أضواء
هي رسالة كويتية إلى العراق.. إلى الشعب العراقي برمته. وهي مبعوثة من بعض الكويتيين، بالطبع، وليس منهم بأجمعهم، فلا يتعين أخذ كل الكويتيين بجريرة فعل شنيع قام به شخصان إرهابيان بتدبير وتحريض من جماعات إرهابية داخلية وخارجية تتستر بالدين وتتذرع بالشريعة. هل العمليتان الانتحاريتان اللتان نفذهما الكويتيان عبدالله العجمي وناصر الدوسري في الموصل (شمال العراق) رسالة من أجل الإسلام؟.. قتلى العمليتين وجرحاهما والمتضررون منهما كلهم تقريبا مسلمون! هل هي رسالة من أجل مذهب أهل السنّة؟.. مسلمو الموصل كلهم تقريبا من أهل السنّة، والقتلى والجرحى والمتضررون كلهم تقريبا من أتباع هذا المذهب! هل هي رسالة من اجل العروبة ؟.. الغالبية العظمى من سكان الموصل وتوابعها عرب، وقتلى العمليتين وجرحاهما والمتضررون فيهما كلهم تقريبا عرب! هل هي رسالة من أجل العراق؟ القتلى والجرحى والمتضررون جميعا ودونما استثناء عراقيون. هي رسالة شنيعة إذن لأنها، عدا عما خلفته من ضحايا بشرية وخسائر مادية، يمكن أن تدمّر ما يعمل على بنائه المئات، بل الآلاف من الوطنيين العراقيين والكويتيين لمد الجسور التي سعت أنظمة عراقية مختلفة إلى تدميرها... جسور المحبة والأخوة والسلام والتعاون بين الكويت والعراق وشعبيهما. هي رسالة شنيعة، لأن الشعب العراقي الذي يكابد منذ عقود، أهوال محنة لا نظير لها، يتطلع من حوله أملا في أيد حنونة تمتد لمساعدته في الخلاص المبكّر من هذه المحنة التي تسبب فيها صدام ونظامه البعثي، ويواصلها ويفاقمها للسنة الخامسة على التوالي تنظيم «القاعدة» وفلول النظام البعثي البائد، وبعض «الأخوة» في القومية وفي الدين والمذهب (النظام الإيراني)!.. يتطلع من حوله، خصوصا إلى الكويت، آملا في أن تكون اليد الكويتية سبّاقة في الغوث والعون، باعتبار الكويت الأقرب جغرافيا ووجدانيا. هي رسالة شنيعة أيضا، خصوصا وأن العراقيين لم يسمعوا إدانة، أو تنديدا أو استنكارا للعمليتين إلا من القلة الضئيلة من الكويتيين، بل إنهم لم يروا أي شفة تتحرك من إسلاميي الكويت وقومييها، كما لو أن هؤلاء يؤيدون العمليتين... بل يريدون خراب العراق!! [c1]*عن / صحيفة ( أوان) الكويتية [/c]