[c1]هجوم غير ممنهج[/c]كتبت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن السفير الأميركي في العراق ريان كروكر علم بخطة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للتوجه إلى البصرة بقوات عراقية لفرض النظام في المدينة يوم 21 مارس الماضي.وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة لم تتوقع أن يكون الهجوم على هذا النحو. فبدلا من حشد قوتها القتالية بطريقة منهجية وتصعيد العمليات تدريجيا ضد المليشيات المارقة، اندفعت قوات المالكي فجأة إلى المدينة وهاجمتها قبل وصول كل التعزيزات العراقية، ومع يوم الثلاثاء التالي كان القتال على أشده.وقالت الصحيفة إن إدارة بوش صورت الهجوم العراقي في البصرة كلحظة تحديد موقف، أي برهنة إجبارية على أن الحكومة العراقية -التي كثيرا ما كانت تنتقد لعدم التحرك- لديها الإرادة والوسائل للتصرف حيال المليشيات المارقة.وأضافت أن كثيرا من المسؤولين الأميركيين المدنيين والعسكريين أجمعوا على أن المالكي بالغ في تقدير قدراته العسكرية واستخف بحجم المقاومة، كما أنه أبدى أسلوب قيادة مندفعا، الأمر الذي لم يمنح قواته أو أقوى حلفائه -الأميركيين والبريطانيين- الوقت الكافي للاستعداد.وقد وصف مسؤول في القوة المتعددة الجنسيات في بغداد هذا التصرف من جانب المالكي بأنه «ذهب وفي يده عصا ونخس بها عش دبابير».ونوهت الصحيفة إلى تفسير مختلف نوعا ما ذكره مسؤول استخبارات أميركي في واشنطن عن دوافع المالكي من وراء عملية البصرة، بأنه في الوقت الذي كان هدفه المعلن هو إعادة النظام -كما أكد- كان حريصا أيضا على إضعاف جيش المهدي والحزب السياسي التابع لمقتدى الصدر قبل الانتخابات المحلية في الجنوب المتوقع إجراؤها في نهاية هذا العام.وعلقت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية على هجوم البصرة بأنه أثار مقاومة شرسة لم تتوقف إلا بعد أن أمر الزعيم مقتدى الصدر جيش المهدي بالتوقف عن القتال، في مقابل ضمانات بعدم استهداف قواته.وقالت إن بعض السياسيين الشيعة هاجموا العملية واصفين إياها بأنها كانت بدوافع سياسية، الأمر الذي أظهر ضعف قوات الأمن العراقية والتوتر المتزايد بين الفصائل الشيعية المتنافسة على تعزيز سلطتها في البصرة قبل الانتخابات المحلية المتوقعة في الخريف القادم.وأشارت الصحيفة إلى تعليق المتحدث العسكري الأميركي في بغداد اللواء كيفين بيرغنر أمس عندما وصف هجوم الحكومة العراقية بأنه كان ضربة موجهة ضد «العصابات الإجرامية» التي استولت على مدافع رشاشة ثقيلة وأكثر من 250 ألف دولار.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]خطأ فادح[/c]أما صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية فقد قالت في افتتاحيتها إنه في الوقت الذي يستعد فيه الجنرال بتراوس والسفير الأميركي كروكر للشهادة الأسبوع القادم حول التقدم العسكري في العراق، أصبح الجمهوريون أكثر اتحادا من قبل، بينما ظل الديمقراطيون وحلفاؤهم في اليسار السياسي يتشاجرون فيما بينهم حول كيفية إعلان معارضتهم للحرب في العراق.وقالت إن الوضع في العراق بحاجة إلى موقف حازم وواضح وخاصة بالنسبة لتمويل العمليات العسكرية هناك.وأشارت إلى أن تحالفا من أربعين جماعة مناوئة للحرب قد شن حملة لإقناع الكونغرس بوقف تمويل الحرب.وأضافت الصحيفة أن هذه الجماعات تواجه مشكلة سياسية كبيرة وهي أن نجاح زيادة القوات في خفض مستوى العنف في العراق بدأ يقوض قدرتهم على إثارة الناخبين.ورغم أن استطلاعات الرأي العام توضح عدم شعبية الحرب، فإن اليسار السياسي أصبح أقل نجاحا في استغلال العراق للتشويش على الشعب الأميركي بشأن الحملة العسكرية الأكبر ضد الإسلاميين «المتطرفين».ونوهت الصحيفة إلى تقارير مركز راسموسن لاستطلاع الرأي التي بينت -الأسبوع الماضي- أن 47 % من الناخبين المحتملين يعتقدون أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيكسبون الحرب على الإرهاب، مقارنة بما يقارب 33 % في بداية العام.وختمت واشنطن تايمز بأن الحزب الجمهوري أكثر وحدة في قضية الحرب وأن العنف قد انخفض في العراق وأن البرلمان حقق تقدما سياسيا لم يكن متوقعا منذ عام حول مسائل مثل المشاركة في عائدات النفط والعفو عن البعثيين من المستوى الثاني، موضحة أن التخلي عن العراق الآن سيكون خطأ فادحا.
أخبار متعلقة