عدن / سبأ:حظيت المرأة باهتمام خاص من قبل القيادة السياسية في اليمن التي تسعى إلى تعزيز المكانة والحضور لهذا العنصر المهم في المجتمع اليمني.. فالثورة اليمنية بما تضمنته من أهداف ومبادئ أعادت للمرأة حقوقها كافة التي كانت مسلوبة نتيجةً للأفكار والمفاهيم المغلوطة تحت مسميات ومبررات واهية.ومع أن المرأة اليمنية قطعت أشواطا كبيرة على نطاق في نيل حقوقها، وأصبحت الرائدة للمرأة العربية على المستوى الإقليمي، إلا أن هذا لا يمثل نهاية تطلّعات القيادة السياسية اليمنية التي تحرص على خلق استثمار نسوي تنموي أوسع من شأنه تسريع برامج التحول التنموي، وهو الأمر الذي دفع فخامة الرئيس علي عبد الله صالح إلى الإعلان عن دعمه الكامل للمرأة في شتى المجالات.هذا التوجه ساعد المرأة على اكتساب الحقوق المشروعة والدخول إلى معترك التنمية والمشاركة الفعالة مع أخيها الرجل منذ فترة طويلة من عمر الثورة والوحدة المباركة وفي كل مناحي الحياة.. فكانت المرأة حاضرة في مجالات التعليم والصحة والسياسية حتى أصبحت اليوم تدافع عن الوطن بدمها وكيانها من خلال انتسابها إلى معترك كان حكرا على الرجل لصلابتها وقوة بأسها وشدة عزمها التي مكنتها من الالتحاق بالمجال الأمني المحفوف بالمخاطر.كان لنا لقاء مع إحدى القياديات التي أثبتن عزمهن وتطلعاتهن في مجال حماية المواطنين والأمن والاستقرار من خلال انتسابها إلى الشرطة النسائية ووصولها اليوم إلى مكانة مرموقة في هذا العمل إنها رئيسة الشرطة النسائية في عدن العقيد عليا عمر صالح التي التقيناها وخرجنا معها بهذا الحديث:تجاوز الصعوبات* كيف استطعتِ تجاوز كل الصعوبات حتى تصلي للمنصب التي تحتلينه اليوم؟ وما أبرز المناصب التي تقلدتيها؟** لقد تعددت مناصبي العملية ولكنها لم تخرج عن الإطار النسوي، وتجربتي واسعة في العمل الاجتماعي والتعامل مع الناس وهم يختلفون في وضعهم الاجتماعي باختلاف ثقافاتهم وأعمارهم. أثناء عملي واجهتني الكثير من الصعوبات منها ما استطعت حلها ومنها ساعدني الآخرين في تذليلها.دعم الدولة* ما الذي تقدمه لكن الدولة للقيام بمهام أعمالكن على أكمل وجه؟** قيادة وزارة الداخلية وقيادة أمن عدن تقدم كثيرا من الدعم للنساء الشرطيات لكي يستطعن أداء أعمالهن بالوجه المطلوب. فالشرطيات باعتبارهن جزءا من منظومة العمل الأمني يحافظن على النظام الاجتماعي والوقاية من الجريمة وتحقيق السكينة ويتساوين في مجمل الحقوق التي تعطى لزميلهن الشرطي.نظرة المجتمع* كيف تقابلن وجهة نظر المجتمع للمرأة العاملة في قطاع الشرطة؟** أبرز الصعوبات التي نواجهها عندما لا يفهم بعض أفراد المجتمع بحكم الثقافات الموروثة عمل المرأة في المجال الشرطوي، ويعملون على تعقيدها وإبداء الملاحظات بأن ليس لها مكان في هذا المجال، ولكننا استطعنا إقناع المجتمع بأهمية الدور الذي تقوم به المرأة في مجال الشرطة النسوية.أبرز القضايا*ما أبرز القضايا والجرائم التي تواجهنها؟ وكيف تتعاملن مع المرأة السجينة أو المعنفة؟** ترتكب بعض النساء جرائم. فالجريمة هي فعل أو الامتناع عن فعل خطر اجتماعي يعاقب عليه القانون. فأكثر الجرائم التي ترتكبها النساء هي السرقة أو الإيذاء الجسماني البسيط، وبعض الجرائم الجسيمة، ولكنها قليلة جدا. أما فيما يخص التعامل مع المرأة السجينة، نعم نحن نتعامل مع المرأة السجينة وفق ما تمليه علينا ضمائرنا؛ كون هذه السجينة إنسانا خلقها الله وارتكبت فعلا إجراميا لأسباب وظروف، وقد تكون هذه الظروف أسبابها النشأة أو العوز أو تحريض الآخرين، ويتم التعامل معها وفقا للقوانين المحلية والمعاهدات والمواثيق الدولية التي تلزمنا بالمحافظة عليها ومساعدتها دون انتهاك كرامتها أو إيذاء جسمها ويتم المحافظة على حقوقها أثناء تواجدها بالحجز أو السجن.جرائم ضد المرأة* ما نوع الجرائم التي ترتكب ضد المرأة؟ وما أبرزها شيوعا؟**ما يرتكب ضدها كثير، وأكثر شيوعا القتل والإيذاء الجسماني.* ما هي البرامج أو الخطط التي تقوم بها إدارة السجن النسوي تجاه السجينات لإعادة تأهيلهن ليشكلن عنصرا فاعلا في المجتمع؟**في السجن تقوم إدارة السجن أثناء قضاء السجينة فترة العقوبة بإعادة تأهيلها بتشغيلها في بعض الحرف الصغيرة التي تساعدها بعد الخروج من السجن لطلب الرزق والاعتماد على نفسها، وكذلك تقوم إدارة السجن بوضع برامج محو الأمية بالنسبة للسجينات الأميات، وكذلك تعليم القرآن الكريم، وتقدم لهن المواعظ الحسنة ليخرجن في المجتمع صالحات ويساعدنا في ذلك اتحاد نساء اليمن عدن.المرأة الشرطية* ما هو دور المرأة الشرطية إلى جانب دورها في السجن؟** تقوم المرأة الشرطية إلى جانب عملها في السجون، بالتفتيش، حيث تتواجد النساء. وعلى الرغم من صعوبة العمل إلا أن هناك حاجة لتواجدها أيضا مثلها مثل الممرضة في المستشفى والمدرسة وغيرها من الخدمات.التعامل مع المنظمات* كيف يتم التنسيق والتعامل مع منظمات المجتمع المدني للتعامل في الدّفاع عن قضايا المرأة؟**في ما يخص منظومة المعلومات المتعلقة في قضايا المرأة يوجد لدينا مركز معلوماتي تابع لإدارة الأمن نعود إليه في وقت الحاجة لحل المسائل التي تحتاج إلى حل.* هناك مقولة تقول: «يا ما في السجن مظاليم»، هل هذه العبارة صحيحة من وجهة نظركن؟** في ما يخص العبارة السابقة، أقول: بالنسبة للنساء اللواتي في السجن لم يأتين إليه إلا بعد مرورهن على النيابة أي بأوامر نيابية أو بحكم قضائي، فإذا أخطأت هيئة القضاء فهذا ذنبهم رغم شعوري بأمانة عملهم ونزاهة ضمائرهم.
|
تقارير
رئيسة الشرطة النسائية في عدن: استطعنا إقناع المجتمع بأهمية دور المرأة في الشرطة
أخبار متعلقة