طوكيو/ 14أكتوبر/ رويترز:أعطى الناخبون اليابانيون فوزاً تاريخياً للمعارضة في الانتخابات التي أجريت يوم أمس الأحد فيما أطاح بالحزب المحافظ الذي يحكم البلاد ووضع على عاتق الديمقراطيين الذين لم يتعرضوا لاختبارات سابقة مهمة إنعاش اقتصاد ضعيف.وأنهي فوز الحزب الديمقراطي الياباني حكم الحزب الديمقراطي الحر المستمر منذ أكثر من 50 عاما من دون انقطاع تقريباً وكسر حالة من الجمود في البرلمان ما يؤذن بحكومة تعهدت بتركيز الإنفاق على المستهلكين وتقليل الإنفاق غير الضروري وتقليص سيطرة البيروقراطيين.وواضح زعيم الحزب الديمقراطي الياباني يوكيو هاتوياما أن الناس يشعرون بالغضب الآن نحو السياسة والائتلاف الحاكم. كان لدينا احساس كبير بأن الناس يريدون التغيير من أجل معيشتهم وخضنا هذه الانتخابات لتغيير في الحكومة».ومن المتوقع أن يعين هاتوياما وهو حفيد ثري لرئيس وزراء سابق فريقاً انتقالياً اليوم الاثنين للاستعداد لتولي السلطة.إلى ذلك أظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها وسائل الإعلام أن الديمقراطيين في طريقهم إلى تحقيق فوز ساحق ويمكن أن يحصلوا على ثلثي مقاعد مجلس النواب البالغ عدد مقاعده 480 مقعدا. وتتمشى هذه التوقعات مع تكهنات سابقة بهزيمة ساحقة للحزب الديمقراطي الحر بقيادة رئيس الوزراء تارو اسو.وأنهت هزيمة الحزب الحاكم شراكة ثلاثية بين الحزب الديمقراطي الحر وكبار رجال الأعمال والبيروقراطيين التي حولت اليابان إلى قوة اقتصادية كبرى بعد الهزيمة في الحرب العالمية الثانية.من جانب آخر أفاد جيري كيرتس وهو خبير ياباني في جامعة كولومبيا أن هذه «نهاية النظام السياسي فيما بعد الحرب في اليابان»، مضيفاً «أنها نهاية حقبة طويلة وبداية أخرى يلفها الكثير من الغموض.»وسيتعين على الديمقراطيين التحرك بسرعة للحفاظ على التأييد بين الناخبين الذين يشعرون بالقلق بسبب معدل البطالة القياسي وتزايد أعداد المسنين في المجتمع الأمر الذي يتسبب في زيادة نفقات الضمان الاجتماعي.على الصعيد نفسه أظهرت استطلاعات رأي الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع التي أجرتها وسائل الإعلام أن الحزب الديمقراطي فاز بنحو 320 من مقاعد مجلس النواب أي حوالي مثلي عدد المقاعد التي كانت بحوزته قبل هذه الانتخابات وعددها 115. وانخفض عدد مقاعد الحزب الديمقراطي الحر إلى 100 نزولا من 300 مقعد.وقال اسو: انه يتحمل المسؤولية عن الهزيمة مضيفا انه يتعين إجراء انتخابات لاختيار زعامة جديدة للحزب الديمقراطي الحر.من جهة ثانية اوضحت وكالة جيجي اليابانية أن أداء الحزب الديمقراطي الحر هو الأسوأ منذ تأسيس الحزب في عام 1955م.ويريد الديمقراطيون صياغة موقف دبلوماسي أكثر استقلالا عن الولايات المتحدة فيما يثير المخاوف من احتمال حدوث خلافات داخل التحالف.