القاهرة / متابعات:غادر القاهرة مساء امس الجمعة متوجها الى باريس الفنان الكوميدي المصري الكبير عادل ، حيث سيشارك وللمرة الأولى في فعاليات مهرجان "كان" السينمائي الدولي ًبفيلم " عمارة يعقوبيان"، الذي يقوم فيه بدور ارستقراطي سابق لا يستطيع التكيّف مع قاهرة نهاية القرن العشرين، وهو الفيلم المأخوذ عن الرواية التي تحمل نفس الأسم لعلاء الأسواني، والتي آثارت ضجة كبيرة، لكن الفيلم سيثير جدلاً أكبر كما يتوقع الجميع بسبب جرآة أفكاره وتنوع شــخصياته. وقبيل سفره بساعات أطلق الفنان عادل امام تصريحا قويا تداولته وسائل الاعلام العربية والعالمية اوضح فيه انه في موقف مستقل يخالف الكثير من توجهات الحكومة والمعارضة والازهر ايضا !!وتداولت وكالات الانباء العالمية التصريحات القوية التي اطلقها الفنان عادل امام في صالة التشريفات بمطار القاهرة قبيل سفره الى باريس مساء امس وخصوصا ً تلك التي قال فيها أنه لن يرضي الحكومة التي واجهت غالبية افلامه، ولن يرضي كذلك المعارضة مؤكدا على ان ما يهمه بالدرجة الاولى هو رضا غالبية الشعب الذين وصفهم بانهم ( حــزب عادل إمام).ورفض عادل امام مقولة انه (فنان الحكومة) لانه منحاز الى غالبية الشعب من المهمشين، قائلاً (( عندي حزب عادل امام حيث اقول كل شيء عبر فني فدعوت لمحاربة الارهاب في فيلم ( الارهابي ) الى جانب اخرين وقفوا الموقف نفسه حتى في اخر افلامي ( عمارة يعقوبيان ) قمت للمرة الاولى بتقديم شخصية سلبية لكنها توضح موقفي في المشاركة في عمل يحارب الفساد ويعيد لمصر وجهها الحقيقي )) .وراى امام انه لا يستطيع "الحصول على رضا الاطراف المختلفة من خلال الحرب التي تشن على الفن" مشيرا الى انه يواجه دائما في افلامه مشاكل مع الرقابة والامن مثلما حصل مع فيلم ( عريس من جهة امنية ) وفيلم ( السفارة في العمارة ) وهو الفيلم الذي اعتبره البعض يدعو الى التطبيع وآخرون اعتبروه معارضاً للتطبيع .وتابع " وانا اقف دائما ضد التطبيع وهذا ما اردته في فيلمي ولكني هاجمت اتجاهين منتاقضين ومتحالفين بطريقة انتهازية و يرفعان دائما اصواتهما دون ان يفعلا شيئا مثل بعض اليساريين واولئك الذين يدعون الى التطرف والتشدد ويمهدون بافكارهم وشعاراتهم ودعواتهم طريق الارهاب وهذا يفقدني رضا الطــرفين الى جــانب عدم رضا الحكـومة" .ودعا امام الى "الديمقراطية التي تعني تداول السلطة بدلا من الشتائم بين الجهات المتعارضة فالتغيير ضروري جدا للتطور في مصر بعد الردة الدينية السلفية التي نعيشها الان اثر انتهاء مشروع جمال عبد الناصر التنموي برحيله قبل اكثر من ربع قرن ".واشار الى ان "التطور الديمقراطي يحتاج الى حياة حزبية قوية يتم من خلالها تبادل السلطة ولكن للاسف فان الاحزاب التي تواجه الحزب الوطني احزاب ضعيفة و لا تمتلك القاعدة الجماهيرية لمواجهته" بحسب قوله .ومن المعروف ان الفنان عادل امام يتعاطف مع حزب التجمع اليساري رغم انه ليس عضوا فيه وتربطه صداقة مع قياداته خصوصا خالد محي الدين ولكنه بحسب اجابته على سؤال من مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في القاهرة "لايرى ان هذا الحزب او غيره قادر على قيادة البلد في ظل محدودية الانتشار الجماهيري لهذه الاحزاب مقابل القوة الكبيرة التي يمتلكها الحزب الوطني" ، مشيرا الى ان رجل الشارع العادي لم يشترك حتى الان في فعاليات سياسية والاستنثاء الوحيد هو احداث 19 يناير عام 1977 التي تحرك فيها الشارع من اسوان حتى الاسكندرية وهي الاحداث التي اطلق عليها الرئيس الراحل انور السادات "انتفاضة الحرامية" وعارضها الاخوان المسلمون عندما كانت علاقتهم بالسادات آنذاك في ذروة ايام العسل .وعبر عادل امام عن اسفه "لتراجع المشروع الثقافي في مصر امام انتشار المد الديني والتطرف الديني بعد انتهاء مشروع عبد الناصر بموته وصعود تيارات الانفتاح الاقتصادي وما تركه ذلك من اثر على تراكم الثروات لدى الاقلية وزيادة الفقر لدى الغالبية"، مشيرا ً الى ان "دور الازهر تراجع امام موجة الدعاة الجدد الذين لا يقومون بدعواتهم سوى من اجل (البزنس) فيدعي بعضهم البكاء على شاشات التلفزيون ليزيد من مكاسبه واصبحنا نلمس في الشارع ظهور الزي الديني الذي لم يكن موجودا رغم ان الكثير من الفتيات اللواتي يلبسنه يقمن بحضن اصدقائهن على الجسور الممتدة فوق نهر النيل". !!!؟؟؟؟؟واختتم حواره مع الوكالة الفرنسية بالقول : "انا اعرف انني اتعرض للكثير من الهجوم حتى ان صحيفة قومية ــ يقصد (أخبار اليوم) ــ تنكرت لوجودي اكثر من 12 عاما فلم اكن مباليا" ، واضاف قائلا ً : "حتى ان صديقي الراحل عبد الحليم حافظ عندما كان ينزف دما هاجمته الصحف بانه يدعي ذلك لاستجلاب التعاطف معه وعندما عبرت عن غضبي نبهني بشكل مبكر الى ان التعرض للهجوم في الصحف هو دلالة للنجاح" .وكان عادل امام قد توجه مساء امس الجمعة للمرة الاولى الى مهرجان (كان) السينمائي الدولي في فرنسا لعرض فيلم من افلامه حيث يعرض على هامش المهرجان فيلمه الجديد "عمارة يعقوبيان" من اخراج مروان حامد وسيناريو وحوار والده وحيد حامد. ويمثل في هذا الفيلم المقتبس من رواية حملت الاسم نفسه تتطرق لحالة الفساد الاقتصادي والسياسي والثقافي في مصر بشكل مباشر نور شريف ويسرا وخالد صالح وخالد الصاوي وهند صبري. الجدير بالذكر ان عادل إمام نجا مؤخراً من محاولة إعتداء فاشلة، من شخص أقنعه آخرون بالاعتداء على عادل وشيرين سيف النصر ومدحت صالح وفيفي عبده بدعوى أنّ الفن حرام ومقابل مبالغ مالية باهظة .من جهة أخرى لم يتحدد حتى الآن أسم الفيلم الذي سيقوم زعيم الكوميديا العربية عادل امام بتصويره للعام المقبل، وإن كان تردد بشكل قوي أنه وافق على القيام بدور الرئيس في فيلم "طباخ الرئيس" رغم أنه لن يكون الشخصية الرئيسيّة في الفيلم، وكان إمام قد حصل مؤخراً على جائزة أفضل ممثل من مهرجان جمعية الفيلم عن دوره في "السفارة في العمارة" الذي يناقش قضية التطبيع مع إسرائيل .على صعيد متصل وجه أعضاء في البرلمان الفرنسي تحية تقدير للفيلم الذي سيشارك فيه عادل امام في مهرجان (( كان )) السينمائي الدولي "عمارة يعقوبيان " وهو اول فيلم عربي ينال فرصة العرض داخل البرلمان الفرنسي بحضور عدد كبير من النواب والسياسيين والاعلاميين وممثلي جمعية الصداقة المصرية الفرنسية، ومنتج الفيلم الإعلامي المعروف عماد الدين أديب، وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المكثفة لمنتج الفيلم من أجل فتح أسواق أوربية لباكورة أفلامه، "عمارة يعقوبيان" و"حليم" وكلاهما سيعرضان ضمن فعاليات مهرجان كان في دورته الحالية .وكان المخرج الشاب مروان حامد قد استلم أول جائزة عالمية لفيلم "عمارة يعقوبيان" فى مهرجان تريبيكيا السينمائي الدولي فى دورته الخامسة على مسرح Golden Bridge فى الحي الصيني بمانهاتن بعد ان حصل الفيلم على جائزة أحسن فيلم عمل أول وذلك في مطلع هذا الشهر ، وتمنح الجائزة التي تقدر بـ 25000 دولار إلى المخرج وقام بأهدائه الجائزة الفنان جوش لو كاس أحد أعضاء لجنة التحكيم. كما قام الفنان روبرت دينيرو أحد المؤسسين الرسميين للمهرجان بإعطاء النجم عادل إمام تنويه خاص فى الحفل تقديراً لأدائه الرائع والمبدع فى الفيلم كما قال فى حفل الختام.ومن المنتظر أن يبدأ العرض التجاري للفيلم داخل مصر في الأسبوع الأخير من شهر يونيو المقبل بمشاركة عدد غير مسبوق من النجوم والممثلين ، أبرزهم نور الشريف، إسعاد يونس، يسرا، خالد صالح، هند صبري، خالد الصاوي، أحمد راتب، احمد بدير، محمد عادل إمام.
عادل إمام ينتقد الحكومة والمعارضة والأزهر أيضا !!
أخبار متعلقة