أكد أن العنوان الأساسي للحرب هو مكافحة الإرهاب
بيروت/14 أكتوبر/من: ليلى بسام: قال وزير الدفاع اللبناني الياس المر أمس الثلاثاء ان الجيش قتل في اشتباكات دامت 15 أسبوعا في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان ما لا يقل عن 222 مسلحا أكد كبار قادة الجيش علاقتهم مباشرة مع تنظيم القاعدة. واحكم الجيش قبضته أخيراً على مخيم نهر البارد يوم الأحد بعد معارك شرسة استمرت أكثر من ثلاثة أشهر برا وبحرا وجوا ضد مسلحي جماعة فتح الإسلام. وقال المر أيضاً انه تم توقيف 202 مسلح خلال المعارك إضافة إلى عدد غير محدد بعد من "القتلى الإرهابيين طمرهم رفاقهم في مقابر جماعية" داخل المخيم الذي دمر معظمه. ، وتابع المر قائلا في مؤتمر صحفي "هذا الانتصار استأصل اكبر تهديد واجه الشعب اللبناني لان تنظيم فتح الإسلام كان ليمتد ولينتشر كما الخلايا السرطانية ليضرب كل جزء من أجزاء الوطن." وأضاف ان هذا التنظيم "كان يهدف إلى عزل الشمال عن لبنان وإعلانه إمارة إرهابية." ، ومضى يقول "حقق الجيش انتصارا لكل دولة شقيقة وصديقة لان هذا التنظيم كان اتخذ من نهر البارد ملجأ ومقرا لتصدير الإرهاب إلى العالم معتمدا على عتاة المجرمين الإرهابيين من جنسيات البعض منهم غير موثقين لدى دولهم مما يتيح لهم الحركة والسفر وإرهاب العالم." وأردف قائلا "لا خوف على المدنيين الفلسطينيين ولا خوف من الفلسطينيين. لن تكون سلطة إلا سلطة الدولة لحماية المدنيين في نهر البارد." وقتل ما لا يقل عن 42 مدنيا و163 جنديا ليصل عدد القتلى الإجمالي إلى أكثر من 427 شخصا في أسوأ عنف داخلي منذ الحرب الأهلية التي انتهت قبل 17 عاما. وتم خلال المؤتمر الصحفي عرض شريط للمعارك داخل المخيم. وقال العميد الركن جورج خوري مدير المخابرات في الجيش ان الجماعة التي ادعت ان لا علاقات مباشرة لها مع تنظيم القاعدة تبين ان لها علاقات مباشرة مع الشبكة التي يتزعمها أسامة بن لادن. وقال "تنظيم فتح الإسلام أكدت كل التحقيقات انه يرتبط بتنظيم القاعدة وهو على علاقة واتصال دائم به خاصة بما يتعلق بالمسؤولين عنه." ، وأضاف "تبين ذلك من خلال كل التحقيقات التي جرت سابقا. من خلال الموقوفين. من خلال الاتصالات التي حصلت بخلايا القاعدة الموجودة خارج لبنان. من خلال توقيف الأشخاص واعترافاتهم الكاملة تبين ان تنظيم فتح الإسلام يرتبط كليا بالقاعدة." وكان معظم مسلحي فتح الإسلام من المقاتلين العرب الذين انخرط بعضهم في القتال بالعراق. وبدأ جنود الجيش اللبناني الذين شاركوا في المعارك بالعودة إلى قواعدهم أمس الثلاثاء وسط حشود ضمت آلاف المواطنين الذين لوحوا لهم بالأعلام اللبنانية على الطرقات انطلاقا من الشمال. وأكد الجيش أيضا ان لا علاقة للجماعة مع المخابرات السورية وهي التهمة التي كانت الحكومة المناهضة لسوريا وجهتها لدمشق ونفتها فتح الإسلام ودمشق. وقال اللواء الركن شوقي المصري رئيس أركان الجيش "بهذا الموضوع بالذات لم يتوفر لدينا أية معلومات تشير إلى علاقة هذه المنظمة بالمخابرات السورية. أريد التأكيد ان التحقيقات مع الموقوفين بدأت ولم تنته خاصة مع الموقوفين الذين تم إلقاء القبض عليهم في اليوم الأخير." وكانت الحكومة اللبنانية قالت ان أربعة عناصر من السوريين من فتح الإسلام اعترفوا بتفجير حافلتي نقل في فبراير الماضي في منطقة مسيحية قرب بيروت. وربطت التحقيقات الأولية أيضا بين الجماعة واغتيال وزير الصناعة المسيحي بيار الجميل. وأوضح المصري ان "الجيش اضطر بغية القضاء على هذا التنظيم الإرهابي الدخول إلى المخيم." لكنه أضاف ان "هذا لا يعني أبدا ان هذا الدخول سيؤدي بالضرورة لدخول الجيش إلى مخيمات فلسطينية أخرى." وأكد "طبعا الجيش ضمن هذا الإطار سيمنع أي عمل إرهابي يقع في أي منطقة من لبنان سواء كان داخل مخيم فلسطيني أو خارجه." وتحظر اتفاقية عربية تم التوصل إليها عام 1969 على الجيش اللبناني دخول مخيمات الفلسطينيين. وألغى مجلس النواب اللبناني الاتفاقية في منتصف الثمانينات لكنها بقيت سارية من الناحية الفعلية حتى اندلاع معارك مخيم نهر البارد. وأكد المصري ان ليس معنى انتهاء "ظاهرة فتح الإسلام" ان الإرهاب انتهى "العنوان الأساسي لحربنا هو مكافحة الإرهاب."