العريش/14 أكتوبر/وكالات/رويترز:سجلت أمس ثاني حالة وفاة ضمن الحجاج الفلسطينيين العالقين في مدينة العريش، حيث توفيت امرأة مسنة بسبب هبوط في الدورة الدموية.من جهة أخرى أفادت مصادر إعلامية في القاهرة بأن حجاجا فلسطينيين ممن نقلوا إلى مدينة العريش حاولوا الخروج من منطقة إيوائهم والتوجه إلى معبر رفح، قبل أن يقنعهم المسئولون المصريون بالعودة. وذكر الحاج عوض أبو مذكور أن الحجاج يعانون من ظروف نفسية سيئة للغاية بعد رحلة من المعاناة لسبعة أيام على التوالي، وأوضح أن بعض الحجاج يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري والضغط والقلب يحتاجون للراحة والرعاية الطبية. وكان الحجاج قد نقلوا ليلا بعدة حافلات من ميناء نويبع المصري إلى العريش، حيث أقيمت لهم مراكز إيواء في مجمع المدينة الرياضية. وجاء ذلك بينما بدأ الحجاج العالقون على متن عبارة في عرض البحر احتجاجا على عدم نقلهم إلى العريش أسوة بحجاج العبارة الأخرى، وقالوا إنهم يعانون ظروفا قاسية على متن العبارة.في غضون ذلك قال وزير الإعلام الفلسطيني رياض المالكي إنّ لدى الحكومة الفلسطينية مبادرة ستسمح -إذا وافقت إسرائيل عليها- بعودة الحجاج عبر معبر رفح.وأضاف المالكي أنه في حالة الرفض يمكن لأغلبية الحجاج الدخول عن طريق معبر العوجة.وكانت مصر سمحت لهؤلاء الحجاج بمغادرة قطاع غزة في منتصف ديسمبر عن طريق معبر رفح لأداء فريضة الحج، إلا أنها طالبتهم في رحلة العودة بكتابة إقرارات خطية يتعهدون فيها بالعودة إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم.وقال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري في مؤتمر صحفي السبت إن «الحجاج أكدوا رفضهم العودة إلا عبر معبر رفح الذي خرجوا منه، حتى لا يتعرضوا للمضايقات والتحرشات الأمنية الإسرائيلية».وقال مصدر أمني إن فلسطينيين يحتجون على رفض مصر السماح لهم بالعودة إلى قطاع غزة من معبر رفح الحدودي الذي تسيطر عليه حركة حماس حطموا أمس الاثنين أثاث ونوافذ مركز إيواء. وقال المصدر «وقعت احتجاجات ضخمة أمس من جانب مئات الحجاج الفلسطينيين الغاضبين داخل مركز الإيواء الذي أقامته السلطات المصرية.» وقالت المصادر الأمنية المصرية أمس إن إسرائيل وافقت على السماح لمائة فلسطيني بالعودة إلى قطاع غزة مرورا بأراضيها. وهؤلاء المائة من بين حوالي ألف عالق من غير الحجاج. ومن بينهم أيضا 28 فلسطينيا كانوا عالقين داخل مطار العريش وفي مركزي شرطة منذ أربعة أشهر لأنهم رفضوا دخول غزة من إسرائيل وليست لديهم تأشيرات دخول لمصر. وغادر بعض الحجاج الفلسطينيين غزة من معبر رفح الذي لا يخضع للسيطرة الإسرائيلية ويقولون إنهم لا يريدون الخضوع لتفتيش السلطات الإسرائيلية خلال عودتهم. وحاولت السلطات المصرية إقناعهم بقضاء الليل بمراكز إيواء في مجمع رياضي أو نزل شباب لحين صدور قرار في شأن عودتهم. لكن مئات منهم خاصة الرجال رفضوا الإقامة في مراكز الإيواء وقضوا الليل خارجها قبل وقوع الاحتجاجات العنيفة أمس. وقالت المصادر إن الفلسطينيين المائة سينهون إجراءات دخولهم إلى قطاع غزة في معبر رفح ثم يستقلون حافلات إلى معبر كرم أبو سالم على الحدود المصرية الإسرائيلية قبل نقلهم عبر أراضي إسرائيل إلى قطاع غزة مرورا بمعبر إيريز على الحدود بين إسرائيل والقطاع. وقال مصدر أمني إن حوالي 350 حاجا فلسطينيا وصلوا إلى المدينة الرياضية بالعريش وأغلقوا لفترة وجيزة طريقا مؤديا إليها قبل أن تقنعهم الشرطة بالتفرق أمس. وقال الرئيس حسني مبارك الأحد إنه يريد إيجاد حل لمشكلة الحجاج الفلسطينيين. على صعيد أخر استشهدت امرأة فلسطينية وأصيب ثلاثة آخرون بجروح بنيران دبابة إسرائيلية أطلقت النار عشوائيا على مئات الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون ذويهم القادمين من الحج على الجانب الفلسطيني من معبر بيت حانون شمال قطاع غزة.وأوضحت مصادر طبية فلسطينية أن خالدية التلباني -وهي في الثلاثينيات من العمر- استشهدت من جراء إصابتها بعيار ناري في رأسها، مشيرة إلى أن زوجها وفلسطينييْن آخريْن أصيبا بجروح.وقبل ذلك استشهد فلسطيني وأصيب آخر في توغل محدود للقوات الإسرائيلية جنوب قطاع غزة. وأكدت مصادر طبية في غزة استلام جثة عادل قشطة (23 عاما ) بعد ساعات من استشهاده برصاص الجيش الإسرائيلي في منطقة معبر كرم أبو سالم في رفح جنوبي القطاع مشيرة إلى إصابة فلسطيني آخر.وأوضح شهود عيان أن الشهيد قشطة ينتمي لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.من جانبه قال ناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن وحدة عسكرية إسرائيلية «رصدت رجلين مسلحين كانا يستعدان لوضع عبوة ناسفة قرب السياج الأمني في جنوب قطاع غزة»، مؤكدا أن الجنود أصابوا أحدهما لدى إطلاق النار على المسلحين. وذكر الناطق أن الجنود الإسرائيليين عثروا على بندقيتين آليتين وعبوة ناسفة في مكان الحادث.يأتي ذلك في وقت قالت فيه جماعة إسرائيلية معنية بحقوق الإنسان إن عدد قتلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تراجع بصورة حادة في عام 2007.وقالت جماعة بتسليم في تقريرها السنوي إن القوات الإسرائيلية قتلت 373 فلسطينيا في غزة والضفة الغربية حتى التاسع والعشرين من ديسمبر عام 2007 مقارنة بـ657 فلسطينيا في نفس الوقت من العام الماضي.وكان 35 % من القتلى غير ضالعين في عمليات قتالية بالمقارنة بأكثر من 50 % عام 2006.وقتل الفلسطينيون سبعة مدنيين إسرائيليين وهذا أقل عدد منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في عام 2000.، وأضافت الجماعة أن ستة جنود إسرائيليين قتلوا في الفترة نفسها وفي عام 2006 قتل الفلسطينيون 17 مدنيا إسرائيليا.ورغم تراجع عدد القتلى تقول بتسليم إن احترام حقوق الإنسان قد تراجع في المناطق الفلسطينية نتيجة للحصار الإسرائيلي على غزة وزيادة عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية وارتفاع عدد الفلسطينيين المحتجزين بدون محاكمات.