سطور
قليلون من لا يعرفون الأستاذ القدير والموسيقي عازف الكمان الشهير سعيد مزماز ..نعم أقول (قليلون ) فما من أغنية سجلتها الإذاعة أو التلفزيون إلا كان موجوداً فيها أبحر في محيط الموسيقى لأكثر من أربعين عاماً وكان عضواً في كل الفرق الموسيقية التي تشكلت في محافظة عدن ورسا به المطاف ضمن فرقة معهد الفنون الجميلة حتى أحيل إلى المعاش (اكلوه لحماً ورموه عظماً) ولازالت الموسيقى تجري بدمه وهو يجيد العزف على كل الآلات الإيقاعية (وأخوه صالح) مؤسس (فرقة الليوة) الراقصة الساحلية المشهورة .ما أوردته لنتذكر فقط هذا الإنسان المعطاء الخلوق البسيط وكريم النفس، والهدف من هذه الذكرى هي الحالة التي وصل إليها فظروفه صعبة للغاية (والشكاء لغير الله مذلة) وحالته الاجتماعية قاهرة فورب أسرة ويعيل عدداً من الأبناء .(بماقسم له ربه من المعاش )ولكن هل نقبل على انفسنا إذلال المبدعين والذين قدموا عطاء رائعاً مازال خالداً في قلوب الناس ؟! ماحفزني لهذه اللفته هي المواقف النبيلة لمحافظ عدن ورئيس مجلس المحلي الدكتور عدنان الجفري راعي الإبداع وصديق الجميع ،لقد سقط جزء من منزل الفنان سعيد مزماز وماتبقى منه مهدد بالوقوع ولا ادري ماهو المصير في الأخير ،إن الإنسان في بيته مستور (ولو على روتي وماء) ولكن فقدان المأوى يعني فقدان الحياة ،المنزل يحتاج إلى ترميم والبطن محتاجة للغذاء والنفس محتاجة للكرامة وإلا فالموت أفضل .تداركوا ماتبقى من الجيل الذهبي للإبداع فاغلبهم يعيشون الضنك والهم والنكد وما (سعيد مزماز) إلا نموذج فقط كرموه في حياته بلفتة كريمة وأعطوه مثلما أعطاكم عمره وشبابه فهو من النوع الصامت القانع والذي لايعرف الطرق التي يسلكها الفهلويون ولايطرق الأبواب للشفقة والرحمة لهذا واجب علينا أن نطرق الأبواب ونعلن بصوت عال (ارحموا ترحموا )وأملي أن يجد صدى صوتي وان لم يجد (فالله سبحانه وتعالى لاينسي عباده)...[c1]همسة [/c]كم قابل الصحب طلق الوجه مبتسماً [c1] *** [/c] والنفس تدمع من ولأواءوأكرم الخلق من يطوي الفؤاد على [c1] *** [/c] آلامه خوف تكدير الأعزاء (محمد سعيد جرداة)