مؤتمر علماء اليمن يواصل أعماله ويناقش عدة أوراق عمل أكدت على:
[c1]وجوب طاعة ومناصرة وُلاة الأمر لمواجهة دعاة الفتنة والفساد وما يهدد أمن ومصالح الناس[/c] صنعاء / سبأ:واصل أمس الأربعاء مؤتمر علماء اليمن جلسات أعماله بصنعاء الذي ينعقد تحت شعار من " أجل وحدة الأمة وحمايتها من الفتن"، وذلك لمناقشة عدد من أوراق العمل المقدمة من أصحاب الفضيلة العلماء إلى جانب العديد من المداخلات. وناقش المؤتمر ورقة مقدمة من نائب رئيس جمعية علماء اليمن عضو مجلس الشورى الشيخ ناصر محمد الشيباني قدم ورقة عمل بعنوان / طاعة ولي الأمر مطلب شرعي وواجب حياتي استند فيها إلى مسند الإمام أحمد وصحيحي البخاري ومسلم وسنن أبو داؤد والنسائي والترمذي وعدد من مراجع السير، التي أوضحت تعريف ولاة الأمر وواجباتهم وحقوقهم ، وأهل العلم وواجباتهم وحقوقهم ووجوب طاعة ولاة الأمر والعلماء بالمعروف، لحديث (لا طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف).وأكد لزوم طاعة وتقدير الولاة ماداموا متمسكين بشرع الله تعالى ولم يامروا بكفر بواح أو إنكار لأمر معلوم من الدين بالضرورة او مجاهرة بالمعاصي ، وتفويض الأمور إليهم لحفظ الحدود والقيام بأعباء الدولة وتطبيق شرع الله ورعاية المصالح ورد المظالم ، وحقن الدماء ، مع إسداء النصح الصادق لهم وتبصيرهم، ومناصرتهم في قتال من يبغي الفتنة والفساد وتهديد أمن الناس ومصالحهم.فيما قدم رئيس جامعة عدن الدكتور / عبدالوهاب راوح ورقة عمل حول (فتنة الحوثي : المصادر الفكرية والمشروع السياسي)، التي أوضح فيها أن تسمية تنظيم الشباب المؤمن امتداد لتنظيم نشأ في إيران باسم الشباب المؤمن له العديد من الفروع في أوروبا وأمريكا وعدد من الدول ويقوم هذا التنظيم في إطاره المرجعي على جذور تاريخية لدعوى الاحتكار لأحقية إدارة الأمة سياسيا وروحياً ويعمل على استعادة هذا الاستحقاق الذي يراه بكل الوسائل المكيافيلية بما فيها الوسائل المسلحة، مبررا ذلك بمبدئه المشهور / الخروج على الحاكم المغتصب / أي للإمامة.وعرض الدكتور راوح لفلسفة هذا التنظيم وتحليلاته التي استقاها لمشروعه من واقعة سقيفة بني ساعدة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وخروجه كذلك عن مذهب الزيدية في بحثه عن عصبية لدعوته ومشروعه السياسي ومناكفته بالإثنى عشرية الجعفرية .كما أوضح الأعمال التي انتهجها لتنفيذ مشروعه بنشر البلبلة حول الزيدية والسنية، وفتح مراكز ومدارس بنفس مذهبي ، والاحتفالات المسلحة بيوم الغدير ومناسبة عاشوراء وكربلاء وذكرى استشهاد الأمام علي كرم الله وجهه واختلاق المناسبات والمراثي والمآتم على مدار العام.وأشار راوح إلى لجوء الحوثي للضرب على وتر الطائفية والمذهبية والعرقية وحجب الشباب عن الأسرة والمجتمع والمحيط العام ورفع شعار جهاد أمريكا واليهود بقصد خلط الأوراق والتشكيك بجدوى الوحدة اليمنية ورفضها ورفض الدستور والمؤسسات الدستورية والديمقراطية ، وضرب السلام الاجتماعي . ودعا الدكتور راوح في ورقته إلى تجريم هذا التمرد واعتباره فسادا في الارض وإهلاكا للحرث والنسل ومنكرا يجب محاربته بالحوار وبالسلاح اذا اقتضى الأمر وتأييد الحكومة في جهودها المسؤولة والمبذولة والرامية لأخماد نيران التمرد ، مع مراجعة الخلفية الفكرية لهذه الفتنة وما تسببه من إزدواج مرجعي حول مصدر مشروعية الحاكم بين الوصية واختبار الأمة، ووضع خطة لحماية النشئ المغرر بهم وإغلاق المؤسسات الثقافية التي تروج وتسوق للطائفية والمذهبية ، على أن تقوم المؤسسات العلمية بدورها في التنوير والتوعية في مختلف أوساط المجتمع ونشر ثقافة الحوار والتسامح وقبول الآخر.بعد ذلك تلا قرأ وزير الأوقاف والإرشاد د القاضي حمود الهتار توجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية بتشكيل لجان الوساطة والحوار مع الحوثي من أصحاب الفضيلة العلماء والشخصيات الاجتماعية والسياسية والأحزاب .. وإصداره قرار بالعفو، والتعويض العادل للمتضررين.كما قدم القاضي الهتار ورقة عمل حول التكييف الموضوعي القانوني للأحداث الجارية في صعدة بالرجوع إلى نصوص القانون المتعلقة بالجرائم الماسة بأمن الدولة والتي تنطبق على الأعمال التي ترتكب بقصد المساس باستقلال الجمهورية أو وحدتها وسلامة أراضيها وارتكاب أفعال بقصد إضعاف القوات المسلحة والتخريب وإثارة العصيان المسلح واغتصاب الأراضي والأموال المملوكة للدولة أو لجماعة من الناس والاشتراك في مقاومة السلطة العامة المكلفة بتنفيذ القوانين والعقوبات التي حددها القانون في هذا الصدد .كما تم في جلسات يوم أمس الأربعاء ورقة عمل حول الأفكار الحوثية في ميزان الشرع للشيخ محمد علي مرعي رئيس فرع جمعية علماء اليمن بالحديدة، والتي عرض فيها خلاصة لأفكار الحوثي المشككة بكتب الحديث المجمع على صحتها، وتشجيعه لإتباعه على لعن كثير من الصحابة الكرام وقدحه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وبخلافتهما للمسلمين ، وسعيه لقلب نظام الدولة.وأشار إلى أثار هذه الفتنة الدعوة العمياء في زرع الاختلاف والشقاق بين أبناء الدين الواحد والوطن الواحد، وما في ذلك من مفاسد كثيرة تضر بمصالح الناس والمجتمع، وما تسببت به في ذلك من خلال محاولة إثارة النعرات السلالية والمذهبية والطائفية.مؤكداً أنّه من واجب الدولة بسط سياستها على كل أرض الوطن وتثبيت الأمن وحسم مثل هذه الفتن، وأن هذا هو حكم الشرع في هذا الجانب. فيما تطرق الدكتور عبدالرحمن الخميسي من جامعة صنعاء في ورقة عمل له إلى أخطار الفتنة الطائفية والمذهبية والمناطقية والسلالية ، في إذكاء النعرات الجاهلية وأحيائها وسفك الدماء وإراقتها وقتل النفس التي حرم الله واخافة السبيل وترويع الآمنين وهدم البيوت وتخريب الطرق والمنشات وإشاعة الفوضى في البلاد واستنزاف الاقتصاد وحمل الناس على التقاطع والتباغض والسب والقذف والغيبة والنميمة والتعالي على الغير وعدم القيام بحقوق الأخوة الإسلامية وتشطير الأمة .ودعا الخميسي إلى تضمين المناهج التعليمية دروساً حول خطر التعصب بمختلف أنواعه، والقيام بالتوعية الإعلامية بخطر هذا المرض والدعوة إلى الاعتصام بالكتاب والسنة وتجريم إي دعوة قائمة على التعصب المذهبي أو المناطقي أو السلالي أو الطائفي. وقدم الشيخ / عارف الصبري ورقة عمل له عن الواجب الشرعي بخصوص الأحداث في صعدة ، ونهي الشرع عن الفرقة والاقتتال، ورأيه في مسالة خلافة المسلمين، وكذا حكم الشرع في التعامل مع مثل هذه الفتنة.إلى ذلك قدم الشيخ حسين محمد الهدار ورقة عمل حول خطر الخروج على ولي الأمر أكد فيها أن الخروج على ولي الأمر فيه تعطيل لكثير من المصالح العامة، وأن ذلك أمر حرمه الدين وحذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم .. وبين الهدار في ورقته حرمة دم المسلم بالاستناد إلى نصوص الكتاب العزيز والسنة المطهرة وإجماع علماء الأمة ومختلف الشرائع، ووجوب لزوم الجماعة ونصب ولي الأمر والخليفة وطاعته، بالإضافة إلى موقف ولي الأمر من الخارجين عليه ، وكيف يمكن أن نتقي الفتنة، أما ورقة العمل المقدمة الشيخ هاشم الحبشي فقد تناولت (أخطار الفتنة الطائفية على وحدة الأمة والجماعة وموقف الشرع منها).من جانبه استعرض الدكتور / غالب القرشي ورقة عمل له حول اثر الفتنة على وحدة الأمة وأمنها واستقرارها ، عرف فيها معنى الفتنة، والفتنة في الدين ومظاهرها في التفريق في الدين وادعاء احتكار حقائق ودقائق الدين، وفتنة الاقتتال بين المسلمين وفتنة الظلم والاستبداد ، وكيفية مقاومة الظلم والاستبداد في حالة وقوعه. وأكد الدكتور القرشي ان فتنة الاقتتال وسفك الدماء من أخطر الفتن على الأمة والفرد وأن ظلم واستبداد الحاكم أخطر أنواع الظلم، وان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أنجع الوسائل، مؤكدا أن واجب العلماء أن يسارعوا لمعالجة كل مستجد في باب العلاقة بين الحاكم والمحكوم ولا يخافون في الله لومة لائم وان يتقوا الله في كل شيء ولا يتفرقوا.واستمع المشاركون في المؤتمر إلى أوراق عمل أخرى مقدمة من الإخوة : الشيخ حسين عبدالله الشيخ – وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد حول مكانة الصحابة في الإسلام، والشيخ شرف بن علي بن حمود حول توحيد الكلمة وعبدالفتاح البتول حول الولاية العامة في الشريعة الإسلامية والقوانين اليمنية، حيث أوضحت تلك الأوراق مكانة الصحابة في الكتاب والسنة و التربية الإيمانية التي ربي عليها الصحابة رضي الله عنهم والتي أكدها القرآن الكريم في قوله تعالى (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)) .. الآية . وتطرقوا إلى ثمار تلك التربية في حفظ الدين وجهادهم ودعوتهم من أجله وتوطيد دعائم الإسلام ونصرة المظلومين ودفع الضر عن المستضعفين. كما بينوا حرمة التعرض للصحابة بالقول أو الاعتقاد واعتبار ذلك نوعا من أنواع الأذى وطعن في الدين بأكمله، بل واعتبار ذلك محرما في حق عامة المسلمين .. موضحين ما كان يكنه آل البيت من محبة وتقدير واحترام لكل صحابة الرسول صلى خاصة للشيخين أبي بكر وعمر، ووجوب أن يسلك الناس مسلكهم في هذا الجانب بغض النظر عن الانتماء المذهبي . وبين أصحاب الفضيلة العلماء موضوع الولاية في الشرع والعقل واتفاق جميع علماء الأمة في هذا الجانب ، وكذا موضوع الشورى والولاية الصالحة وغيرها من الموضوعات المتصلة بالخلافة وإمارة المسلمين. وتحدثوا عن فلسفة الولاية عند الحوثي ، والموضوعات المتعلقة بالتعددية في الشريعة الإسلامية ، ودينية التشريع ومدنية التنفيذ، وكذا الولاية العامة في الدستور والقوانين اليمنية. وأكدوا أن توحيد الكلمة كان من أعظم أسباب انتصار أمة الإسلام على أعدائها ورقيها في مدارج العزة والرفعة والتمكين، مذكرين بالدور الذي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم في توحيد الصف ونبذ الفرقة وتعزيز روح المؤاخاة بين المسلمين.