القاهرة / وكالات :أعربت 36 منظمة حقوقية عربية عن مخاوفها العميقة إزاء “استمرار غالبية الحكومات في العالم العربي في الالتفاف على مطالب شعوبها في الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي”، بحسب تعبيرها في بيان مشترك وجهته أول من أمس إلى القمة العربية التي بدأت أعمالها أمس في الرياض، وقالت فيه إنها تأسف لأن تعلن أن قوى الاستبداد في عالمنا العربي التي راهنت على قدرتها على إحباط تطلعات شعوبها وعلى كبح الضغوط الخارجية التي انطلقت منذ نحو خمس سنوات تحت دعوى دمقرطة العالم العربي ومكافحة الإرهاب تتأهب الآن لتحصين مواقعها وتشديد قبضتها الأمنية، للجم مظاهر الحراك السياسي والمجتمعي التي شهدتها بلدان عربية عديدة.وحذرت المنظمات من أن استمرار ما وصفته بالتحايل على مطالب الإصلاح الديمقراطي ينذر بتحول مزيد من البلدان العربية إلى ساحة للعنف الدموي والإرهاب، والاحتراب الأهلي الذي يؤججه الصعود المتزايد للهويات والتوترات الطائفية والمذهبية كنتاج طبيعي للخنق المنهجي للحراك السياسي والحياة الحزبية طوال عقود مضت والإخلال بقيم المواطنة، واتجاه الدول العربية أكثر فأكثر إلى توظيف الدين في تكريس مشروعيتها السياسية، وهو ما آل عمليا إلى “تديين الفضاء السياسي” في الغالبية العظمى من البلدان العربية، وفاقم من مظاهر التعصب والتطرف داخل المجتمعات العربية، بكل ما يرتبه ذلك من ضغوط هائلة وبخاصة على حقوق النساء وعلى حريات التعبير والفكر والاعتقاد.وطالب البيان الحكومات العربية بأن تتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها وتجاه مستقبل الأجيال القادمة، وأن تعلن عبر قمة الرياض التزاما حقيقيا بإعطاء الأولوية لقضايا الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي والبرهنة على جدية توجهاتها بوضع برامج واضحة المعالم ومربوطة بتوقيتات زمنية محددة تضمن إنجازا حقيقيا لبرامج شاملة للإصلاح الدستوري والتشريعي، وتجديد الخطاب الديني ونشر ثقافة الديمقراطية، ووضع حد لظواهر الإفلات من العقاب على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.ودعا البيان السلطات العراقية الى التصدي الحازم لكل الانتهاكات الجسيمة لحقوق المواطنين العراقيين ومحاسبة مرتكبيها وتعويض ضحاياها، وجدد الموقعون على البيان دعمهم الكامل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، وحق أبنائه في الشتات في العودة إلى وطنهم.
36 منظمة حقوقية عربية تبلغ القمة مخاوفها من استمرار الالتفاف على مطالب الإصلاح
أخبار متعلقة