مع الاحداث
شجرة (المسكيت) والتي تدعى محلياً بالسيسبان في الوقت الذي بدت لكثير من الناس مشكلة بسبب انتشارها السريع وشغلها مساحات كبيرة من الأرض، يراها البعض الآخر شجرة مفيدة إذا ما أحسن التعامل معها في أتباع الطرق التي تجعل منها ذات فائدة للإنسان والحيوانات.وفي محافظة أبين بالتحديد ومنذ زمن من انتشارها ارجع الكثيرون السبب للمهندس علي صالح بلعيدي مدير عام مكتب الزراعة الأسبق في المحافظة مسؤول الغابات والمراعي في محطة الأبحاث الزراعية بالكود سابقاً ايضاً بأنه صاحب فكرة جلب هذه الشجرة في حملات مكافحة التصحر في أبين.واليوم بينما تدور كثير من المداولات حولها كان لابد من التعرف على حكاية المسكيت من خلال الحديث مع المهندس البلعيدي..ماذا [c1]عن شجرة المسكيت وانتشارها؟[/c]يقول البلعيدي: هذه الشجرة من الأشجار التي تستطيع مقاومة الجفاف والظروف المناخية المختلفة وتتكاثر في الأراضي الجافة القاحلة والسواحل ذات الترب الرسوبية العميقة ولا تنتشر زراعتها في الأراضي الحصوية والجبلية ذات الترب السطحية.. وموطنها الأصلي هو صحراء موها في التي تقع بين المكسيك والولايات المتحدة وليس كما ذكر البعض الأمازون ودخول الشجرة البلاد وخاصة عدن كان في القرن الثامن عشر بواسطة الاستعمار البريطاني.. وبعد إنشاء مركز الأبحاث الزراعية وقيام قسم الغابات والمراعي تم تجريب هذه الشجرة لاستخدامها في تثبيت الأراضي الرملية وحماية الطرق الرئيسية من الزحف الرملي وإعاقة السير عبر أكوام الرمال، وبوجود هذه الأشجار تغذت عليها الحيوانات ونشرتها في الاراضي الزراعية والأراضي المأهولة بالسكان عبر مخلفات الأغنام.وكان قسم الغابات والمراعي قد اصدر نشرة فنية تتناول صفات هذه الشجرة البيولوجية والحلول المناسبة للحد من انتشارها في الأراضي الزراعية والإمكانية لانتشارها في الأراضي الصحراوية والهامشية في بلد جاف قليل الغطاء النباتي وتم توزيع هذه النشرة على المزارعين والجمعيات التعاونية الزراعية حينها إلا انه للأسف لم يؤخذ بتلك الإرشادات الأمر الذي أدى إلى انتشارها بشكل كبير في أبين، ولحج وتهامة واسافل شبوة وميفعه حجر وسواحل حضرموت حتى قشن في المهرة.[c1]هل من فوائد تذكر لهذه الشجرة؟[/c]عندما انتشرت هذه الشجرة بشكل كبير أصاب الناس في وقت من الأوقات حالة من الجفاف وتعرضت الحيوانات للمجاعة في مناطق الرعي أصبحت حبيبات هذه الشجرة (القرون) شائعة لتقديمها كغذاء للحيوانات وهذا مازاد في انتشارها. ومؤخراً تم التنسيق مع مشروع الإشغال العامة وبعض الجمعيات الخيرية باستيراد مطاحن لتلك القرون وكسر النواة فيها وتقديمها كقشور للحيوانات، ومن الأفضل أن يضاف إليها بعض المواد مثل عصار السمسم والقصب حتى تكون عليقه مناسبة للغذاء الذي يسمّن الحيوانات وليس الاكتفاء بعملية الشبع فقط.[c1]وماذا عن الاستخدامات الآدمية؟[/c]يقول المهندس البلعيدي بهذا الشأن: كثيرون تحدثوا عن هذه الشجرة واجتهدوا في هذا المجال وكانت جهوداً جيدة وذكرت فوائد كثيرة للمسكيت وأود هنا أن ادلي بدلوي في هذا الموضوع فيما يخص الاستخدامات الآدمية، في مايتعلق بإدخال مسحوق هذه الحبيبات أو قرون المسكيت في توليفة الدقيق فأقول انه حتى لو أدخلت فعلاً فذلك لا يعني انه سيصبح تجارياً ويحل مشكلة الدقيق واستيراده لأسباب عديدة ونأمل أن تتم دراسات اقتصادية لتلك الشجرة في مجالات التغذية المتعددة وتربية النحل وان تتخذ الإجراءات لوقف انتشارها في المناطق الزراعية والسكنية ويقتصر زراعتها في الأراضي الهامشية لتعويض النقص النباتي الطبيعي ..