الفنان محمد سعد عبدالله
محمد نعمان الشرجبي:أحسبني على يقين، بأن الفنان المقتدر الفقيد محمد سعد عبدالله،على جانب مليح من صفاء الذهن، في اختيار الأسلوب والمحتوى بما يضمن التعبير الصادق والتأثير والتأثر،ولكأني به ممسكاً بطوق الإقناع المطلوب للوصول إلى نفوس الأعم الأغلب من المستمعين.وفي الغناء الصنعاني، هو عندي فارس من النوع الممتاز في ركوب خيولها الجموحة. يمتلك الفهم بمفردات لهجاتها، وما يتبعه العاشق والمعشوق من الكتمان خشية الوقوع في محذور الفضيحة.زد على ذلك كان بن سعد يختار الأصعب من الأغاني الصنعانيه عند التطريب، دونما التفاتة إلى المثل العربي القائل:( ودون ذلك خرط القتاد-/-).من تكلم الأغاني على سبيل المثال لا الجمع،إحدى شهيرات الشاعر(حيدر أغا)،الرومي،المولود بصنعاء،وكان عازفاً مجيداً على العود-2-).حوى الفنج والتفتير والحراحومه [c1] *** [/c] رشاء من أنشا جماله،وتممهوحاز الهوى والعشق والشوق مغرمه[c1] *** [/c] أقيه ببدر الثم والحسن نظمه القصيدة هذه،صعبة المنوال،ومن البحر(الطويل). لكن ابن سعد في هذه الصنعانية،تمكن باقتدار عجيب من العج لهاإلى مصاف الغناء الراقي،متحاشياً أذواق المستمعين،فاستوت ولا زالت في بهجة من البريق والتشويق،في جنائن التطريب،والمعنى العجيب.وفوق ذلك يشذب بالشدو(حوى الفنج)-(وكأنه كالبدر بين الكأس والمزهر).أو كالغصن إذا مال واستوى.وكأنما غناه الشاعر القاضي،محمد عبدالله شرف الدين بقوله: وأنت قالوا اليوم عليه تغزل [c1] *** [/c]غزل رقيق في كل حين يقلالصنعانيه التي يغنيها ابن سعد،وعنها قال الدكتور محمد عبده غانم في مؤلفة الشهير،(غناء الشعرالصنعاني)أنها لشاعر مجهول:غنى على نائف البواسق[c1] *** [/c]مطوق في دجى الظلاموذكر العاشق المفارق[c1] *** [/c]عن جيزة الرندوالخزاموالقصيدة من(مخلع البسيط)،مستفعلين،فاعل،فعوللهذا يلاحظ عليها ثلاثية التفاعيل.وكمادة الفنان محمد سعد عبدالله،تفنن بامتياز في انتقاء النص،بخلاف قول البردوني:لأن المغني أحب كثيراً[c1] *** [/c]كثيراً ولم يدر ما أحب!بسبب من-أن ابن سعد لديه تجارب شعرية ناضجة النجاح البديع،مكنته من الإمساك بمقود الشعر.ولهذا وجد في القصيدة أجمل تخيلات المعاني،هذا من ناحية،ومن ناحية ثانية،جاء الاختيار لأن الأغنية الصنعانيه هذه تعبر بصدق عن الحنين إلى الوطن،وبتوظيف مفردات عاطفيته،غنية الدلالة،واحسب أن ابن سعد على دراية بهذا المعنى.وكما أن الشاعر شكري في ديوانه الأول(ضوء الفجر) محق في قوله:ألا ياطائر الفردوس[c1] *** [/c]إن الشعر وجدانفان الفنان والشاعر محمد سعد عبدالله معه كل الحق في التطريب وبنجاح كبير لشعراء يمتلكون العتاد والعدة الشعرية والأدبية وحجتنا هذه القصيدة الرباعية الثنائية للشاعر ،أحمد بن حسين المفتي يقرب الله لي بالعافية والسلامة [c1] *** [/c] وصل الحبيب الأغنذاك الحبيب الذي حاز الحلا والوسامة [c1] *** [/c]وكل معنى حسن ونسأل الله تعالى عونا من تهامه [c1] *** [/c] لاسفح صنعاء اليمن وكذا الشاعر ،احمد عبدالرحمن الآنسي الابن من نفس الرباعي الثنائي .. مستفعلن ،فاعلن ،مستفعلن، فاعلاتن ـ مستفعلن فاعلن.نسيم بلّغ الى الفاني لطيف الشمائل ـ9ـعني صحيح الخبر أنا بجار العيون الساجيات القواتل وغنجها والحور جوّب عليّ مرتاع مني وخاجل وقال تم الخبر لكن على شرط في خفية وفي وقت قابل مع نسيم السحر ما سقناه أعلاه كان محط اعجاب ابن سعد ، للعقل المدبر بالتخطيط المتقن بعناية من لدن محبوبة الآنسي في التلاقي وتكلم كانت طبيعة بن سعد في التعامل مع الغنائيات الحمينية غير أن مجال تفنيدها ،وتحليلها ،في فعالية لاحقه ،لحاجتها الى كفاية من الوقت (وغيض من فيض)الافضل الى حينالهوامش: 1ـ مثل يقال في شدة الصعوبة للوصول الى المطلوب ومن لفظة (القتاد)نستبين المعنى لأن القتاد ورد مل~ بالاشواك2ـ(غناء الشعر الصنعاني للدكتور محمد عبده غانم ،ص 371، الطبعة الرابعة ،التنفيذ الفني والطباعي ،شركة دار التنوير ،للطباعة والنشر ش.م.م.بيروت ،وزعته المكتبة اليمنية ،للنشر والتوزيع بصنعاء 3ـ الفعل الرباعي (أحوى) في لغة اليومي المألوف ،تعني الأخضر أو الأحمر داكن اللون ويعني بها جسم حبيبته الداكن .4ـ ابن سعد يغير عند الطرب (ببد التم) الى (ببدرتم) ،وفي (والورد نظمة ) يستحسن استبدال الورد بلفظة (والحسن) وما ذالك الادليل ذوقة الشعري الرفيع في الاستبدال لتجميل المعنى .5ـ (ديوان مبيتات وموشحات ) للشاعر القاضي محمد عبدالله شرف الدين المعروف بالحميني ،دار العودة ببيروت ،الكلمة صنعاء الطبعة الثانية ص 556ـ الرند شجر العود ،طيب الرائحة 7ـ الخزام ـالطير ولها وترات انوف مثقوبة 8ـ القصيدة (الرابعة) من (ديوان صنعاد حوت كل فن) للشاعر احمد بن حسن المغني ،تحقق د/ محمد عبده غانم ،مركز الدراسات والبحوث ،صنعاء ص21،20،19 9ـ(وشعر الغناء الصنعاني) د.محمد عبده غانم ـ