إعداد/ فرحان علي حسن :قال الله سبحانه وتعالى " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " (ال عمران 97).في هذه الآية الكريمة يبين الله عز وجل أن من حقه على عباده أن يحجوا هذا البيت والحج معناه القصيد أي : أن يقصدوا هذا البيت لأداء المناسك تقرباً الى الله سبحانه وتعالى فهذا البيت محل للعبادة والمعبود هو الله عز وجل وقد جعل هذا البيت مثابة للناس وأمناً تؤدى عنده وحوله المناسك.وهذا البيت هو أول مسجل في الارض وأول بيت وضع للناس أمر الله ابراهيم عليه السلام ببنائه وبين له مكانه وهذا البيت مبني على التوحيد والاخلاص لله عز وجل ومكان للعبادة والذي يعبد هو الله عز وجل ومكان لعبادة الله عز وجل بالحج وإلاّ فالله يعبد في كل مكان لكن عبادة الله بالحج والعمرة مختصة بهذا البيت ..[c1]ولله على الناس حج البيت[/c] فالحج إنما هو لله عز وجل وأما البيت فإنه مكان للحج ومكان للعبادة قال تعالى :(وربك يخلق ما يشاء ويختار)(القصص:68) فأختار سبحانه وتعالى هذا المكان لأداء مناسك الحج والعمرة .وأختار شهر رمضان للصيام وأختار أشهر الحج .. فهو يختار سبحانه وتعالى من الامكنة ومن الازمنة ومن الملائكة ومن البشر يختار عز وجل ما يعلم إنه محل للاختيار (الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس) (الحج :75) وقال (وربك يخلق ما يشاء ويختار) (القصص:68)[c1]تطهير البيت[/c]قال تعالى : (وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود)(البقرة:125)أمر الله ابراهيم واسماعيل عليهما السلام أن يطهرا هذا البيت من أي شيء.يطهرانه من النجاسة الحسية يعني : أن يكون المكان طاهراً من النجاسات والقاذورات لأنه مكان صلاة ومكان عبادة ويطهرانه الطهارة المعنوية بأن يطهراه من الشرك والبدع والخرافات .[c1]إختصاص البيت بالطواف[/c](للطائفين والعاكفين والركع السجود)(البقرة :125) لماذا بدأ بالطائفين ؟ لأن الطواف خاص بالبيت فلايطاف إلاّ بالبيت العتيق واما الصلاة فتشرع في كل مسجد في الارض (والركع السجود) المقصود الصلاة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (جعلت لي الارض مسجداً).وقال الله عز وجل ):ومن حيث خرجت فولي وجهك شطر المسجد الحرام حينما كنتم فولوا وجوهكم شطره)(البقرة:150)في أي مكان .فالاعتكاف والصلاة في كل مكان أما الطواف فإنه لا يجوز إلاّ بهذا البيت فلايجوز الطواف بالقبور ولا الطواف بالاضرحة ولا الطواف بالمقامات لأن هذا لم يشرعه الله سبحانه وتعالى..[c1]كم مرة يجب الحج وماشروط وجوبه؟[/c]قال تعالى :ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)(ال عمران:97) لما كان الحج يؤتى إليه من بعيد ومن مختلف البلدان خفف الله فرضيته على العباد فجعله مرة واحدة في العمر كما جاء في الحديث الصحيح :الحج مرة فمن زاد فهو تطوع)فقوله سبحانه :(ولله على الناس حج البيت) بينت السنة المطهرة أنه مرة واحدة في العمر وبينت الآية أنه الوصول إليه حسب الاستطاعة..[c1]الاستعداد للحج أولاً :[/c] إخلاص النية لله عز وجل بأن يحج المسلم قاصداً بحجه وجه الله عز وجل وكذلك سائر الاعمال يشترط فيها الاخلاص لله عز وجل فالله عز وجل بقول(واتموا الحج والعمرة لله) فالانسان يحج لله لا يقصد رياء ولا يقصد سمعة ولا مدحاً ولا ثناء فإنه إن كان يقصد الرياء والسمعة فحجه باطل .[c1]ثانياً:المال الحلال [/c]كذلك يجب على الحاج أن يختار النفقة الطيبة من المال الحلال التي ينفق منها في حجه وعمرته وهذا واجب ومن أهم الشروط ..وكذلك يجب على الحاج أن ينفقه في عبادة الحج ومناسكه حتى نؤديها على الوجه المطلوب خالصاً لله وصواباً على سنة رسول الله..[c1]ثالثاً: الإحرام وأحكامه[/c]الإحرام شرعاً : الإحرام : مصدر أحرم : إذا دخل في أمور يحرم عليه مزاولتها لأن المحرم يحرم عليه أشياء فلذلك سمي الدخول في النسك بالاحرام لأنه يحرم على المحرم أشياء كانت مباحة قبل الاحرام هذا من حيث المعنى اللغوي.[c1]الإحرام شرعاً[/c]أما من حيث المعنى الشرعي فالاحرام : هو نية الدخول في النسك فإذا نوى الدخول في النسك فقد أحرم بمعنى أنه يتجنب أشياء كانت تباح له قبل ذلك حتى يؤدي الحج أو العمرة والنية محلها القلب بلاشك- ليس النية باللسان.وإنما اللسان والعمل تابعان لنية القلب فأساس الاحرام هو النية بالقلب كسائر الاعمال قال (ص)(إنما الاعمال بالنيات وإنما لكل أمرئ ما نوى ) وقد جعل الله للاحرام مواقيت زمانية ومواقيت مكانية .[c1]مواقيت الاحرام [/c]الميقات الزماني للحج:قال تعالى : (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)(البقرة :197)ومعنى فرض: أحرم لأنه إذا نوى الاحرام فرض عليه المضي وإتمام النسك فعبر عن الاحرام بالفرضة لأنه من أحرم بالحج أو العمرة وجب عليه أن يكملهما قال تعالى :وأتموا الحج والعمرة لله) (البقرة :196) فلايجوز هذا بل لا بد أن يمضي فيه وأن يؤديه حتى ولو كان الحج أو العمرة مستحبين فإنه إذا دخل في الاحرام بهما لزمه الاتمام وإن كان مستحبين في الاصل :وقوله : (الحج أشهر معلومات ) هذا الميقات الزماني وهذه الاشهر هي :شهر شوال وشهر ذي القعدة وعشر من ذي الحجة سبعون يوماً شهران وعشرة أيام هذه الايام من بداية شوال الى طلوع الفجر من ليلة العاشر من ذي الحجة كلها وقت للاحرام بالحج فمن أحرم بالحج في هذه الفترة صح إحرامه..[c1]الميقات الزماني للعمرة[/c]أما العمرة فإنه يجوز أن يحرم بها في أي وقت فليس لها وقت فعلى طول السنة له أن يحرم بالعمرة في أي وقت وأن يؤدي العمرة في أي وقت على مدار السنة إنما التوقيت الزماني للاحرام بالحج فقط ولهذا قال :الحج (أشهر معلومات) هذا من حيث التوقيت للاحرام بالحج في الزمان.[c1]الميقات المكاني للحج والعمرة[/c]أما التوقيت المكاني للحج والعمرة معاً فقد وقت رسول الله (ص) مواقيت حول مكة من جميع الجهات:من جاء الى مكة يريد الحج أو العمرة فإنه لا يجوز له أن يتعداها بدون إحرام فهناك أماكن للمواقيت محددة للبلدان الاسلامية.[c1]ميقات أهل اليمن:[/c]الميقات الثالث: لأهل اليمن مقابل الجحفة ومنطقة الجحفة للقادمين من الجنوب فهي بعد منطقة الطوال في الاتجاه المؤدي الى مكة فمن جاء الى مكة من جهة الجنوب فإنه يحرم من مسجد يلملم ويسمى بالسعدية وهو يبعد عن مكة وهذه هي المنطقة التي حدد منها الاحرام لأهل اليمن .
|
تقرير
مناسك الحج والعمرة
أخبار متعلقة