باريس / متابعات : وعدت سيغولين روايال المرشحة الاشتراكية لانتخابات الرئاسة الفرنسية، بسلسلة من الإجراءات الاجتماعية، أبرزها رفع الحد الأدنى للأجور ومعاشات التقاعد المتدنية، بحسب برنامجها الذي كشفته أمس الأحد خلال تجمع كبير لحزبها. وجاء في البرنامج أيضا إن سيغولين ترغب في حال انتخابها في إقامة "مراكز تربوية يمكن تعزيزها إذا دعت الحاجة بعناصر عسكرية" بهدف "إبعاد القاصرين عن الانحراف".ومن مشاريعها الأخرى تشكيل "لجان مواطنين" بهدف "إدخال مفهوم ديموقراطية المشاركة في جميع الهيئات العامة". وكان هذان الاقتراحات اللذان تقدمت بهما منذ بضعة أشهر اثارا انتقادات لا سيما في حزبها. وتقترح روايال رفع الحد الأدنى للأجور إلى 1500 يورو "في اقرب وقت ممكن" في حال فوزها في الانتخابات التي ستجرى في ابريل /مايو.والحد الأدنى للأجور هو حاليا نحو 1254 يورو. كما سيتم "زيادة معاشات التقاعد الضئيلة بنسبة 5%"، بحسب البرنامج. من ناحية ثانية، "وبهدف زيادة مجمل الأجور"، سيتم تنظيم "مؤتمر وطني حول الرواتب والأجور والنمو يضم الشركاء الاجتماعيين خلال 2007"، بحسب هذا البرنامج الذي استوحى مجمل أفكاره من برنامج الحزب الاشتراكي.وينص البرنامج أيضا "ضمان المسكن مدى الحياة"، على أن يقتصر إيجار السكن بالنسبة للأسر غير الميسورة على 25% من دخلها. ويشعر أنصار روايال بالقلق حيال تقدم منافسها اليميني وزير الداخلية نيكولا ساركوزي في استطلاعات الرأي. وقال فرانسوا هولاند السكرتير الأول للحزب الاشتراكي وصديق روايال، أمس الأول الأحد إن الحملة الرئاسية "بدأت فعليا "، مشيرا إلى أن البلاد "تتوقع "مواجهة واضحة بين اليسار واليمين". وقال هولاند في خطاب أمام التجمع إن "نيكولا ساركوزي يمثل الاستمرارية مع الأسوأ".وتعيش النائبة في البرلمان الفرنسي، سيغولين روايال، تحولا واضحا على مستوى المظهر الخارجي في إطار حملة إعلامية نشطة لتسويقها للناخبين كمرشحة للانتخابات الرئاسية المقبلة.وتركت سيغولين عهد الثياب «النضالية» والوجه الخالي من المساحيق، وبدأت تظهر ببدلات من وحي «شانيل» وتتزين بأقراط براقة وتنتعل أحذية ذات كعب عال. واحتلت روايال أغلفة أربع من كبريات المجلات الفرنسية أخيرا وخصصت لها مجلة «باري ماتش» الواسعة الانتشار ثماني صفحات في احد أعدادها ، باعتبارها الفرس التي تجري حثيثا نحو «الاليزيه».وصعدت شعبية سيغولين روايال بين الفرنسيين بشكل لافت خلال الأشهر الستة الأخيرة، بحيث انها فاقت شعبية وزير الداخلية نيكولا ساركوزي. وفي استطلاع للرأي نشرت نتائجه حصلت روايال على تأييد 52 في المائة من الذين شملهم البحث، مقابل 48 في المائة لساركوزي.ويتوقف المعلقون عند لقب روايال الذي يعني، بالعربية، ملكية، وبين انتمائها إلى اليسار الاشتراكي. لكن هذا التناقض ليس المفارقة الوحيدة في حياتها، ذلك أن سيغولين ما عادت تخفي رغبتها في أن تكون بين المرشحين الأقوياء للفوز برئاسة الجمهورية، في حين أنها شريكة حياة القطب الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي يمكن أن يكون مرشحا للمنصب ذاته.والمفارقة الأخرى في حياة روايال إن مظهرها الكلاسيكي وأمومتها لأربعة أبناء ودفاعها عن القيم العائلية تجعل منها شخصية ذات طابع محافظ، بينما تحاول هي أن تقدم مشروعا تقدميا ونظرة ثورية لما يجب أن تكون عليه فرنسا.في حديثها لمجلة «باري ماتش» قالت سيغولين روايال إن تنافسها السياسي مع زوجها يأتي في الدرجة الثانية بعد مصلحة البلاد. وأضافت إن زوجها يؤمن بدور المرأة ولا يتضايق من طموحها السياسي ولم يقل لها إن ذلك يحرجه، رغم الضغوط الكثيرة والتعليقات الرجالية التي تحاصره.وقالت سيغولين في إحدى نشرات الأخبار في القناة الفرنسية الأولى، إنها مستعدة للدور الذي ينتظرها لكن كل شيء في أوانه، وإذا كانت استطلاعات الرأي تضعها في المقدمة فإن تلك مسؤولية، وليست حقا.
(روايال) الفرس التي تجري حثيثا نحو «الإليزيه»
أخبار متعلقة