بيروت / وكالات :أثار احتفال الفنّانة الكبيرة صباح بعيد ميلادها مؤخراً، ردود فعل سلبيّة وصلت إلى حدّ اتّهامها بأنّها غير مسؤولة، وبأنّها لا تشعر بمعاناة أبناء شعبها الذين ما يزالون يدفنون موتاهم.وهذه ليست السّنة الأولى التي تحتفل فيه صباح بعيد ميلادها، فقد أصبحت هذه الذّكرى حدثاً سنوياً، يصر أصدقاؤها على الاحتفال به، غير أنّ الجديد هذا العام، هو ما ذكره موقع "العربية" الإلكتروني من امتعاض شديد لنجوم مصر من احتفال الصبوحة بعيدها، بسبب الظروف القاسية التي يمر بها لبنان، الذي ما يزال يدفن شهداءه ويجرف ركام ما خلّفته الصواريخ الإسرائيلية من دمار، ويلملم جراحه بعد حرب دامية.فقد اعتبر المخرج منير راضي في حديثه إلى "العربيّة"، ما قامت به صباح بأنه "يمثل تصرفاً غير مسؤول بالمرة، مؤكداً علي أن اللحظة الراهنة هي لحظة كاشفة بالنسبة لكل سياسي وفنان عربي، لذا لا يليق بصباح أن تقوم بما قامت به مؤخراً، بينما الشغل الشاغل لكل لبناني هو كيف يساهم في إعمار وطنه"، داعياً إياها أن تكون على رأس الذين يساهمون في إطلاق حملة لدعم بناء ما تهدم عوضاً عن التلهّي بحفل عيد ميلاده.أمّا صحيفة "القدس العربي" فقد نقلت عن الفنّان حمدي أحمد، غضبه من قيام العديد من الفنانين بإحياء حفلات خاصة، في وقت تشهد فيه الأمة عدواناً لازالت تلملم جراحه المندثرة في بيروت، معتبراً بأنّ هذا الأمر إنما يكشف النقاب عن حجم التقصير واللامسؤولية التي يبديها هؤلاء تجاه أوطانهم.وشبّه حمدي أهل الفن بأهل السياسة الذين يعيشون في واد بينما تعيش الأمة في واد آخر.حمدي اعتبر في حديثه إلى "القدس العربي" أنّه "من اللافت أن تحتفل صباح وبعض المطربات بأعياد ميلادهن داخل بيروت أو غيرها من العواصم العربية، بينما دماء الشهداء لم تجف بعد"، وطالب الفنانين اللبنانيين أن يتخلصوا من اللهو وحياد الدعة، وأن يكونوا على مستوى الأحداث، لأن الحرب برأيه قد تندلع من جديد في أي لحظة.بينما رأى الفنّان والمخرج زين نصار ما قامت به صباح بأنه يعد عدم احساس بالمسؤولية الملقاة علي عاتق كل فنان. ويرى زين أن من غير اللائق ان يتصرف الفنان العربي علي هذا النحو بينما الدم اللبناني والفلسطيني مستباح ومجاني.وليس دفاعاً عن صباح نقول أنّها الفنّانة الوحيدة التي لا تحتاج إلى صك براءة، فقد اعتادت الشحرورة على زرع الفرحة أينما حلّت، وهي وفي عز ألمها بسبب مرض ابنتها الوحيدة، وعجزها عن سداد تكاليف علاجها، لم تشأ أن تحرج أصدقاءها الذين أصرّوا على الاحتفال بعيدها، رغم الألم الذي كانت تعيشه، فالحرب انتهت، وأصبح لزاماً على كل لبناني أن يفكّر بطريقة للخروج من مأساة كبيرة لن تظهر نتائجها في الوقت الرّاهن، فقريباً سيستيقظ أصحاب البيوت المدمّرة على واقع أنّه ليس ثمّة شقق للإيجار، وقريباً سيبدأ فصل الشّتاء ليكتشف التلامذة أنّ معظم مدارسهم مهدّمة، وقريباً سيبدأ شهر رمضان ليكتشف اللبنانيون آثار ما فعله الحصار وضياع المواسم الزّراعيّة بهم، وقبل أن يكتشف اللبنانيون فظاعة ما ألمّ بهم، وقبل أن يستفيقوا من نشوة ما سمّي انتصاراً، دعونا نشعر ولو بالقليل من السّعادة في هذا الوقت المستقطع، فليس ثمّة من يستطيع المزايدة على فنّانة فتح لمعالجة ابنتها حساباً في البنك، حيث بدأ أصحاب الخير يتبرّعون لها، فهي من الفنانات القليلات التي بقيت في بيروت أثناء الحرب، وتكفّلت بمساعدة عائلات لبنانيّة فقيرة، ما وصل بها إلى حدّ الإفلاس.نتفهّم غيرة الفنّانين العرب على لبنان، لكن كان الأجدى بهم انتقاد الفنانين الذين هربوا من لبنان مع سقوط أوّل صاروخ عليه، وإحيائهم لحفلات غنائية بحجة أنّهم يقاومون بصوتهم، عوضاً عن انتقاد فنّانة أثبتت أنّها رمز وطني في زمن السلم والحرب، فهل أصبح محرم على صباح أن تفرح؟
|
ثقافة
صباح تثير امتعاض المصريين!
أخبار متعلقة