نافذة
اعتذر عن توقف نافذة البيئة في فترة الأسبوعين الماضين فلقد عجز القلم عن التعبير في ظل الأوضاع الحربية والتي أوقفت العالم بأكمله أمام حرب الإبادة والتي شنت ضد غزة ومخالفة القوانين الدولية في حق الإنسان والبيئة المحيطة تاركة خلفها دماراً بيئياً راح معها عدد كبير من الضحايا البشرية منها الأطفال والنساء والشيوخ في كارثة ربما قد يكون عرفها الإنسان في عصور العبودية والظلام حيث كان الإنسان مجرد سلعة تجارية تباع لمن يملك المال والجاه والسلطة. وقد هدرت العديد من دماء المناضلين والشهداء من اجل حرية الإنسان والدفاع عن حقوقه الشرعية في البقاء واحترام الذات بعيداً عن العنصرية القبلية والديانة في العيش بسلام.ومن هذا المنطلق كانت القضايا البيئية تهم الإنسان في كل الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية و لأسباب عديدة منها التأقلم البيئي للإنسان في مرحلة انتقاله من عصر إلى عصر وغيره من الأسباب الأخرى المتعددة الجوانب والتي تأتي نتيجة لظروف الإنسان الاجتماعية وطريقة معيشته وفكره الثقافي وأهميته في الارتقاء بالمستوى اللمعيشي لدى الفرد والذي يحدد القيمة الحقيقية للبيئة وضرورة الاهتمام بها وسعي الإنسان الدائم نحو الأفضل في توفير المسكن والملبس والمأكل والسلام الصحي والتعليم وغير ذلك من الاحتياجات الضرورية والتي تحتاج لها الأسرة في أي مجتمع. إلى جانب ذلك لابد من السياسة الخارجية التي تلعب دورها الفعال في نشر عملية التوعوية بين أوساط المجتمع السياسي والدبلوماسي في كيفية إيجاد الحلول للمشاكل والقضايا والتي تهم العالم كله من حيث الأمان والسلام وحماية البيئة من التلوث من اجل الإنسان فالبيئة لا تحتاج للحماية إذا لم تكن من اجل الإنسان فيجب على العالم بأكمله أن يتعلم مادة جديدة اسمها الإنسان للارتقاء بمستوى أفضل في معرفة معنى العدالة وتحقيقها فالقضايا البيئية ما زالت في حالة يرثى لها وتزيد الحرب تأزم الأوضاع حيث أصبح الإنسان قشة مرمية في مهب الريح لا حول ولا قوة له.ولذا عجزت في هذه الفترة عن نشرعملية التوعية بين أوساط الشباب والمواطنين عامة وأنا أرى الحزن قد عم العالم واجتاح الظلام ارض القدس وهربت الرحمة من أعين البشرية وتجمدت القلوب وتناثرت أشلاء الضحايا بلا حدود وأصبح العالم مجرد متفرج يصرخ بلا منفعة يحاول الهجوم دون سلاح والمؤامرة مستمرة والأرواح البشرية بلا قيمة.