
فهو كاتب سياسي واجتماعي وناقد أدبي وكاتب قصصي خلاب ، صنع مسار حياته وسط صعوبات كثيرة إلا أنه لم يكن مستسلما أو سريع التضرم أن يحالفه النجاح بل يتميز بإصراره على تحقيق نجاحه مما جعله في مسيرة عمله الصحفي مرجعا يمتاز بقدرته على العطاء في شتى المجالات بل تحمل مهام صحفية كثيرة وكان جديرًا بها دون ريب، امتاز أيضا بحميمية علاقاته سواء مع زملاء العمل أو في محيطه الاجتماعي.
سالم الفراص عنوان حضور لافت طيلة مسيرته المهنية، هو بحق من أعلام صحيفة أكتوبر وواحد من أبطال مدرستها الصحفية التي أدت دورا تنويريا في مجتمعنا لعقود خلت.
تطالعك أعمدته الصحفية في مختلف وسائل الاعلام بل هو من أجمل الكتاب وأكثرهم موهبة وسلاسة، حصيفا في طرحه ومتأنيا في أحكامه، بل هو وجه محبوب وقلم رشيق وناقد أدبي مرموق.
كم هي سيرة حياه رائعة ترك من خلالها موروثا للأجيال بنكهة عطاء فريدة.
لم تنقطع صلتي به على مدى عقود إذ لم تكن حتى حالته الصحية تمنعه من التواجد والعطاء.
سالم -طيب الله ثرى قبره وأسكنه فسيح جنانه- لم يكن شخصا عاديا بل كان مثابرا وصبورا لا تفارق محياه الابتسامة قريبا من معاناة الناس.
حدثني مرارا كزميل عن طبيعة مرضه وكنت أشعر بمدى صبره وتحمله وتلك من صفاته المميزة.
فأي أخ أرثي، بل أرثي نفسي وكافة الزملاء برحيل هامة صحفية بمستوى الصحفي سالم الفراص الذي حفر اسمه في أذهان القرّاء على امتدادات الوطن بل كان من رواد الصحافة والإعلام.
نعم لقد شكل رحيله المباغت أثرا في نفوسنا وكل من عرفوه من القراء في محطات عمل متنوعة عاصرها الراحل ومهام كثيرة كان لاشك لافتًا في طبيعته إذ يحمل نكهة خاصة بقرارات كانت محط احترامنا. إنه سالم واسطة العقد لتلك الكواكب المضيئة من رهط تلك الأسرة الصحفية الرائعة والتي اكتنفت المعاناة وربما التهميش والتناسي لمعظم أبطالها.
رحلت أخي وما زلت في أوج قدراتك على العطاء.
وتلك سنن الحياة وأقدارها التي لا ترد.
ولا نمتلك إلا أن نذرف دموع الأسى ونستحضر ذكريات تلازمنا المهني بكل ما فيه من حميم الذكريات.