بغداد / وكالات :تفاقمت حدة أزمة الحكومة العراقية التي يترأسها نوري المالكي بعد أن قرر مزيد من الوزراء مقاطعة أعمال مجلس الوزراء الفترة المقبلة، ليصل إجمالي عدد المنسحبين منها والمقاطعين لها إلى 17 وزيرا من أصل 37 يشكلون الحكومة التي باتت مهددة بالانهيار مع فقدان المالكي للأغلبية.فقد أعلن وزراء القائمة العراقية -التي يتزعمها أول رئيس وزراء لعراق ما بعد الحرب إياد علاوي– تعليق مشاركتهم في اجتماعات الحكومة بسبب رفض المالكي مطالب تقدموا بها منذ أكثر من أربعة أشهر.وقالت وزيرة حقوق الإنسان بالحكومة وجدان ميخائيل إن وزراء القائمة -وعددهم أربعة- قرروا مقاطعة اجتماعات الحكومة، مع الاحتفاظ بمناصبهم الوزارية.وهدد المسؤول بالقائمة إبراهيم الجنابي باستقالة الوزراء في حال عدم الاستجابة إلى طلباتهم، داعيا إلى العودة لبرنامج المصالحة الوطنية الذي شكلت على أساسه حكومة المالكي.وأشار إياد جمال الدين النائب عن القائمة العراقية إلى أن مطالبها تشمل تعليق عمل لجنة اجتثاث البعث لحين إقرار القانون الخاص بها، وإنهاء ما تقول القائمة إنه محاولة لموازنة عدد الموظفين الحكوميين بالوزارات بحسب الطائفة والديانة.ويشغل وزراء القائمة العراقية -وهم خليط من السنة والشيعة والمسيحيين- وزارات الاتصالات وحقوق الإنسان والعلوم والتكنولوجيا إضافة إلى وزير دولة.وكانت القائمة ممثلة أصلا بخمسة وزراء، لكن وزير العدل هاشم الشبلي استقال في وقت سابق هذا العام.جاء هذا التطور بعد أن انسحبت الأسبوع الماضي جبهة التوافق -وهي أكبر كتلة للعرب السنة بالحكومة- احتجاجا على رفض رئيس الوزراء التعامل مع قائمة مطالب تشمل إعطاء صلاحيات أكبر في صنع القرار، وإطلاق المعتقلين. لكن المالكي رفض قبول استقالة الوزراء السنة الستة.
وسبق ذلك استقالة وزراء التيار الصدري وعددهم ستة بعد رفض المالكي مطلبهم الخاص بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية، مما يؤشر على فقد رئيس الوزراء السيطرة على حكومته.وقد أصابت الخلافات الداخلية الحكومة بالشلل، إذ لم يتم التوصل لاتفاق على قوانين أساسية لتوزيع عائدات النفط والسماح لأعضاء سابقين بحزب البعث بالعودة إلى الوظائف الحكومية وتحديد موعد لإجراء انتخابات المجالس المحلية.ويقول محللون إن الأحزاب السياسية مترددة في تقديم تنازلات حيث ينصب اهتمامها على حماية مصالحها الخاصة.ومن المقرر أن يعقد زعماء العرب السنة والشيعة والأكراد اجتماعا خلال هذا الأسبوع، في مسعى للخروج من أكبر مأزق سياسي تواجهه الحكومة العراقية.مقتل 12 جنديا أميركيا بالعراق في ثلاثة أيامميدانياً لقي 12 جنديا أميركيا مصرعهم في هجمات متفرقة بالعاصمة العراقية بغداد وبعقوبة منذ مطلع الأسبوع الجاري.وقال الجيش الأميركي في بيان إن ثلاثة من جنوده قتلوا السبت الماضي في انفجار عبوة ناسفة استهدفت رتلا عسكريا جنوبي بغداد. كما قتل جندي رابع إثر انفجار عبوة أخرى خارقة للدروع غربي العاصمة.وفي بيان آخر قال الجيش إن جنديا أميركيا قتل عندما انفجرت قنبلة على طريق غربي بغداد, مشيرا إلى أن جنديا آخر أصيب في الانفجار.وأول من أمس اعترف الجيش بمقتل أربعة من جنوده في مواجهات مسلحة ببعقوبة شمالي بغداد, مضيفا أن 12 جنديا آخرين أصيبوا في نفس المواجهات.وكان ثلاثة جنود أميركيين قتلوا أيضا وأصيب اثنان في مواجهات مماثلة في بغداد الأحد الماضي.وبذلك يرتفع عدد العسكريين الأميركيين الذين قتلوا في العراق منذ اجتياحه في مارس 2003 إلى 3676 قتيلا، بحسب تعداد يستند إلى أرقام وزارة الدفاع الأميركية. كما يرتفع عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا منذ بداية أغسطس الحالي إلى 20 قتيلا.وكان نحو 46 عراقيا قتلوا أمس الأول وأصيب أكثر من 80 آخرين بجروح في هجمات متفرقة -كان أشدها انفجار شاحنة مفخخة في تلعفر شمالي بغداد- أسفرت عن مقتل 28 شخصا وما لا يقل عن 50 جريحا.