( 14اكتوبر ) تكشف التاريخ والحضارة اليمنية القديمة من ثراث صعدة
محافظة صعدة
متابعة/ ذويزن مخشفعندما يكون الحديث عن محافظة صعدة الجبلية التي تقع على بعد 250 كيلومترا الى الشمال الشرقي من العاصمة صنعاء فإن الحديث يكون شيقا وممتعا وذا شجون ايضا كطريق الوصول اليها اوحتى للتجوال في بلداتها اوقراها كون هذه المحافظة يسكن فيها الكثير من التاريخ اليمني القديم والاسلامي بل أن كل شبر من ارض (صعدة) يفوح منها عبق التاريخ الاصيل والحضارة اليمنية التي لا ينتفض عنها غبار التاريخ قط.. فكانت زيارة صحيفة "14 أكتوبر" لمحافظة صعدة ضمن زيارة وفد برلماني يتألف من 70 عضوا يمثلون مختلف الانتماءات الحزبية بهدف تفقد وتلمس اوضاع المواطنين بعد إخماد فتنة التمرد الحوثية هي اشبه برحلة استكشاف للتاريخ الذي لا ينسى اوللحاضر والمستقبل.. ليس لانها أول زيارة بالنسبة لشخصي وإنما المهم انها تمثل قصصا مشوقة تخلد في الذاكرة مدى الحياة للأجيال القادمة.فكلما رغب المرء بالتعرف على مجتمعها من واقع المحافظات البعيدة وحياة الريف الهادئة والبسيطة عن قرب تجد كل شيء جميل وساحر وممتع في جانب يعتبر نصف الصورة الكاملة "الحلوه والواضحة" الذي دائما تكون مبتسمة وغير عابسة مثل شروق الشمس في كل نهار حتى وإن بقى الجزء الثاني من هذه الصورة عاتما يأتي بالمأساة والحزن والآلالم وذكريات سوداء تعبرعن مرارة الحياة.. في صعدة رأيت الصورتين تجتمعان معا في قالب واحد هو(التاريخ القديم الذي لا يندثر.. جمال الطبيعة الناذرة التي تسحرك كالجبال التي اسعدتني واحزنتني ايضا.. فما من شيئ يسرق ناظريك ويشد قلبك كهناك في "صعدة" حيث العلم والتاريخ لن تجدها في أي مكان اخر الإ في بعض الصور المشابه من مواقع التراث الموجود فقط في اليمن.. تأخذك مناظر مؤلمة هي آثار للدمار والخراب والمأساة.. انها صفحات تذكرك بإراقة الدماء والموت وحياة الإعاقة للبشر للعيش نصف انسان.. تلك سيرة الحرب ونتائجها البشعة التي تزيل كل ماهو جميل في هذه (الأرض)..هاتان الصورتان ترتسمان في مخيلتي عن صعدة حيث مكثت فيها خمسة أيام بحلوها ومرها استعرضها واتناول الحديث عنها عبر صحيفة "14أكتوبر" التي رافقت البعثة البرلمانية للمحافظة لإزالة أثار احداث الفتنة والحرب التي وقعت بين قوات الجيش والأمن ضد جماعة الحوثيين التي آبت ان تواكب عهد الجمهورية اليمنية والنظام الدستوري والديمقراطية وأهداف الثورة اليمنية في محاولة لإعادة الحكم الإمامي الاستبدادي.لذلك فقبل الخوض في عناء الكتابة عن زيارتي ارتأيت ان اقدم صعدة تلك المدينة المعروفة بتاريخ طويل يحتم علينا (كصحفيين) ابرازها والبحث عن مواطنها, فالمظاهر والمواقع الاثرية والتاريخية التي تزخر بها صعدة قيمة.. لذلك فاستخلاصنا سيعتمد في بادئ الامر على رويات المواطنين وأناسا عاصروا التاريخ ولموا به من ابناء المحافظة او من خلال بعض المراجع التي استندت اليها.[c1]صعدة.. النشأة والظهور: [/c]عرفت مدينة صعدة قبل ظهور الإسلام في الفترة الإسلامية المبكرة عبر النقوش من تسميتها في النقش الموسوم بـ(CH 31) او بإسم (ص ع د ت م) كما عرفت من بعض المراجع التاريخية الاسلامية القديمة مثل كتاب "صفة جزيرة العرب للهمداني" بقوله عن(مدينة صعدة) انها سميت في الجاهلية (جماع) وكان مر بها في قديم الدهر قصر مشيد حيث اصدر رجل من اهل الحجاز من بعض ملوك البحر فمر بذلك القصر وهو تاعب فاستلقى على ظهره وتأمل سمكه فلما اعجبته الرؤية قال عن ذلك "لقد صعده لقد صعده".. لذلك انطلقت تسميت صعده من يومئذ!!ويقول مرجع اخر هو(منتخبات في اخبار اليمن) لنشوان بن سعيد الحميري الذي قال هذه ( صعدة مدينة باليمن لخولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.. وسميت صعدة لان ملكاً من ملوك حمير بنى له فيها بناءً عالياً فلما رآه الملك قال لقد صعّده، فسميت على هذا الاساس بصعدة).[c1]صعدة القديمة [/c]كانت مدينة صعدة القديمة قائمة عند سفح جبل اسمه (تلمص) وهو اثري يقع في الجهة الشرقية مباشرة وممتدة شرقاً ومطلة على وادي غراز ووادي رحبان فسميت المدينة حينه من الدهر بمدينة رحبان لانها كانت تقع في شمال وادي رحبان مباشرة فحسب النقوش المسندية القديمة في عهد الملك ذكرت بأنها "نشأ كرب يهأمن يهرحب" ملك سبأ وذي ريدان كما ذكرها ابن المجاور في تاريخه المعروف (المستبصر) عندما قال(صعدة مدينة قديمة ترجع إلى أقدم العصور.. إلى زمن "سام بن نوح عليه السلام" ولكنها خربت واعيد تجديدها أكثر من مرة حتى جاء العصر الاسلامي).وقد ورد أسم هذه المدينة أيضاً في النقوش القديمة مثل (صعدتم) وتلك النقوش المسندية تذكر بعض احداث الملك (شمر يهرعش) مثل نقش جام رقم (209) الذي نص إن الملك قدم قربان الشكرعلى سلامته لإله (المقه) إثر الغزوة المظفرة بالنصر التي قام بها ضد القبائل الخارجه عليه كما ورد أسم مدينة صعدة في نقش جام رقم (658) الذي ينص على ترتيب حراس المدينة.ومع مرور الزمن ظلت مدينة صعدة القديمة صامدة امام التيارات والتقلبات التاريخية العنيفة منذ ان تأسست في العصور الضاربة في أعماق التاريخ وحتى بداية عصر الاسلام واستمرت بعده قروناً من الزمان وربما تكشف اعمال التنقيب الاثري في المستقبل لموقعها القديم عن الكثير من الاسرار التاريخية وزادت اهميتها كمحطة رئيسية على الطريق التجاري القديم المعروف "بدرب أسعد" أو "بدرب اصحاب الفيل" ثم "طريق الحجيج". ومن الدلائل الاثرية التي اشارت لها المراجع ان مدينة صعدة القديمة لاتقل اهمية عن بقية المدن التاريخية القديمة فهي غنية جداً بالمواقع التي تعود لعصور مختلفة مثل ((عصور ما قبل التاريخ اذا تمثل بالرسوم الصخرية والمخربشات المرسومة بالالوان إضافة إلى الادوات القديمة التي استخدمها الانسان الاول في حياته المعيشية في ضواحي مدينة صعدة واقليم شرق صعدة.. اما في عصر ما قبل الميلاد وما بعده مثل جبل ام ليلى وحصن تلمص وموقع الخزائن ومواقع النقوش السبئية المسندية القديمة المتفرقة في جبال واودية صعدة واقليم شرق صعدة. وفي عصر الاسلام مثلت بعض الشواهد عن المدينة في المساجد التاريخية والجبانات الاثرية واسوار المدن والقلاع والحصون ومعظمها مازالت بحالة جيدة في كل مديريات محافظة صعدة)).[c1]جبل تلمص[/c]جاءت تسمية هذا الجبل الذي يقع على بعد (ثلاثة كيلومترات) في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة صعدة الحديثة باعتباره باعتباره الحصن الحامي والحارس الامين لمدينة صعدة القديمة التي شهدت تقلبات تاريخية قوية ومختلفة فهو حصنا من المواقع الاثرية التي ترجع إلى فترة (ما قبل الميلاد) واكتسب اهميته التاريخية كونه محورا استراتيجي للمدينة فمن سيطرعليه استطاع بسط سلطته ونفوذه على مدينة صعدة القديمة ومنه يستطيع كذلك توسع نفوذه لاخضاع أهم المراكز الاخرى في الضواحي القريبة والبعيدة وتذكر النقوش المسندية اهمية موقع هذا الحصن الاثري لفترة (ما قبل الميلاد وما بعده) وظل يكتسب اهمية استراتيجية خلال العصر الاسلامي الذي شهدت فيه مدينة صعدة ايضاً صراعات وحروباً كثيرة وتعرض فيها الحصن للخراب حيناً والاصلاح حيناً آخر وماتزال الشوهد عليه باقية. [c1]سور المدينة[/c]عندما تعرج في طريقك للدخول الى مدينة صعدة الحديثة وعلى بعد بضعة كيلومترات ترى السور الذي احيط قديما بالمدينة ولم يعفي عنه الزمن الى الان.. يقول المعاصرون إن بناء سور مدينة صعدة يرجع الى عام (940 هـ ـ القرن السادس عشر الميلادي)حيث تم تأسيسه بأمر من الإمام يحي شرف الدين وقد استمرت اعمال البناء فيه نحو ستة اشهر واستخدم في تشييده 500 عامل من اصحاب المهن المختلفة وشيد السور من مادة الطين (الزابور) المخلوط بالتين واتخذ الشكل الدائري المتعرج لتسهيل عملية المراقبة وصد هجمات الغزاة لحماية المدينة ومركز الحكم فيها وكذا مقاومة العوامل الطبيعية.ولهذا السور اربعة ابواب كبيرة تؤدي الى داخل المدينة وهي باب نجران وباب سويدان وباب المنصورة وباب همدان وقد شيدت في اعلى ذلك السور (50) برجا من ابراج المراقبة لغرض الحراسة. وفيها سلالم للصعود تقدر (16) سلما ويبلغ اجمالي طول السور (3326) مثرا ويتدرج سمك السور عند الاساس بمقياس (5) مترات امام حجم سمكه عند السطح (4) مترات ويبلغ عدد اجمالي ميازيب السور الخاصة بتصريف مياه الامطار الى الخارج بنحو (95) ميزابا. ويرتفع السور من الخارج ليبلغ (8) مترات ومن الداخل (6) مترات. [c1]الرسوم الصخرية:[/c]تمتاز مدينة صعدة بأنها من أشهر المواقع التي تنتشر فيها "الرسوم الصخرية" التي يعود تاريخها لعصور ماقبل التاريخ وتنتشر هذه الرسومات الصخرية في المرتفعات المطلة على السهول حيث تتوافر المياه العذبة والاعشاب الكثيرة وتوفر المآوي الطبيعية التي كان يحتمي بها الانسان من الحيوانات المفترسة ويتقي بها من عوامل الظواهر الطبيعية القاسية آنذاك.يقول مسؤولون وخبراء اثار بالمحافظة إن اكتشاف نقوش فن الرسوم الصخرية في ضواحي مدينة صعدة يعد الاول من نوعه.. فقد حققت عملية مسح ميداني لمواقع عصور ماقبل التاريخ في مدينة صعدة وضواحيها التي كان الهدف الرئيسي منها هو دراسة (فن الرسوم الصخرية) التي لم ينتبه لها الباحثون إلا في السنوات السابقة حيث قام بعملية المسح البعثة الفرنسية المؤلفة من الدكتور دي بيل هومتر والدكتور مديحة رشاد وذلك بالتعاون مع مكتب الآثار بمحافظة صعدة في بداية التسعينات من القرن الماضي.وكان أول من اكتشف فن الرسوم الصخرية في اليمن الفرنسي الدكتور دي بيل هومتر في عام 1974 اذ تبين المعلومات انه قسم مواقع فن الرسوم الصخرية في ضواحي مدينة صعدة من (سحار) الى نوعين هما (الرسم بواسطة الحفر الغائر والحز والرسم عبر الالوان). [c1]المسلحقات [/c]تجذبك بمجرد دخولك لمدينة صعدة ووسط الجبال قمم واحجار كبيرة غريبة الشكل والوصف لكن اكثر تلك سحرا وتشاهدك امامك مباشرة من أي تجاه تلك المسلحقات التي تقع في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة صعدة وتبعد عنها حوالى (2كم) وتمتد نحو (كيلو متر) تقريباً تشكل فيها تسع (9) مجموعات من التلال الجيرية والرملية المتحجرة التي لا يتعدى ارتفاعها اكثر من (50متراً) وذلك لان الرسوم الصخرية تتركز فيها بأشكال متنوعة وذات تواريخ مختلفة على واجهات اسطح الصخور البارزة التي تكون بذلك كهوفاً أو مخابئ، وتمثل مناظر فن الرسوم الصخرية والرسوم الحيوانية التي نفذت باللون الاحمر منها مناظر صيد تمثل وعلاً تطارده الكلاب ذوي الاذناب الطويلة المنحنية إلى الأعلى ومنظر آخر لحيوانات الوعول وهو الموضوع السائد الذي تعكسه الرسوم في تلك المواقع دائما حيث يشبه الرسم في حالة مطاردة من الكلاب او من الانسان الذي يطلق عليه السهم من القوس. وأسلوب هذا الرسم إما بواسطة الحفر والحز هو السائد على نطاق واسع ليجسد حيوانات تمثل مناظر رعي وحياتية اخرى مثل "الغزال والوعل والثور الوحشي" الذي ربما يشير إلى فترة النيوليتية والتي تعود إلى فترة ماقبل الميلاد بنحو 6 الالف سنة.كما تدل الرسوم مناظر ثعابين ملونة ورسوم الانسان باوضاع مختلفة واتبع الفنان القديم في رسم لوحاته اسلوب الحفر الغائر والمستعرض صقل خطوطه حتى اصبحت ملساء وكسا سطح نقش اللوحات بطبقة غامقة جداً من غشاء العتق، وهذا دليل على أن مثل هذه الاشكال تمثل اقدم مرحلة من فن الرسوم الصخرية لعصر ما قبل التاريخ وبعض لوحات الرسوم التي وجدت في موقع المسلحقات تعبر عن سعة رؤية الفنان القديمة الذي قام بنقشها واخراجها وذلك من حيث الاسلوب وطريقة النحت والصقل وموضوع اللوحة التي يعبر فيها عما يجري في محيط حياته المعيشية اليومية باحاسيسه الفنية المبدعة.[c1]الحمزات (بني مسعود الحظيرة):[/c]في طريقك بإتجاه اقصى الشمال الشرقي لمدينة صعدة وعلى بعد مسافة 5 كيلومترات وعلى امتداد موقع المسلحقات من حيث التلال الجيرية والرملية المتحجرة تقع منطقة تدعى ( الحمزات) وهي شبيهة بومواضيع فن الرسوم الصخرية في بعض اشكالها الحيوانية والنباتية وتعبيرات نشاط الانسان فعند موقع منها اسمه الحظيرة تتوزع الرسوم الصخرية الى (ست مجموعات) متنوعة من الهضبة تجد فيها المسلحقات لكن بمجموعة اخرى تمثل اشكالا آدمية لرجال ونساء وأشكال البقر الوحشي تعد متميزة لانها اجمل لوحة بارزة وفريدة من نوعها من حيث التكنيك الذي يبلغ طولها (16) مترا وتحتوي هذه اللوحة على (15) رسما اهمها رسم مناظر البقر الوحشي الذي يبدو مظهره الضخم على انه الجنس البدائي البري تظهر قرونه القصيرة منحنية إلى الوراء على خلاف جميع الرسومات السابقة التي تمثل بقرونها المنحنية الى الامام.ويقول خبراء الاثار إن دلائل ذاك الرسم (البقر الوحشي البرمائي) المنقرض حاليا في بلاد اليمن والذي يشبه ما تمثله الرسوم الصخرية في ضواحي مدينة صعدة انه "كان يعيش في مناخ رطب يحتاج ان يغطس في الماء او في الوحل مدة (8 ) ساعات على الاقل في اليوم وهذا يثبت ان مناخ الجزيرة العربية في فترة ما قبل 6000 عام قبل الميلاد كان مناخاً رطبا لقد تم صيده أي (البقر الوحشي) في حالته البرية قبل ان يتم استئناسه ولوحة الرسم الصخري في موقع الحظيرة التي تثمل البقر الوحشي ينتمي اسلوب تنفيذها إلى فترة البقر الوحشي الضخم المقصود (البوبالوس) من حيث طريقة الحفر الغائر ولكن كما يبدو انه كان للإبقار اهمية عقائدية كبرى واستمرت هذه الاهمية العقائدية حتى عصور تاريخية متأخرة مثل عصر البرونز وعصر الحديد.[c1]جبل المخروق[/c]في جميع أطراف صعدة تحيط بك جبال شاهقة ومرتفعة تعانق السماء تذهلك لتنحني وقفة إجلال لعظمتها وشموخها لطبيعة الخلابة التي كونها الله سبحانه وتعالى. ومن هذه الجبال الجامحة نتحدث اولا عن جبل سمي (المخروق) الواقع الى الشمال الغربي من مدينة صعدة ويبعد عنها مسافة حوالي (6) كم. وهذا الجبل اطلق عليها هذا الاسم لانه مخروق بمعنى انه مفتوح من جهة الى اخرى في وسطه. ولهذا الجبل سلم من الدرج المنحوته من اسفله إلى اعلاه يتم الصعود والنزول بواسطتها ويوجد عند سفح الجبل ماجل للمياه منحوت في الصخر وتتصل به قنوات واحواض صغيرة منحوته تتجمع فيها مياه الامطار وتنقل عبرها المياه إلى الماجل الكبير للتخزين وموضوع فن الرسوم الصخرية في هذا الموقع غني كذلك فمنها ما هو شبيه برسومات المواقع السابقة ومنها ما هو متميز عن غيره مثل اللوحة المرسومة اسفل الجبل التي تمثل حيوان بقر وحشي ضخم (بوبالوس) يختلف عما سبق عرضه باظهار الرأس جانبيا بدل أن يكون مواجهاً وظهور قرن واحد فقط واختلاف آخر يكون في زخرفة الجسد بحلقات دائرية حفرها الفنان لزخرفة الحيوان ورغم ان اسلوب تنفيذ اللوحة قديم جداً الا انها اللوحة الوحيدة الممثلة لهذا النمط الزخرفي للجسد ويتضح من سلسلة فن الرسوم الصخرية في هذه المواقع المتجاورة والمتشابهة في النوع ان هناك استمرارية في الاسلوب الذي يعكس ابداعات مجموعة اجتماعية متجانسة عاشت في تلك المواقع واشتركت في معتقداتها وديانتها ومن المعتقد ان تلك الحيوانات كانت ذات اهمية عقائدية لانها وجدت مرافقة لجميع الاشكال الآدمية.[c1]سد الخانق:[/c]يقع سد الخانق إلى الجنوب من مدينة صعدة بمسافة (7) كم فهو يمثل حاجز للمسافة الضيقة بين جبلي الصمع والسنارة ويرجع تاريخه الاول الى (القرن الخامس الميلادي)، وقد تعرض لعمليات ترميم وتجديدات كثيرة في عصور مختلفة، واختيار موقعه الهام يدل على تواصل حنكة ونبوغ المهندس اليمني القديم وتطور اساليب الري في الحضارة اليمنية القديمة التي استفادت بمهارة من استغلال الظواهر الطبيعية الملائمة لبناء الحواجز والسدود بمقاييس عملية تستطيع مواجهة ضغط المياه والقدرة على تصريف كميات مياه السيول الزائدة عن حاجة استيعاب السد في مخنق تتجمع فيه مياه مساقط الاودية الشرقية في سلسلة جبال خولان وجماعة، فمن اهمها وادي علاف النازل من شرق جبال ساقين، ويتجه شرقاً إلى مضيق الصمع، وتلتقي به اودية المهاذر ثم يسير في وادي الصحن حيث يلتقي بوادي غراز، ويمر جنوب صعدة، ويلتقي به وادي رحبان النازل من جنوب صعدة من آل عمار من كداد والصفراء، ويلتقي بها وادي دماج النازل من شرق السنارة ومن مشارف جبل براش وجنوب ظفار وكهلان، ويلتقي مع وادي العبدين في مضيق الخانق بين قلعتي السنارة والصمع حتى صعدة الشامخين حيث تم بناء حاجز سد الخانق الذي قام ببنائه العلامة نوال بن عتيك على عهد الملك (سيف بن ذي يزن) ومظهرة (الخنفري) من رحبان صعدة، وقد قيل فيه الكثير من القصائد الشعرية، وكان يحيط به حدائق كثيرة، وظل سد الخانق يؤدي دوره في ري المزروعات حتى مطلع (القرن التاسع الميلادي) عندما هدمه الجزار (ابراهيم بن موسى) الذي قام بغزو مدين.[c1]قلعة السنارة[/c]عندما زار الوفد البرلماني لمحافظة صعدة اتجه بعد وصوله بفترة وجيزة تقارب الساعة في اولى محطاته الاستطلاعية الى الجهة الجنوبية للمدينة حيث تقف امامك قلعة شامخة اوحصن تاريخي عملاق يدعى (السنارة) التاريخي ويبعد عن المدينة بمسافة 13 كيلومترا وهذه القلعة تعتبر من أهم القلاع بمحافظة صعدة عموما في مواجهة الغزاة او مقبرة للغزاة على المدينة كونها مغلقة من ثلاث اتجاهات ومفتوحة بإتجاه واحد يمكن الفرار منها.وقيل ان تاريخ تشييد هذه القلعة في القرن العاشر الهجري والتي بناها في بادى الأمر شمس الدين بن شرف الدين لمواجهة القتال ضد الاتراك ومن ثم استكمل بناءها شرف الدين عبدالرحمن عشيش في القرن الثالث عشر الهجري, وهذه القلعة تقع على رأس جبل يطل على عاصمة المحافظة وهي تتكون من 360 غرفة بعدد أيام السنة.وكانت قلعة (السنارة) خلال العصر الإسلامي تؤدي دورها ضد المعتدين وحتى قيام ثورة 26 سبتمبرعام 1962 والى يومنا هذا. وكان الإمام يحي حميد الدين ومن بعده ولده احمد قد اتخذا من القلعة سجنا بشعا في معاقبة المعارضين لحكمه.[c1]قشلة الصفراء[/c]قشلة الصفراء تقع في مركز المديرية على هضبة ترابية عالية نسبياً، وهي عبارة عن مبنى حصين قوامه الاحجار ويتبعه برج حراسة ومراقبة يتكون من اربعة طوابق، نمط هندسة عمارته بشكل دائري، ويحتوي على العديد من الغرف، كما يتبع حصن القشلة مرافق خدمية عديدة مثل المبنى المخصص للجنود المجاور للحصن وساحات مرابط الخيول وخزانات المياه، ويعكس مبنى الحصن ومرافقه نمطاً معمارياً جميلاً، وقد تم ترميمه حديثاً واصبح افضل حالاً من السابق.[c1]قشلة كتاف[/c]تعتبر قشلة مديرية كتاف من الحصون التي شيدها الامام "يحيى بن حميد الدين" وكانت تستخدم مركزاً للحكم وسجناً للمناهضين للحكم الامامي الظالم ومقراً لحجز الرهائن ويحيط بمبنى القشلة عدد من التحصينات العديدة والقلاع وكذلك مرافق خدمية، قوام بنائها الطين المخلوط بالتبن ولكن هندسة البناء والتقسيمات الفنية لها طابع فني جميل، ويحيط بالموقع وديان سياحية رائعة وطبيعة اجتماعية بدوية على سجاياها الفطرية.[c1]الزبيدات[/c]"الزبيدات"هي أحد مواقع فن الرسوم الصخرية التي يرجع تاريخها لعصور ما قبل التاريخ، وجوهر الموضوعات التي عبر فيها الانسان الاول في فن رسومه الصخرية عن احاسيسه ومشاعره وثقافته وعكس فيها محيطه البيئي، وهي تشبه تماماً مواضيع مواقع المسلحقات والحمزات والجبل المخروق والخزائن، مما يدل ان كل تلك المواقع ملائمة للسكنى، واستقرت فيها مجموعة من البشر كانت تشكل وحدة اجتماعية عقائدية مشتركة ووحدة ثقافية متجانسة، واستمرت فيها الحياة متواصلة عبر العصور التاريخية المتلاحقة.ومن خلال التقرير الاثري الميداني للفترة من (14 ـ 20) مايو (1997م) لكثير من مناطق ومواقع شرق صعدة الذي كشف عن حقائق تاريخية جديدة بحاجة الى دراسة علمية اكثر، كما كشف لاول مرة حجم الاستيطان البشري الاول في ضفاف اودية وسهول شرق صعدة، وعلى امتداد الاقليم الشرقي من موقع "كدم" الواقع جنوب شرق قرية دم عند ملتقى وادي النشور حيث عثر على لوحات ملونة من العصر البرونزي في ملجئين صخريين، كما تم العثور على وسائل قديمة ـ مكاشط وشفرات برونزية ـ وفي موقع وادي غلات الذي يمكن الوصول اليه من الجنوب عبر وادي حربة تم العثور على اربع لوحات رسوم صخرية ملونة وعلى بعض الادوات الحجرية الهامة، وكذلك على امتداد المسافة حتى كتاف مركز المديرية ومنطقة الفحلوين ووادي املح، وكذلك في المواقع التالية:موقع ـفرش النخلة ـ بالجهة الشرقية من منطقة العشاش وقرية المنامة والمطل من الجهة الغربية على وادي فرش النخلة حيث توجد لوحات الفنون الصخرية ورسوماتها الملونة.موقع ـ سبت قاشع ـ بالقرب منه توجد لوحات الرسوم الصخرية الفنية الملونة بالجهة الشرقية على جبل العادية.يشير "الهمداني" في كتابه "صفة جزيرة العرب" إلى معلومات متفقة عن اقليم شرق صعدة بانه كان منذ الازل عامراً بسهوله وهضابه الخضراء والمياه الوفيرة تجري في وديانه الخصبة، وهذه اشارات تاريخية واضحة الى اهم العوامل الملائمة لاستيطان الانسان الاول ونشوء وتواصل المستوطنات البشرية عبر مختلف العصور حتى تأسست المراكز الاولى لخدمة طرق القوافل التجارية وما تلاها من تطور حضاري ما زالت شواهده ملموسة في بقايا آثارها العظيمة حتى اليوم.[c1]كدم[/c]يقع مركز كدم في قرية عكوات شرق صعدة، ويعتبر من مواقع الاستيطان الاولى، وقد تواصلت فيه مراحل حضارة الانسان الذي تنتشر مخلفاته الاثرية من مخربشات ولوحات الرسوم الصخرية الملونة وادوات حجرية وبرونزية واحجار جيرية تحتوي على نقوش كتابية بخط المسند غير منتظمة السطور بطريقة الحفر الغائر وتضم قطعاً اخرى كتابات بالخط العربي في مرحلته الاولى، وتوجد هذه الشواهد الاثرية على امتداد خط السير من مركز كدم حتى مركز مديرية كتاف ومنطقة الفحلوين ووادي املح، وفي المواقع الاثرية العديدة في اقليم شرق صعدة، ونظراً لتشابه مكونات تلك المواقع، وتجنباً للتكرار سنورد وصفاً لاهمها كما يلي:ــ موقع فرش النخلة: يقع الى الشرق من منطقة العشاش وقرية المنامة يحدها غرباً (وادي فرش النخلة)، اهم الشوهد الاثرية جداران متوازيان طول كل منهما (30 متراً) وارتفاع كل منهما (3) مترات، قوام البناء فيهما الاحجار الكلسية، ويتخللها مصاطب دائرية الشكل ومبان مماثلة في الجهة الشرقية اكثر اتساعاً ويتوسط الموقع كتل حجرية عليها مخربشات وحروف بخط المسند.ــ موقع نجد الفارس: عبارة عن سهل واسع تحيط به سلسلة جبلية، من الشمال وادي وجبل (شملل) وجنوباً وادي (أملح) وشرقاً جبل (اصبع جمعان) وغرباً جبل (نيمار) تبلغ مساحته حوالى (30 كم2)، يوجد في الجهة الجنوبية من الموقع بقايا جدران، قوامها احجار كلسية غير مهندمة، بالاضافة الى اربعة جدران متوازية تتخللها ابراج دائرية مختلفة الاحجام، ثم يليها جدار طولي يتجه من الشرق الى الغرب بامتداد (69متراً) ينتهي ببرج دائري يوجد، في منتصفه قطعة حجرية عليها حروف بخط المسند، ويلاحظ ان هذه الجدران لا تتصل ببعضها ولا تشكل سوراً للموقع، ولذلك فهي بحاجة إلى دراسات علمية للوصول إلى نتايج موضوعية لما كانت عليه وظائفها الحقيقية على الطريق التجاري القديم، وفي الجهة الشمالية للموقع توجد مجموعة كبيرة من المباني الدائرية الشكل قوام بنائها الاحجار الكلسية مختلفة الاحجام يصل عددها الى (36 مبنى) متجاورة، اما الرسوم الصخرية الملونة والكتابات بخط المسند توجد في الشمال الغربي للموقع وفي الجهة الجنوبية الشرقية لجبل (نيمار).ــ موقع سبت قاشع: يقع في الجهة الغربية من موقع نجد الفارس في سهل منبسط، ويجد بجهته الغربية جدار طولي بمسافة (120متراً) تتخلله فتحات اتساع كل منها (80 سم) تنتهي اطرافه بمبان حجرية دائرية الشكل، كما يوجد في الجهة الشرقية للموقع جداران مائلان بهما ـ ايضاً ـ فتحات بعرش (80 سم) ينتهيان من الجانبين بمبانٍ دائرية، وحول الموقع رسوم صخرية ملونة وكتابات مسندية.ــ موقع دحل الحنش: يقع في منتصف المسافة بين موقع نجد الفارس وموقع سبت قاشع، وهو عبارة عن مبنى مستطيل الشكل قوام بنائه الاحجار الكلسية، وكانت له بوابة غربية يحيط بها عمودان من الحجر ارتفاع كل منهما (متران) بالاضافة الى بوابة شرقية يقابلها عمود حجري بارتفاع (مترين) ـ ايضاً ـ عليه زخارف محزوزة ملتوية تشبه الثعبان، وسمي الموقع بهذا الاسم نسبة إلى تلك الزخارف، وكان يحيط بالموقع من جهتي الشمال والجنوب بقايا مبانٍ دائرية الشكل.[c1]قشلة مجز[/c]تقع القشلة في مركز مديرية مجز ويرجع تاريخها إلى عام (1940م) في عهد الإمام "يحيى بن حميد الدين" الذي اهتم ببناء الحصون في مراكز صعدة الهامة، وقشلة مجز تختلف من حيث التصميم وهندسة البناء عن غيرها في محافظة صعدة فهي تحتوي على اربعة أبراج دائرية، كما تحتوي على العديد من الغرف، ويتوسط الابراج الاربعة تقسيمات داخلية لغرف القيادة وغرف للجنود ذات طابع معماري وتقسيمات هندسية جميلة.[c1]الخزائن[/c]تعرف الخزائن بأنها من المواقع الاثرية والتاريخية الهامة حيث تدل الشواهد الموجودة حاليا فيه على استمرار وتواصل النشاط البشري في هذا الموقع من الالف السنين وذلك من خلال فن الرسوم الصخرية المتنوعة البارزة على واجهات صخوره التي ترجع الى عصور ما قبل التاريخ، وكذلك وجود النقوش المسندية القديمة وبقايا كهوف منحوته في الصخر بعناية والتي ربما استخدمت عبر العصور لاغراض عديدة، ففي عصور ما قبل التاريخ استخدمت مثل تلك الخزائن كمأوٍ للانسان يحتمي فيها من الوحوش المفترسة، ويقي نفسه فيها من تقلبات الظواهر الطبيعية الخطيرة على استمرار حياة الانسان، اما في العصور التاريخية فاستخدمت الكهوف المنحوتة بالصخور كمقابر صخرية لدفن الموتى، وموقع الخزائن يوجد فيه خمس فتحات مستطيلة منحوتة في جوف الصخر تفضي إلى غرف كل غرفة منها بطول (5 مترات) وعرض (4 مترات)، كما يوجد العديد من النقوش اليمنية القديمة وبعض بقايا الاساسات لمنشآت اثرية قديمة، بالاضافة إلى خزان منحوت في الصخر على شكل بئر شبه دائرية عمقها حوالي (8 مترات) وعرضها (3 مترات) وتقع الخزائن في الجهة الشمالية الغربية لمدينة صعدة بمسافة (15كم).[c1]العدنة[/c]اشتهرت صعدة باستخراج خام "الحديد" وصناعته في كل مجالات الحياة المختلفة وذاع صيتها في مجال المصنوعات الحديدة الحربية ومصنوعات الاغراض الاقتصادية اليومية، وكانت العدنة احدى اهم المواقع لاستخراج خام الحديد منذ عصر ما قبل الاسلام، ويشير المؤرخون أن مصانع الحديد كانت في جماعة ومدينة صعدة ويروي بعض الثقاة من أهالي صعدة عن آبائهم أن المدينة كانت تضم (سبعمائة حوي) كل (حوي) يحوي (ثلاثة أفران) لصهر الحديد، ولا يزال خبث الحديد داخل مدينة صعدة وخارجها حتى الآن، فمناجم الحديد موجودة حتى الان في شرقي جبل العبلا المطل على صعدة من الجهة الشرقية وفي العدنة بالقرب من مديرية جماعة.[c1]قشلة باقم[/c]تقع القشلة في مديرية باقم، وهي المركز الاداري للمديرية، وهي عبارة عن احد الحصون التي شيدت في عهد الإمام "يحيى بن حميد الدين" الذي حكم اليمن بعد خروج الاتراك من عام (1918م) إلى عام (1948م) وكان لمحافظة صعدة في نظر الامام وضع خاص نظراً لمواقعها الجغرافي الهام، ولذلك شيد في مراكز المديرية قلاعاً وحصوناً تستخدم لتسيير شؤون الدولة المدنية والعسكرية، وتساهم في حفظ الامن والاستقرار.مبنى قشلة مديرية باقم مكون من ثلاثة طوابق، قوام بنائها من مادة الطين المخلوط بالتبن، ولها برجان دائريان كان يستخدمان للمراقبة، ويتبع القشلة "مسجد شقفة" قبابه في غاية الجمال الفني المعماري بالاضافة إلى دوره الديني والعلمي يؤدي وظيفته كهجر العلم.[c1]جبل أم ليلى[/c]يقع جبل أم ليلى إلى الشمال الغربي من مدينة صعدة جماعة "مديرية باقم"، ويبعد عن المركز الاداري لمحافظة صعدة ـ مدينة صعدة ـ بمسافة (60 كم) عبر طريق اسفلتي، ويرجع تاريخ المنشآت الاثرية الموجودة على جبل ام ليلى إلى (القرن الثالث الميلادي) اثناء فترة الصراع والتنافس بين ملوك سبأ في العاصمة مأرب والمرتفعات السبئية في صنعاء وما جاورها، وكان الهدف من عمل تلك التحصينات على جبل أم ليلى هو حماية طريق سير القوافل التجارية القديمة التي عرفت تاريخياً فيما بعد "بدرب أسعد الكامل" أو "درب أصحاب الفيل" ثم عرفت في العصر الاسلامي "بدرب الحجيج".وتم استخدام هذاالموقع في عصور تاريخية مختلفة لما قبل الاسلام وما بعده، وتكوينات التحصينات في جبل ام ليلى كما يلي:طريق مرصوفة بالاحجار تقع على الجهة الشمالية من الجبل وهي الممر الوحيد الذي يربط سفح الجبل بقمته التي ترتفع عن مستوى سطح الوادي حوالى (1000متر).السور الذي يحيط بالجبل من الاعلى تتخلله ابراج ونوبات الحراسة والمراقبة، وله بوابة واحدة فقط في الجهة الشمالية تتصل بالطريق المرصوفة بالاحجار.قمة الجبل مسطحة طولها (500متر)، وعرضها (200متر) انشئ عليها الكثير من المرافق الخدمية مثل خزانات حجز المياه "برك" مبنية من الاحجار والقضاض، وهي ذات احجام مختلفة، كما توجد ثمانية مدافن لخزن الحبوب منحوته في الصخور، وكما توجد بقايا آثار منشآت خدمية اخرى، ونقوش كتابية بخط المسند.في العصر الاسلامي تم اضافة بناء مسجد يتبعه العديد من البرك والحمامات التي تشبه كثيراً من حيث نمطها المعماري تلك البرك والحمامات التابعة لجامع الامام الهادي في مدينة صعدة، وتشبهها من حيث الشكل والمواد المستخدمة -أيضاً-.ويزيد من اهمية وشهرة هذا الموقع النقش السبئي المكتوب بالخط المسند على وجه صخرة تم تسويتها من اصل الجبل بالقرب من قمته، وقد تم دراسة محتوى النقش من قبل الاستاذ مطهر بن علي الارياني وكذلك عالم اللغويات الفرنسي الدكتور "روبان" واشار الاستاذ مطهر الارياني إلى أهم صفات النقش من حيث الشكل بما يلي:"يقع هذا النقش في (إثنى عشر سطراً) قصيراً، لا تزيد كلمات اطوالها عن خمس كلمات، وقاعدته الخطية تعود إلى العصر الوسيط الاقدم أي (اواخر ما قبل الميلاد وأوائل ما بعد الميلاد)، وهو مدون بالحروف الغائرة ومقروء كله، وقد دون على صخرة مستوية الوجه بالقرب من قمة الجبل، وليس في النقش تاريخ لا بالسنين ولا بالاسماء التي يؤرخ بها، ولم يذكر فيه ملك ولا شخصية ذات شهرة تعين على تحديد تاريخه تماماً، ولكنه على الارجح يعود الى عهود التنافس بين (ملوك سبأ) و(ملوك سبأ وذي ريدان)، ولهذا فإن اصحاب النقش ينوهون بذكر ولاة أمرهم (ملوك سبأ) بصيغة الجمع وبدون تحديد ولائهم لملك واحد معين، وللنقش هذا خصوصيتان خطيتان، أولهما اختلاف كتابة حرف الضاد فيه عما هو معهود في سائر النقوش، فالضاد كما هو معرف، مستطيل تام الاضلاع يعترضه في وسطه خط افقي، أما في هذا النقش فقد ورد فيه مخطأ مرتين حيث جاء ينقصه ضلعه الاسفل والخط المعترض يقع في ثلثه الاعلى أي مثل حرف الباء الحديث في النقوش، وثانيهما ان النقش يهمل احياناً الخط العمودي الذي يأتي فاصلاً بين الكلمة والاخرى، وقد اهملت هذه الفاصلة في موقعين بين كلمتي "الاحنوب"، "الاعبوس".[c1]جبل شعيب[/c]ترجع الاهمية التاريخية لجبل شعيب في مديرية قطابر إلى وجود المقابر الصخرية الكثيرة فيه بالاضافة إلى بقايا آثار منشآت متناثرة على جوانب الجبل والمقابر الصخرية في جبل شعيب شبيهة بمقابر شبام الغراس ووادي ظهر وشبام كوكبان، وربما ترجع إلى نفس الحقبة التاريخية، وكان قديماً يوجد طريق واحد للصعود إلى قمة الجبل ولكنها دمرت وزالت آثارها.[c1]قشلة منبه[/c]يرجع تاريخ بناء قشلة مديرية منبه إلى عهد الامام "يحيى بن حميد الدين" كاستمرار لجهوده في تحصين مراكز المناطق المحاذية للحدود الشمالية، وتعتبر قشلة منبه أكثر تحصيناً عن غيرها، وكانت تؤدي وظائف عديدة إلى جانب كونها مركزاً إدارياً، فقد كانت تضم في تقسيماتها الداخلية سجناً للمناهضين للحكم الامامي، كما كانت تضم مخازن للعتاد الحربي ومخازن للتموين، ويتبعها ساحة لتدريب الجنود، وقلعة مديرية منبه مكونة من ثلاث طوابق، قوام بنائها الاحجار المهندمة، وتخطيطها الهندسي يعكس فناً معمارياً رفيع المستوى، ويحيط بالمبنى العديد من ابراج المراقبة شديدة التحصين، وفي ساحة المبنى مرافق خدمية عديدة، ولها بوابة واحدة يمكن الدخول منها، حيث كانت في الماضي تغلق مساءً وتفتح عند مطلع الفجر، وتتناوب عليها خدمات الحراسة.[c1]سوق الخميس[/c]يعتبر سوق الخميس في مديرية منبه احد الاسواق القديمة والمشهورة في محافظة صعدة، ويقام اسبوعياً في كل يوم خميس بجوار مبنى مركز المديرية "القشلة"، وتعرض فيه كل المنتجات الزراعية المختلفة والمصنوعات الحرفية وتباع فيه مختلف الحيوانات، ويؤمه سكان مناطق جماعة، وتتم فيه عمليات البيع والشراء وقضاء كل الاحتياجات.[c1]حصن غالب[/c]حصن غالب من المنشآت التاريخية التي ترجع الى العهد الامامي، ويضم الحصن العديد من المرافق، وتستغل جميعها مركزاً لادارة شؤون المديرية، كما توجد به "مخازن ومدافن المحاصيل الزراعية" وكذلك خزانات المياه المبنية بالحجارة والقضاض، إلى جانب المسجد، وكان المبنى الرئيسي للحصن مكوناً من اربعة طوابق، قوام بناء الحصن من الاحجار المهندمة، ويتبع الحصن بوابة دخول واحدة، ومنها يمكن الدخول الى صالة انتظار وغرف صغيرة مكونة من طابقين.[c1]وادي بدر[/c]يعتبر وادي بدر من الوديان الزراعية المشهورة في محافظة صعدة، وهو دائم الخضرة والجمال نظراً لجريان المياه فيه على مدار العام من الينابيع الغزيرة في الوادي واشهر مزروعاته قديماً اشجار البن اليمني الشهير ولكن في الوقت الحالي لم يبق من اشجار محصول البن الا القليل وحلت محلها اشجار القات، ومساقط مياه الوادي من مساقي مديريات جماعة ومجز وغمر، وتصب في جيزان، ويمتاز الوادي بمناظر طبيعية خلابة وانتشار مزروعات محصول الذرة والمحاصيل الحقلية الاخرى ويبلغ طول الوادي حوالى (35 كم)، وعلى ضفة وادي بدر تقع قرية المريش، وهي ـ حالياً ـ مهجورة خالية من السكان، ونسجت حولها الكثير من الاساطير، وفي وادي بدر يوجد مركز مديرية غمر.[c1]قلعة شذابة[/c]يرجع تاريخ القلعة إلى المرحلة الاولى للحكم التركي في اليمن ثم تجددت، وتوسع خلال حكم الإمام "يحيى بن حميد الدين" وهي من القلاع التي كانت تستخدم كمواقع عسكرية ومراكز للحكم الاداري للدولة، والقلعة من حيث تخطيطها المعماري الهندسي عبارة عن عدة اجنحة مبنية بالاحجار المهندمة، وكانت تتكون من خمسة طوابق، ويتبع القلعة عدد من المرافق مثل مدافن الحبوب وخزانات المياه، وتقسميات القلعة الداخلية تعكس مستوى الفن الهندسي الرفيع، وكذلك اخشاب سقوفها ونوافذها وابوابها تتضمن زخارف خشبية جميلة، وما زالت بحالة جيدة، ومساحة القلعة تشغل (35 متراً) طولاً * (35متراً ) عرضاً.[c1]قلعة حرم[/c]تقع قلعة حرم في رأس جبل حرم بالجهة الغربية منه، ويعتبر هذا الجبل اعلى قمة في محافظة صعدة، ويرجع تاريخ القلعة الى المرحلة الاولى من الحكم العثماني، وفي عهد الإمام "يحيى بن حميد الدين" تم اضافة بعض المنشآت التابعة للقلعة مثل تجديد وتوسيع خزانات المياه، وتحصينات القلعة غاية في الجمال وفي الجهة الغربية مبنى القلعة تقع البوابة الرئيسية وغرف الحراسة، وثلاث صالات واسعة ومنها إلى المجلس الرئيسي للاستقبال، ويتبع القسم الغربي من المبنى خزانات مياه مبنية بالاحجار والقضاض ومسجد ومخازن للعتاد العسكري والتموين، وفي وسط القلعة يقع المبنى المخصص للسكن مكون من خمسة طوابق يحتوي على ثلاث غرف ويتبعه مدخل خاص تحيط به ثلاثة ابراج للحراسة ومخازن، حول القلعة مساحة كبيرة كمتنفس لمبنى السكن، ويوجد فيه بقايا العتاد الحربي للاتراك مثل المدافع القديمة وغيرها، وتطل قلعة حرم على مناظر طبيعية جميلة مزينة ببساط أخضر على مدار العام نظراً لهطول الامطار على مديرية رازح معظم فصول السنة، وتزداد غزارة في فصل الصيف، لذلك تبدو المدرجات الزراعية الخضراء والقرى المتناثرة حولها بنمطها المعماري المتميز كسندس مطرز بالعقيق يعكس لوحة جمالية غير قابلة للتكرار، وعند سفح جبل حرم يقع سد الزريبة، وهو معلم هام يرجع تاريخه إلى (القرن الخامس الميلادي) حسب ما يشير النقش بخط المسند الموجود أعلى السد، وتبلغ ابعاد السد (27 متراً) طولاً و(27 متراً) عرضاً، وكان السد عبارة عن منشأة ري متكاملة يتبعها قنوات توزيع المياه، ومنافذ ومخارج المياه ويبدو ان حوض السد مقسوم إلى نصفين ومدرج من الداخل وربما كان يتبعه نظام دقيق لتوزيع المياه بشكل عادل لكل القبل المستفيدة منه وحالياً تشغل المواد المترسبة في حوضه جزءاً كبيراً من طاقته الاستيعابية للمياه، مما يدل ان السد عميق، وستكشف اعمال التنقيب الاثري في هذا السد ومحيطه عن معلومات تاريخية ذات قيمة حول نظام الري القديم الذي كان متبعاً، ولا يزال السد بحالة جيدة ويؤدي جزءاً من وظائفه وبحاجة إلى ترميمات وصيانة وقبل الوصول إلى موقع السد يلاحظ بقايا اطلال لمبان سكنية وبقايا سور تتخلله ابراج حراسه ولم يبق منها ـ حالياً ـ سوى اساسات المنشآت القديمة.[c1]حصن الدامغ[/c]يقع حصن قصبة الدامغ في قمة جبل الدامغ جنوب رازح، ويتبع حالياً غزلة الازد، ويرجع تاريخ الحصن إلى الفترة الاولى للحكم العثماني، وتجددت وتوسعت مرافقه خلال حكم الإمام "يحيى بن حميد الدين"، وتخطيط مبنى الحصن بشكل دائري، ويتكون من اربعة طوابق، قوام بنائه الاحجار المهذبة ويتبع الحصن عدد من مدافن الحبوب، وخزانات المياه عبارة عن برك مبنية بالاحجار والقضاض يعلوها عقود جميلة.[c1]حصن الحجلة[/c]يقع شرق عزلة الحجلة، ويرجع تاريخه الأول إلى الفترة الاولى للحكم العثماني ثم تجدد في فترات لاحقة كان آخرها خلال حكم الإمام "يحيى" بن حميد الدين"، ويتخذ تخطيطه المعماري الشكل الدائري، ويتكون من اربعة طوابق، قوام بنائه الاحجار المهندمة، وتحصينات المبنى عديدة وله بوابة واحدة، ويتبع الحصن مرافق خدمية واهمها خزانات المياه العديدة الموجودة في محيطه، وعند سفح الجبل سد، ومن قمة هذا الحصن يمكن رؤية شواطئ البحر الاحمر، ويحيط بمبنى الحصن مساحة واسعة للاستراحة.[c1]الحرب في جبال البن (مران):[/c]كانت الوعورة الشديدة للطريق الى جبل مران من أهم اللحظات في زيارتي لمحافظة صعدة والتعرف على كافة مدنها وقراها فهذا الجبل الشاهق هو مسقط رأس جماعة التمرد ضد الدولة التي تزعمها حسين بدر الدين الحوثي إذ قطع الوفد البرلماني الكبير الذي ضم 70 عضوا وبعثة الاعلام والمسؤولين في السلطتين المحلية والتنفيذية لمحافظة صعدة للوصول الى مناطق الاقتتال في جبال مران وحيدان مسافة نحو 100 كيلومتر فوق سلسلة من الجبال الشاهقة والمرتفعة اكثر من اربعة آلاف كيلو متر على الاقل عن سطح البحر باتجاه الشرق من مركز عاصمة المحافظة (صعدة) والتي تدارت فيه اعنف المواجهات المسلحة بين قوات الجيش وانصار التمرد.جبل مران يعتبر من اشهر المناطق في محافظة صعدة في زراعة البن، ويتم انتاج هذا المحصول النقدي بكميات كبيرة تسوق بعضها داخلياً، ومنها ما يصدر إلى دول الجوار، وتوجد في جبل مران بقايا آثار قديمة يرجع تاريخهاإلى فترة ما قبل الا سلام، ويضم هذا الجبل مناظر طبيعية جميلة أهمها المدرجات الزراعية، ويقام في منتصف جبل مران على الطريق العام سوق خميس مران الاسبوعي، ولكن نظراً لموقعه الهام كمحطة وقوف وسط بين الخط الآتي من حيدان وساقين، والمؤدي إلى الظاهر والملاحيظ جعل حركة السوق نشطة يومياً، ولكن يظل يوم السوق الرئيسي "الخميس" حيث يرتاده الناس من كافة المناطق المجاورة لبيع منتجاتهم وشراء احتياجاتهم، وإلى الجهة الغربية من سوق خميس مران تقع قبة قرية الروس، وتتميز بطابع معماري جميل، ويوجد بداخلها ضريح فيه تابوت خشبي غني بالزخارف الفنية الخشبية ويشبه كثيراً شكل التابوت الخشبي الموجود في ضريح الإمام " الهادي يحيى بن الحسين" في مدينة صعدة، ومازال سكان قرية الروس يزورون الضريح ويتقربون إليه ويتوسلون إليه بمطالبهم ويسمونه "المختار"، أما لوح شاهد القبر مكتوب عليه اسم المتوفي وهو القاضي العلامة "عبدالله العرمي"، وإلى جانب قبة المختار تماماً توجد قبة اخرى، ولكن بابها مسدود بالطوب والاسمنت كغيرها من القباب المتناثرة في جبل مران جميعها مسدود بالطوب والإسمنت ما عدا قبة المختار المغلقة بباب خشبي غاية في جمال الزخرفة، وهذا يدل على المكانة الرفيعة التي يحتلها المختار في نفوس الناس بجبل مران رغم تقادم الزمان ولكن روابطه الروحية ما زالت قوية، كما يوجد في قرية الروس بوابة لمغارة عميقة لا يدرك احد اين اتجاهها!![c1]قلعة شداء [/c]يرجع تاريخ القلعة إلى المرحلة الاولى من الحكم العثماني، وتجددت وتوسعت خلال الحكم الإمام "يحيى بن حميد الدين" وتقع على رأس جبل شداء، وتطل على مساحات واسعة من صبا إلى الموسم وحرض ويتبع القلعة عدد من الحاميات والمرافق الخدمية.تتكون القلعة من ثلاثة ادوار، وملحقها الجنوبي يتكون من دورين، وكان يحيط بها سور حجري وإلى الجهة الشمالية من القلعة توجد بقايا آثار مسجد، وأهم المرافق التابعة للقلعة خزانات المياه والمدافن ومخازن العتاد والمؤمن، أما الحاميات العديدة التابعة للقلعة فأهمها حصن شاهر همدان، ويطل على المناطق الحدودية، وتوجد جوار الحصن حاميتان شرقية وشمالية، نمطها المعماري على شكل ابراج (دائرية)، وتشرف تلك الحاميات على وادي ليه بمساقط مياهه الواسعة، ويعتبر وادي ليه واسعاً حيث يبلغ عرضه (25متراً) واهم ما يميز هذا الوادي بأنه موطن للطيور النادرة حيث توجد فيه بكثافة وتنوع كبير يثير الاعجاب كما ينفرد باواع من الطيور الملونة التي لا توجد في مناطق صعدة الاخرى..تناولنا في السطور السابقة أبرز وأهم الاماكن والمواقع الاثرية ذات التاريخ الصاخب وفي عدد لاحق انشاء الله نتاول شيئا جديدا عن صعدة المدينة والمحافظة من زيارة صحيفة "14 أكتوبر".