الاعظمية ودعا الحزب الحكومة الى الاهتمام «الجدي» بملف الصحوات وبما يساعدهم على أداء واجبهم بالشكل الصحيح. وقال البيان «إن هذا العمل الإجرامي يقع ضمن مسلسل الهجمات التي تستهدف مجالس الصحوة وعناصرها لغرض زعزعة الاستقرار الأمني النسبي الذي شهدته بغداد وبعض محافظات القطر في الآونة الأخيرة.» وأضاف ان الحزب الإسلامي «يستنكر هذه الأعمال التخريبية الإجرامية ويدعو الحكومة العراقية إلى الاهتمام الجدي بملف مجالس الصحوة وعناصرها وتهيئتهم بالشكل المناسب لغرض أداء واجبهم على أكمل وجه.» ويعتبر الحزب الإسلامي اكبر الأحزاب السنية المشتركة في العملية السياسية ويرأسه طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي. وكان الهاشمي طالب الأحد في بيان له بمناسبة عيد الجيش العراقي الحكومة العراقية بالاهتمام بملف الصحوات كما طالب الحكومة بضم عناصر الصحوات إلى القوات الأمنية العراقية. وقال الهاشمي «إن محاربة قوى الظلام من الإرهاب والتكفير والميليشيات تستدعي تضافر جميع القوى وعلى هذا الأساس فإن المطلب الوطني بضم الصحوات إلى القوات المسلحة ينبغي أن يشق طريقه للتنفيذ دون عوائق.» ووصف ديوان الوقف السني في بيان له الانفجار «بالعمل الإجرامي والجبان» وقال الديوان «أن الأيادي الآثمة التي أقدمت على هذا الجرم هي أياد ضالة منحرفة في الفكر والسلوك تريد لهذا البلد إثارة الفتنة وقتل الرموز الوطنية.»، وأضاف «ان ما حصل من اعتداء إن هو ألا حلقه من حلقات التآمر على البلد الذي ما زال ينزف دما.»، ومضى البيان يقول «إن ديوان الوقف السني إذ يستنكر هذا العمل الجبان فإنه يلقى باللائمة على فلول الإرهاب والميليشيات والعصابات المجرمة التي أعلنت مرارا وتكرارا استهدافها للرموز الوطنية والمؤسسات الدينية ونقول لها أن هذا العمل الإجرامي لا يثني عزائمنا في الوقوف بوجه الإرهاب.» في غضون ذلك قال شهود إن انفجارا في مستودع للوقود تسبب في حريق ضخم في أكبر مصفاة نفط في العراق أمس الإثنين مما أدى إلى إصابة 36 عاملا بحروق ومقتل شخص واحد قبل ان تتم السيطرة على الحريق. وقال مصدر صحفي في مجمع مصفاة بيجي على مسافة 180 كيلومترا شمالي بغداد انه رأى قتيلا واحدا على الأقل وأحصى 36 شخصا يعانون من حروق. وقال مهندس في المصفاة الحكومية إن الحريق الذي تمت السيطرة عليه نتج عن حادث وليس عن هجوم.، وأضاف المهندس الذي طلب عدم نشر اسمه «ليس عملا تخريبيا. (الحريق) نتج عن خطأ فني.» وقال المهندس الذي يعمل بالمصفاة منذ عام 2003 «هذا أكبر حريق رأيته في مصفاة بيجي. لم يقع حريق مثل هذا من قبل.»، وأضاف ان احد العاملين قتل وأصيب 24 آخرين. ووقع الانفجار في مستودع يضم خمسة ملايين لتر من الوقود. وقال المهندس إن الحريق دمر وحدة غاز البترول المسال حيث اندلع الحريق لكن بقية العمليات مستمرة بالمجمع. وتقول إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن الطاقة التكريرية في مجمع بيجي تبلغ 310 آلاف برميل يوميا وكان المجمع يعمل بأقل من طاقته القصوى بسبب انقطاعات التيار الكهربائي ومشكلات أخرى منها اندلاع الحرائق. وفي يناير عام 2007 قال برهم صالح نائب رئيس الوزراء إن البلاد تخسر 1.5 مليار دولار سنويا من هجمات وسرقات في بيجي. وتعرض خط أنابيب داخلي ينقل النفط الخام من حقول كركوك في الشمال إلى المصفاة لهجمات من جانب متشددين يسعون لتعطيل تدفق النفط.