علاج مؤقت للمرض
عندما يشتد الألم الحاد على أي شخص يسارع إلى تعاطي مسكنات الألم والتي يباع أكثرها في الصيدليات بدون وصفة طبية وعلى الرغم من لجوء غالبية المرضى إلى المسكنات، يؤكد الاخصائيون أن هذا التصرف يضر بهم كثيراً على المدى البعيد، ويؤثِّر على صحتهم سلبياً. وحذر الدكتور عمر توفيق رئيس وحدة الألم بمعهد الأورام ورئيس الجمعية المصرية للألم, من أن التناول العشوائي للمسكنات يزيد الألم بدلاً من أن يزيله ويسبب أمراضاً خطيرة أهمها الفشل الكبدي والكلوي.وأشار الأطباء إلى أن المريض يتصور أن الأقراص المسكنة تقضي علي كل الآلام تاركاً خلفه شبح الفشل الكبدي والكلوي يهدده, كما أن الاعتماد علي الصيدلي في وصف الأدوية سلوك خاطئ وعواقبه وخيمة.ومن جانبه، أوضح الدكتور أنور زيدان الأستاذ بطب الاسكندرية أن المسكنات ومضادات الالتهاب تؤثر تأثيراً كبيراً في إصابات العضلات والعظام مثلاً, ولكن يكون تأثيرها دون المستوي المطلوب في حالات آلام الأعصاب. وقد أوضحت دراسة أخرى أن العقاقير المسكّنة للألم والشائعة الاستعمال مثل “الأسبرين” و”إيبوبروفين” و”أسيتامينوفين” قد ترفع ضغط الدم؛ ومن ثم تؤدى لزيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب بين الرجال.وأشارت الدراسة إلى أن تناول المسكنات بشكل يومى يؤدى لرفع ضغط الدم، وفق ما جاءت به نتائج الدراسة التي تناولت فحص 235 شخص من الرجال يتناولون تلك العقاقير خلال معظم أيام الأسبوع مقارنة بغيرهم ممن لا يتعاطونها، وقد زادت احتمالات إصابة المتعاطين بارتفاع في ضغط الدم بمقدار الثلث عن الرجال الذين لم يتناولوها.ومن جانبه، أوضح الدكتور جون فورمان من بريجام ومستشفى أمراض النساء فى بوسطن، أن الملايين من الناس يتناولون العقاقير المسكّنة للألم كأقراص يومية لعلاج الصداع والتهاب المفاصل وتشنّج العضلات وأنواع أخرى من الأوجاع والآلام، مؤكداً أن تناول تلك العقاقير شائعة الاستخدام يرفع من ضغط الدم لدى النساء.[c1]المسكنات تسبب الصداع المزمن[/c]وفي نفس الصدد، أكدت دراسة حديثة أن المسكنات هي السبب الرئيسي لحالات الصداع المزمن. وأشارت ناتالي فيندلز طبيبة الأعصاب الهولندية، إلى أن الأغلبية العظمى من الناس الذين يعانون من حالات الصداع المزمن يتناولون الكثير من المسكنات. وتعرف فيندلز حالات الصداع المزمن بأنها آلام تحدث أكثر من 14مرة كل شهر لفترة ما لا يقل عن ثلاثة شهور متتالية، ويعاني نحو 4 في المئة من المواطنين الهولنديين من الصداع المزمن، مؤكدة أن معظم الناس يأخذون مسكنات وفي النهاية يصبحون مدمنين لها.[c1]وتؤذي الكلى والكبد[/c]أثبتت دراسة حديثة نشرت نتائجها في دورية جراحة الأعصاب وعلم النفس بلندن، أن النساء يتناولن المسكنات بصورة مبالغ فيها علي عكس الرجال وأن السيدات في أواسط عمرهن الأكثر استخداماً لمضادات الآلام.وأشار الدكتور محمد عبد الرحمن أحمد أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، إلى أن تناولها بشكل عشوائي يؤدي إلي الإصابة بالتهاب أسفل المريء وجدار المعدة وقد يتطور الأمر إلي الإصابة بقرحة المعدة والأثنا عشر، وكذلك التهابات الكلي والكبد.وأوضح أحمد أن هناك بعض المسكنات تسبب الإصابة بسيولة في الدم, لذا فإن تناولها بدون استشارة الطبيب يشكل خطراً بالغاً خاصةً للاتي يعانين من ضغط الدم المرتفع، مؤكداً أنه ينبغي تناول المسكنات الخفيفة التي تتميز بقلة مضاعفاتها وتأثيرها علي المعدة والكبد الكلي والأثنا عشر، ويحذر السيدات اللاتي يعانين مشاكل في الكلي أو الكبد من تناول المسكنات لأنها تؤدي إلي الإصابة بالفشل الكبدي أو الكلوي، كما تسبب الإصابة بالحساسية الجلدية والتي تتطور لدي من يعانين من الحساسية الصدرية إلي الربو الشعبي وقد تؤدي كثرة تناولها إلي انقباض الشعب الهوائية.