بغداد /اف ب: اعلنت مصادر برلمانية عراقية انطلاق مشاورات بين الكتل السياسية العراقية لتشكيل "حكومة الوحدة الوطنية" العراقية المقبلة والتي سيرأسها جواد المالكي بعد تكليفه من الرئيس العراقي جلال طالباني.وقال عباس البياتي عضو قائمة "الائتلاف العراقي الموحد" ان "المشاورات لتشكيل الحكومة العراقية القادمة بدأت أمس بين الكتل السياسية العراقية". واضاف ان "الكتل البرلمانية قدمت اسماء مرشحيها لتولي مناصب وزارية وفق نظام النقاط وبحسب اهمية الوزارة".واعرب البياتي عن امله بان "يمثل الاسبوعان المقبلان وقتا كافيا للاعلان عن اكمال تشكيل الحكومة وتوزيع حقائبها الوزارية". وعن مدى الاتفاق على توزيع الحقائب الوزارية بين الكتل قال "ستكون هنالك بعض التقاطعات بين الكتل السياسية بشأن تخصيص الحقائب الوزارية لكنها سوف لن تشكل ازمة سياسية على الاطلاق".من جانبه اكد محمود عثمان عضو قائمة التحالف الكردستاني ان "المفاوضات قد تكون انطلقت منذ ليلة امس الاول نحو تشكيل الحكومة العراقية القادمة".وعن الية المفاوضات وسيرها قال عثمان ان " المفاوضات ستكون باتجاه توزيع الحقائب الوزارية وفق الاستحقاق الانتخابي".وفي ما يتعلق بالتوافق على توزيع المناصب الوزارية قال "ليس من الضروري ان يكون الجميع ضمن التشكيلة الحكومية وبامكان الباقين ان يشغلوا مقاعد في البرلمان ويعملوا من خلاله".وقد اصبح للعراق امس الاول رئاسة كلفت رئيسا جديدا للحكومة بتشكيل وزارة بعد اختيار رئيس لمجلس النواب ونائبين له.وشكلت هذه السلطة التنفيذية بعد مفاوضات طويلة وشاقة وبناء على توازنات عرقية وطائفية دقيقة بعد اكثر من اربعة اشهر من الانتخابات وبينما يواصل العنف تصاعده الى جانب الضغوط الخارجية وخصوصا الاميركية والبريطانية.وقد اعيد انتخاب طالباني رئيسا للعراق وطلب بدوره من جواد المالكي الذي ينتمي الى كبرى الكتل البرلمانية تشكيل الحكومة.وينص الدستور على مهلة مدتها ثلاثين يوما لرئيس الحكومة الجديد ليشكل وزارته.إلى ذلك يواجه جواد المالكي الذي عين رئيس للوزراء تحدي تشكيل حكومة عراقية قوية تتمكن من تطويق العنف والسيطرة على الميليشيات.ميدانيا قتل ثلاثة جنود اميركيين في هجوم على آليتهم شمال غرب بغداد فيما اعلنت مصادر امنية عراقية مقتل ستة مدنيين واصابة ثلاثة اخرين بجروح لدى سقوط قذيفة هاون قرب وزارة الدفاع العراقية (وسط) والعثور على ست جثث مجهولة الهوية (شمال).في سياق اخر اشاد الرئيس الاميركي جورج بوش بتعيين رئيس وزراء جديد في العراق معتبرا ان التقدم الحاصل في تشكيل حكومة جديدة من شأنه ان "يجعل اميركا اكثر امانا".وقال بوش ان "الاتفاق يعكس ارادة الشعب العراقي الذي تحدى الارهابيين بتصويته لاختيار الرجال والنساء الذين سيدفعون الامة الى الامام". واضاف ان "هذا الهدف التاريخي الذي تحقق بفضل عزم العراقيين سيجعل اميركا اكثر امانا".وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس وصفت قرار الرئيس العراقي جلال طالباني تكليف الشيعي جواد المالكي تشكيل الحكومة العراقية القادمة ب"الخطوة الهامة" مشيرة الى وجوب بذل المزيد من الجهود لارساء الاستقرار في البلاد.وقالت رايس معلقة على اعادة انتخاب الرئيس العراقي جلال طالباني وقراره تكليف جواد المالكي تشكيل حكومة "انها مرحلة مهمة (...) العراقيون اليوم انخرطوا في الطريق المؤدية الى تشكيل حكومة وحدة وطنية".وردا على امكان دمج الميليشيات المسلحة في قوات الامن وهو ما دعا اليه جواد المالكي قالت رايس انه يتعين بحث هذا الموضوع "بشكل مفصل اكثر".ورأت ان الاولويات الرئيسية الاخرى هي بناء البنى التحتية لتقديم الخدمات الاساسية ومواصلة انتاج النفط ومكافحة البطالة.في لندن اشادت بريطانيا بالاعلان عن الاتفاق الذي توصلت اليه مختلف الاحزاب السياسية العراقية لتشكيل حكومة جديدة برئاسة الشيعي جواد المالكي.وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو "اشيد بالطلب الذي تقدم به مجلس الرئاسة لجواد المالكي رئيس الوزراء المقبل في العراق لتشكيل حكومة". ".في طوكيو رحبت اليابان الاحد بقرار تكليف رئيس وزراء جديد في العراق تشكيل الحكومة ووصفت ذلك بانه "خطوة كبيرة" على طريق تشكيل حكومة عراقية جديدة في البلد المضطرب.وجاء في تصريح للمتحدث باسم وزارة الخارجية يوشينوري كاتوري "نامل في ان تشكل حكومة جديدة مستقرة في اقرب وقت ممكن". في سيدني اشاد رئيس وزراء استراليا جون هاورد الاحد بتكليف جواد المالكي بتشكيل حكومة جديدة في العراق واكد على ضرورة ان يشكل حكومة وحدة وطنية.وقال هاورد في بيان له "ارحب بالانباء بان الرئيس العراقي الذي اعيد انتخابه جلال طالباني كلف جواد المالكي تشكيل حكومة". واضاف "ان الوضع الامني في العراق يجعل من الحتمي ان تكون الحكومة التي سيشكلها المالكي الان حكومة وحدة وطنية". وتابع "يجب ان يتولى الاكراد والسنة مناصب مهمة (في الحكومة) الى جانب الاغلبية الشيعية".