دبي / متابعات:تلح الممثلة السورية على حصر عملها الدرامي في إطار أدوار غير شريرة، مبررة ذلك بأن المرأة ضعيفة وبسيطة وشفافة في كل مراحل حياتها، وفي كل حقب التاريخ أيضاً، وعند ظهور حالات خاصة لا يعني أن المرأة تحمل هذه الصفات بحسبها، لكن الدراما المعاصرة تصر على إدانة نماذج ن+سائية كثيرة حيث تتهمها بارتكاب الأخطاء.وتعتبر الجندي في حديثها لصحيفة “الخليج” الإماراتية الاثنين 2005-12-19 إنها لم تتجاوز حتى الآن مستوى دورها الأول في مسلسل “الخيزران” الذي قدّمها في إطار البطولة المطلقة لأن الدراما اعتمدت في الفترة الأخيرة على تعدد الخطوط مما جعل النجوم يتراجعون، وجعل المخرجين لا ينتظرون تفرّغ العناصر المشهورة ويستبدلونهم فوراً مما أثّر في الأجور المادية بشكل عام. وتؤكد أن زواجها لم يؤثر في ارتفاع نسبة أدوارها أو انخفاضها، ولكنها حددت نوعية ظهورها في المسلسلات، وبدأت تبتعد عن الأدوار التي لا تناسبها، أو لا تضيف لمكانتها الفنية. وتشير إلى أنها اعتذرت عن قبول بعض الأدوار بسبب ذلك، “وصلت إلى هذه المرحلة منذ بداياتي وبعد دوري في مسلسل الخيزران حيث أتيحت لي عدة فرص للاختيار، وبدأت أختار ما يناسبني وأعتذر عن أدوار كثيرة، ومازلت مستمرة ضمن هذا التوجه مما قلل أدواري مؤخرا”. ولا تخشى ديمة الجندي من تراجع اسمها، فالتراجع طبقا لحديثها يحدث عند تقديم دور ضعيف أو العمل مع مخرج منحاز لإحدى الممثلات، مما يجعله “يقلل من مشاهدي المصورة خلال المونتاج، أو مشاهد عدة ممثلات ليبرز دور هذه الممثلة، وأحياناً تحدث هذه العملية بعد توزيع النصوص لنكتشف أن عدة مشاهد تم تحويلها من ممثلة إلى أخرى”. وتقول الجندي إنها تعرضت لمثل هذه المواقف، لكنها لم تحاول أثارة مشكلات، إنما اشترطت أن تدرج كل المشاهد التي تمثلها ضمن المسلسل باستثناء المشاهد الضعيفة من الناحية التقنية وهي “قليلة جدا بالطبع مما يضعف حجة المخرج عند حذفه لمشاهد كثيرة أثناء عملية المونتاج”. وحول ردة فعلها على حذف مشاهد من دورها أثناء التصوير، توضح “أصمم على تمثيل كل دوري وأدخل في مواجهة حاسمة طالما أني حفظته مسبقاً، وهذا الموقف حدث معي في أحد المسلسلات ولم أهادن على الإطلاق”. وتقول إنها حققت الظهور في أدوار تنال محبتها واقتناعها، ولكنها لم تتجاوز مستوى دورها الأول في مسلسل الخيزران والسبب أن أكثر المسلسلات لا تعتمد على محور واحد وشخصية أساسية كما هو حال مسلسل “الخيزران”. وتنفي الجندي خفضها أجرها بسبب كثرة الممثلات في هذه المرحلة “علمت أن بعض الزميلات خفّضن الأجور، ولكني لم أضطر لهذه التنازلات لأن أكثر أدواري مع القطاع التلفزيوني العام حيث ميزانية كل دور محددة ولا مجال للمساومة على الأجر”. وحول إصرارها على أداء أدوار شخصيات طيبة، تؤكد أنها تكره تمثيل أدوار المرأة الشريرة لأنها بعيدة من الأساس عن الجريمة وعمليات السرقة باستثناء حالات قليلة بالطبع. وتقول “أعتبر أن اندفاع المرأة الى الجنوح والخطيئة يحدث بسبب استهتار الرجل وإلغاء مسؤوليته عن المرأة وزجها وحيدة في الحياة الصعبة بعد ارتباط زوجي أو وعود عاطفية مما يورطها في أخطاء عديدة”. وردا على سؤال حول وضع المجتمع المعاصر المرأة بمستوى الرجل وتحميلها جزء من أخطائه، ترد: أنا أرى أن المرأة ضعيفة وبسيطة وشفافة في كل مراحل حياتها، وفي كل حقب التاريخ أيضاً، وعند ظهور حالات خاصة لا يعني أن المرأة تحمل هذه الصفات، لكن الدراما المعاصرة تصر على إدانة نماذج نسائية كثيرة حيث تتهمها بارتكاب الأخطاء، وأنا أسأل الآن : كيف تتحول امرأة الى جانحة بغياب الرجل المشجع على سقوطها في الخطيئة؟ أسئلة كثيرة نطرحها لتظهر أجوبتها أن طريقة معالجة شؤون المرأة مبنية على أسلوب خاطئ غالبا. وتضيف أنه بإمكان المسلسلات أن تطرح عدة قضايا تهم المرأة، أو تدينها من خلال تصرفاتها مع الرجل حسب تغيرات أهوائها وهواجسها، أو بإظهار رغبتها في الثراء والرفاهية مثلا، ولكن معالجة هذه الجوانب المهمة لا تجعل المرأة شريرة، ولأني مقتنعة بما أقول لا أمثّل دور امرأة تدخل السجن أو تقتل زوجها رغم وقوع هذه الحوادث، ولكن ضمن نطاق ضيق، بينما مهمة الدراما رصد الحياة من زاوية واسعة وليس تقديم شخصيات استثنائية.