بلير يجتمع مع الرئيس الفلسطيني
الأراضي المحتلة / 14 أكتوبر / رويترز :التقى توني بلير مبعوث لجنة الوساطة الرباعية الخاصة بالشرق الأوسط مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله أمس الخميس. ويقوم بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق بزيارة للمنطقة تستغرق عشرة أيام يلتقي خلالها مع القادة الفلسطينيين والإسرائيليين.وتستهدف خطة بلير تمهيد الطريق أمام عقد مؤتمر للسلام ترعاه الولايات المتحدة من المقرر عقده في نوفمبر القادم في واشنطن.وبعد لقائه بعباس زار بلير كنيسة المهد في بيت لحم.وقال مسؤولون أول من أمس الأربعاء أن بلير يعد خطة توضح خطوات عملية يتخذها الزعماء الإسرائيليون والفلسطينيون وكبار مسؤولي قطاع الأعمال تدريجيا لمحاولة تعزيز احتمالات السلام.وقال مسؤولون مشاركون في المحادثات إن من المتوقع أن تطالب الخطة إسرائيل باتخاذ سلسلة من الخطوات بما فيها تخفيف قيود التنقل في الضفة الغربية المحتلة.وأضافوا أن الخطوات بالنسبة للجانب الفلسطيني ستركز في البداية على دعم سيطرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأمنية على الضفة وهو شرط إسرائيلي رئيسي مسبق لإزالة حواجز الطرق ونقاط التفتيش التي تقيد الحركة هناك.ومنح رباعي الوساطة الدولية للسلام بالشرق الأوسط الذي يضم الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بلير تفويضا محدودا يركز بشكل رئيسي على التنمية الاقتصادية وبناء مؤسسات الحكم في الضفة الغربية المحتلة.لكن مساعدين لعباس يأملون أن يذهب رئيس الوزراء البريطاني السابق إلى أبعد من ذلك ويستخدم نفوذه لدفع أولمرت إلى الدخول في مفاوضات جادة بشأن إقامة دولة فلسطينية قبل مؤتمر نوفمبر القادم.وإلى جانب دعم قوات الأمن التابعة لعباس قالت مصادر إسرائيلية إن الخطة ستسعى لتوسيع برنامج للعفو عن نشطاء فلسطينيين.وقال مسؤولون إن بلير سيساعد في حشد التأييد لتنفيذ برنامج ضمان اجتماعي فلسطيني تديره الحكومة لإبعاد الفلسطينيين عن المنظمات الخيرية التي تديرها حركة حماس.ولم يؤكد متحدث باسم بلير أو ينفي إعداد أي خطة عمل بهذا الشأن.ميدانياً استشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب اثنا عشر آخرون بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلية، التي توغلت صباح أمس في بلدة القرارة في خان يونس بجنوب قطاع غزة.ونقلت وكالة الأسوشيتد برس عن مسؤولين في حركة (حماس) قولهم إن الشهداء الثلاثة قضوا بسبب قذيفة أطلقتها دبابة أو صاروخ جوي، وأن عشرة من الجرحى هم من نشطاء الحركة.وحسب شهود عيان فإن مروحية إسرائيلية أطلقت صاروخا على مجموعة من المقاومين في بلدة القرارة.أما جيش الاحتلال فقال إن قواته اضطرت لقتل الثلاثة، بعد أن اقتربوا من جنوده وبدؤوا إطلاق النار.ووصف مصدر طبي حالة اثنين من الجرحى بأنها خطرة. وقال شهود عيان إن اثنين من المصابين ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي.وكانت قوة من الجيش الإسرائيلي قد توغلت صباح أمس في البلدة مدعومة بأربعة عشر دبابة وآلية عسكرية، وسط إطلاق النار وبمساندة من مروحيات هجومية.ونقلت الأنباء من قطاع غزة عن شهود عيان قولهم إن قوات الاحتلال استولت على منزلين بالبلدة وحولتهما إلى ثكنة عسكرية بعد أن احتجزت سكانهما، ثم قامت بأعمال دهم وتفتيش واسعة بالمنازل هناك، بينما واصلت الآليات الإسرائيلية تجريف الأراضي الزراعية بالبلدة.ويأتي التصعيد الإسرائيلي هذا رغم أن الحكومة الإسرائيلية الأمنية قد أعلنت أول من أمس أنها قررت استبعاد القيام بعملية عسكرية كبرى في القطاع، مؤكدة أنها ستنظر في وقف تزويد القطاع بالكهرباء والماء والوقود إذا استمرت هذه الهجمات.وقالت رئاسة الحكومة في بيان لها إن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت طلب من الجيش إعداد خطط ستشمل على الأرجح إجراءات قد تؤثر على السكان المدنيين في قطاع غزة.وبالتزامن مع أحداث غزة اقتحمت نحو 30 آلية عسكرية إسرائيلية الحارة الشرقية بمدينة جنين شمالي الضفة، وحاصرت منزلا فيها.في شأن آخر لم يستبعد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر آنجيلو نايدينغير أن تتمكن اللجنة من لقاء الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أُسر في غزة الصيف الماضي، مؤكدا أنه تلقى وعودا من رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنيّة بأن طلبه لقاء الجندي سيؤخذ بعين الاعتبار.