المنامة/ 14 أكتوبر / متابعات:وجدت المعارضة البحرينية صيدا ثمينا في اختفاء شقيقتين بحرينيتين بالتزامن مع أحداث شغب ، الأمر الذي أدى الى إطلاق الخيال السياسي للخطاب الاعلامي المعارض وتكثيف الحديث عن ازمة الحريات وانتهاك حقوق الانسان في البحرين!! .بيد ان ما حدث سلط الضوء على وجود ازمة حقيقية في المعارضات العربية التي تبحث عن أي فرصة لاستغلالها على نحو ما أوضحته تداعيات القصة التي بدأت بإختفاء شقيقتين بحرانيتين هما رحاب وسارة عبدالله مهدي ( 17 و15 سنة) عن أنظار أهلهما وأقاربهما منذ عصر أمس الأول السبت في مجمع الدانة التجاري الذي شهد اشتباكات مع الشرطة وإيقاف أكثر من 20 شخصا، ولم ترجع الفتاتان الى المنزل، الأمر الذي جعل المعارضة تسرف في اتهام الشرطة والحكومة البحرينية باعتقال النساء والفتيات !!.على النقيض من طريقة ارخميدس حين صرخ بمقولته الشهيرة : ((وجدتها)) أثناء بحثه عن براهين تؤكد صحة فرضياته في مرحلة البحث العلمي ، وجدت المعارضة البحرينية فرصة أشبه بسراب خائب عندما سعت لإستغلال قصة اختفاء مفاجئ لفتاتين بحرينيتين على خلفية احداث الشغب التي شهدتها العاصمة (( المنامة )) يوم السبت الماضي ، ثم قامت بتوظيف هذه القصة بهدف تسمين خطابها السياسي الذي وصفه مثقفون خليجيون بأنه هزيل ويعكس أزمة عامة في الخطاب السياسي والاعلامي العربي المعارض بشكل عام .تطورت القصة عندما ربطت المعارضة البحرينية واقعة اختفاء الفتاتين سارة ورحاب بالأحداث التي وقعت في المجمع ، ولجأت للوكالات الأجنبية والقنوات الفضائية العربية لاتهام الحكومة عبر بيانات وتصريحات مدوية حول تراجع مستوى حقوق الإنسان في البحرين ، مما ادى إلى تهييج الشارع السياسي وظهور مسيرات داخل القرى للتنديد باعتقال الفتيات. فيما تسرعت شخصيات ومنظمات حقوقية عربية وأجنبية بارزة بوصف ما جرى بأنه اكبر انتهاك لحقوق الانسان في البحرين ، وأول اعتقال للفتيات تشهده منطقة الخليج في ظل المشاريع الاصلاحية !! ؟؟ . الفتاتان انهتا الازمة ظهر امس الأحد بطريقة كوميدية كشفت تهافت الخطاب السياسي والاعلامي للمعارضة ، وجعلت الكثير من الحقوقيين والمعارضين يتراجعون عن مواقفهم باحراج واضح. فقد ظهرت سارة ورحاب في مؤتمر صحفي وأعلنتا ان غيابهما كان بسبب خلافات عائلية ، وانهما لم تذهبا من الاساس الى المجمع ولم يتعرضا للإعتقال ، بل اضطرتا للجوء إلى منزل احد الاقارب عندما وقعت الاحداث. وطالبت الفتاتان جميع قوى المعارضة التي اقحمت نفسها في هذه القضية بالاعتذار امام الرأي العام البحريني. القصة الاولية للاختفاء كما رواها اقارب الفتاة ونشرتها الصحف البحرينية امس الأحد قبل ان يكشف حقيقتها المؤتمر الصحفي ، تتلخص بأن الفتاتين خرجتا في الرابعة من عصر يوم السبت الماضي الى مجمع الدانة حيث شهدت المنطقة أعمال شغب بعدما فرقت قوات الشرطة تجمهر مجموعة من المتشددين الأصوليين بالساحة المقابلة للمجمع في "المنامة"، والذين يعارضون موافقة السلطات على اختلاط الشباب والشابات في الأسواق ، ويرون في ذلك فسوقا تجيزه الحكومة وينهى عنه رجال الدين ، مما أدى إلى تداعيات الوضع في المنطقة. ومر النهار دون ان يعرف احد مكان الفتاتين الامر الذي أثار قلق جميع أفراد عائلتهما والأقارب.وكعادتها دائما وجدت المعارضة ما يشبه الصيد السمين في مجرى هجومها على السلطة ، ولم تتردد المعارضة في اقتناص قلق اقارب الفتاتين الذين قالوا ان الشقيقتين رحاب وسارة تخرجان دائما من المنزل لفترة قصيرة من الزمن لزيارة منزل جدهما بنفس المنطقة لكن هذه المرة هي الأولى التي تحدث من دون علمهم بأي أخبار أو تفاصيل تشير إلى وجودهما في مكان ما ، ولم يمر وقت قصير حتى جلجلت اصوات قادة المعارضة والمنظمات الحقوقية العربية والعالمية بالبيانات والتصريحات الصحفية والمقابلات عبر القنوات الفضائية ' حيث وجد المعارضون في اختفاء رحاب وسارة مظهرا خطيرا لتدهور الوضع السياسي في البحرين وتفاقم ازمة الحريات وانتهاك حقوق الانسان في هذا البلد ، حيث كشف اعتقال سارة ورحاب المأزق العميق الذي وصل اليه النظام السياسي القائم في البحرين بحسب حديث لسياسي بحريني معارض عبر قناة الحرة وراديو سوا الأميركيتين !!ولسوء حظ المعارضة البحرينية فقد جاء الظهور الدرامي للفتاتين سارة ورحاب بعد اختفائهما المفاجئ ، ليضيف دليلا جديدا على أزمة المعارضات العربية التي تتخذ من قضايا الحريات و حقوق الانسان خطابا سياسيا واعلاميا ديدنه التصيد والاقتناص ، وظاهره الحق، وباطنه الكذب والافتراء .
وجدها "ارخميدس" وأخطأتها المعارضة!!
أخبار متعلقة