قصة قصيرة
[c1](1) [/c]لم يطق أن ينام والليل يمتد طويلاً ملفوفاً بجلباب الظلام ثقيلاً كدم اللئام نبضات قلبه تشتد كلما ذكرها كلما خطرت بباله صورتها .. تبسُم ثغرها آه لو لوتدري بحالي قال ..ثم قال [c1] (2)[/c]في صباح الأمس قابلها بعد سنين من الفراق تذاكرا الصبا وملاعب الطفولةقال لها :انتِ الشمس قالت له : أنت القمر رأى فيها زهور وورود الدنيا ورأت فيه الوجود والحياة قالت له : إلى اللقاء أظلمت الدنيا في عينيه لكنه أمسى تتقادف به مرارة البعد وفسحة الأمل [c1] (3)[/c]في هذا الصباح كانت الرياح عواصف وكان هو رعداً قاصفاً ناوشته الهموم والهواجس والمخاوف لكنه تمسك بالأمل الزاحف صاح : ياأماه ..يا أبتاه !!تداعت الأصوات من كل اتجاه ومع أن الكل لبى إلا أنه بقي شاكاَ :في المواقف في الطرق ..في الأشياء ..حتى التوالف والسفاسف [c1](4)[/c]خرجت أمه ..ولحق بها أبوه قالت له : نسألها عن رضاها في الخفاء قال :أجل وفي الطريق ..في الجبل بين الزهور والورود .. خلف مدينة الأمل تجمدا قال لها :ماذا ترين ؟!قالت له متلعثمة : لاشيء إلا ما ترى هذا القمر والشمس احتضنا الغيوم !![c1](5)[/c]مرت سنون ...أصبح كالخيال متوجساً ..لايطيق فراقها وهي هناك عند أمها تأمل في اللقاء لكنها تخاف شيئاً ..لا تخاف تضحك ..تبكي ..تصنع في بيتها الخلاف ولما اشتكت بها أمها إليه أجابها : لا داعي للخوف فقد دنا اللقاء وغداً نودع الأحزان والبكاء وعداً أكيداً دون ريب أو مراء [c1](6)[/c]قال لها : ياوردتي سندعو كل زهرة جميلة هنا قالت : أنا كل الزهور والورود قال لها :والأهل والأحباب قالت له : لا .. سنقفل الأبواب لكنه قدم دعوة لجدته هناك في البعيد وفي الصباح جاءت الجدة وانطلق الفرح سألته : ما اسم عروسه ..؟!من أهلها ؟!أجابها ..اشتد تغضن وجهها ..ثم ارتمت وكان آخر قولها إن الفتاة أخته التفت الجميع إلى الجميع وبعدها لم يجدوه