فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/برندا جزار وأرشد محمد: قالت حركة (السلام الآن) الإسرائيلية أمس الاثنين في تقرير نشر خلال زيارة تقوم بها كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية ان عمليات البناء مستمرة بلا هوادة في 101 مستوطنة يهودية في الضفة الغربية المحتلة. ولم يتضمن التقرير الكثير من المعلومات الجديدة عن الأنشطة الإسرائيلية الاستيطانية في الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 ويأمل الفلسطينيون في إقامة دولتهم المستقبلية فيها لكنه أشار إلى سياسة الحكومة التي وصفها التقرير بأنها «صفعة على وجه» جهود السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة. واختتمت رايس زيارتها لإسرائيل أمس بالاجتماع مع المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين الذين يسعون للتوصل إلى اتفاق بشأن إقامة دولة فلسطينية بحلول نهاية العام. ولم يحدث تقدم ملحوظ في المحادثات الحذرة بين تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية وأحمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق حول سبل حل الصراع المستمر منذ ستة عقود. وشاب الجهود الأمريكية التي بدأها الرئيس الأمريكي جورج بوش في نوفمبر نزاعات حول بناء المستوطنات الإسرائيلية والعنف والانقسامات السياسية في الجانبين. ويمكن لحكومة ايهود اولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي ان تنهار إذا ركزت المحادثات على قضية القدس الشائكة كما ان سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس اقتصرت الآن على الضفة الغربية المحتلة بعد ان سيطرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة في أعقاب اقتتال مع حركة فتح التابعة لعباس. وصرح مسئول إسرائيلي كبير بأن رايس تجس النبض لترى إمكانية طرح مسودة إعلان أو اتفاق للتفاهم لدى عودة بوش إلى المنطقة في مايو للاحتفال بمرور 60 عاما على قيام دولة إسرائيل. وقال المسئول «تريد التوصل الى شيء قبل مجيئه (بوش) في مايو.» وذكر دبلوماسي غربي ان الوثيقة المقترحة ستعرض «قضايا الوضع النهائي دون تفاصيل». ومن جانبه صرح المفاوض الفلسطيني صائب عريقات الذي حضر اجتماع رايس مع عباس ان وزيرة الخارجية الأمريكية لم تعرض صياغة اي وثائق مؤقتة استعدادا لعودة بوش. ومن المقرر ان تطير رايس التي اجتمعت في وقت سابق مع اولمرت إلى الأردن في وقت لاحق حيث تلتقي مع عباس للمرة الثانية في رحلتها. وقالت حركة السلام الآن ان إسرائيل تبني 101 مستوطنة وإنها لم توقف البناء في مشروع واحد رغم ما تلزمها به خارطة الطريق التي ترعاها واشنطن لإقرار السلام بوقف كل الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة. وذكرت الحركة التي تنظر إلى المستوطنات على أنها مضرة بأمن إسرائيل واقتصادها ومجتمعها ان عمليات البناء جارية فيما لا يقل عن 500 مبنى في الجيوب الاستيطانية. والمستوطنات الإسرائيلية هي قضية توتر دائم بين إسرائيل والفلسطينيين. وقضت محكمة العدل الدولية بعدم شرعية المستوطنات اليهودية التي تبنيها إسرائيل في الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 . وأشارت حركة السلام الآن الإسرائيلية إلى إعلان إسرائيل هذا العام عن خطط لبناء المئات من الوحدات السكنية لليهود داخل مدينة القدس الشرقية العربية وحولها في تصعيد واضح مقارنة بعطاءين فقط صدرا عام 2007 كله لبناء 46 منزلا في المنطقة. وفي تحد للانتقادات الأمريكية أعلن اولمرت الأسبوع الماضي ان إسرائيل لن توقف البناء في الأراضي المحتلة داخل القدس الشرقية العربية وحولها ويقول الفلسطينيون ان مشرعات البناء هذه هي محاولة لفصل المدينة عن بقية أراضي الضفة الغربية. وتقول إسرائيل ان القدس بشطريها الشرقي والغربي هي عاصمة موحدة أبدية لدولتها وهو زعم لم يحصل على اعتراف دولي. ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم في الضفة وقطاع غزة. ونشرت حركة السلام الآن الإسرائيلية تقريرها في الوقت الذي واصلت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية محادثاتها مع المسئولين الفلسطينيين والإسرائيليين لدفع مفاوضات السلام قدما والتي دشنت في انابوليس بولاية ماريلاند الأمريكية في نوفمبر. ويعيش نحو نصف مليون يهودي في الضفة الغربية المحتلة إلى جانب نحو 2.5 مليون فلسطيني.