[c1]* [/c]المناطق المعزولة والنائية والشديدة التخلف عن الركب الحضاري للوطن باتت تمثل ملاذاً أمناً لعناصر الإرهاب والتطرف حيث وجدت هذه العناصر كافة العوامل التي تساعدها على نشر ثقافتها التدميرية للسياج الاجتماعي من خلال استغلالها البشع لواقع هذه المناطق وإقحام سكانها في أتون صراعاتها وبصورة مخيفه لاتؤتمن في قادم الأيام أن تتحول هذه المناطق إلى بؤر تهدد الأمن والاستقرار وكل إنجازات شعبنا في التنمية والديمقراطية والوحدة الوطنية.[c1]* [/c] وبما أن المسؤولية أمام الحكومة إزاء هذه المناطق باتت هي الأخرى ملحة وغير قابلة للإرجاء فأن الحكومة مطالبة اليوم ببلورة ما سبق وأن أعدت له من رؤية هدفت إلى تطوير هذه المناطق من خلال لجنة كان لها أن شكلتها عقب إخماد الفتنة الأولى التي قادها الصريع حسين الحوثي في منطقة مران في محافظة صعدة ، وهي خطوة مثلت يومها بالخطوة المسؤولة المستوعبة تماماً لخطورة استمرار المناطق المعزولة والبعيدة على حالها المؤسف فهو حال لايؤتمن من خلاله أن تبرز في قادم الايام ، بؤر إرهابية جديدة تشغل وطننا عن توجهاته بأتجاه التنمية الاقتصادية الاجتماعية.[c1]* [/c]وانطلاقاً من هذا التوجه الحكومي الذي نتطلع إلى بلورته إلى الواقع في إطار الخطط الآنية والمستقبلية فأننا وفي غمرة تفاعلنا مع توجه كهذا نأمل ان يتم اولاً اجراء تشخيص دقيق وشامل لاحتياجات هذه المناطق وأن تحظى بدرجة عالية من الاهتمام وأن تكون بالفعل في اجندة الحكومة بالمناطق الأولى بالرعاية والاهتمام حتى يتم ربط هذه المناطق مباشرة بالحراك الحضاري الذي يشهده الوطن . [c1]* [/c] من ذلك لاشك إذا ما تم في القريب ستكون الحكومة قد فوتت الفرصة على العناصر الإرهابية ومنعتها من التشكل وبذلك نجنب وطننا ممارسات هذه العناصر وأهدافها الشريرة التي تستهدف السياج الاجتماعي والوحدة الوطنية ونشر الفوضى والخراب والتدمير لخدمة أهدافها الشيطانية .[c1]* [/c] هذا بالنسبة للحكومة أما بالنسبة للسلطات المحلية بالمحافظات وبالذات في المحافظات التي تتواجد في إطارها الجغرافي المناطق المعزولة ، فأن المسؤولية هنا أكبر حيث يتطلب من السلطات المحلية أن تضع هذه المناطق في صدارة اهتمامها وأن تندمج في برامجها وأنشطتها وفعالياتها مع سكان هذه المناطق والعمل المتواصل على رصد وتحليل مشكلاتهم وبلورتها من خلال العديد من المشروعات الانمائية والخدمية وتعزيز وجود الدولة وتنمية روح التعاون والمشاركة بين المواطنين ومختلف مؤسسات الدولة المعنية بالعملية الاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى تهيئة مناخات أكثر مواءمة لمشاركة فاعلة للمجتمع المدني . الملبية في أنشطتها لحاجيات سكان هذه المناطق .[c1]* [/c] وعلاوة على كل ذلك فلابد للحكومة ومن خلال وزاراتها المعنية مثل الأوقاف والإرشاد والإعلام والتربية والتعليم والثقافة من لعب دور موازي للجهد التنموي من خلال تفعيل الجانب التوعوي والإرشادي في أوساط المواطنين بهذه المناطق وبالصورة التي تخلق لديهم الوعي الكامل بمخاطر وتداعيات العناصر الإرهابية ورفع مستوي استعدادهم لنبذ هذه العناصر باعتبار ذلك إحدى الضمانات الحقيقة التي من شأنها أن تضع حداً لتصرفات وممارسات العناصر الإرهابية وسد الباب أمام كافة محاولاتها التدميرية ، ونأمل بثقة عالية أن يكون الدور الإرشادي والتوعوي مستنداً لخطط فاعلة ومدروسة بعناية ومتمتعة بكل عوامل النجاح له. [c1]* [/c] وإضافة إلى كل ذلك فأن دور الأحزاب التنظيمات السياسية لايزال هو الأخر مفتقداً في المناطق المعزولة وخاصة على صعيد الدور الإرشادي والتوعوي وتنمية الثقافة الوطنية تجسيداً لبرامجها التي تعهدت بتنفيذها وتؤكد من وقت لأخر نضالها المستمر من أجل وطن خالٍ من الإرهاب والتطرف .[c1]* [/c] وعلى الأحزاب والتنظيمات السياسية أن تدرك أن اقتصار اهتمامها على هذه المناطق لأغراض انتخابيته لا يعكس من قريب او بعيد إيمانها بدورها الوطني التوعوي والإرشادي وبأن استمرار اهتمامها مقتصراً على الأهداف ألانتخابية من شأنه أن لا يساعدها في المستوى القريب من لعب دور فاعل في الحياة اليمنية ، باعتبار أن غياب دورها هذا قد حل محله دور العناصر الإرهابية وهي العناصر التي من ابرز أهدافها وأجندتها السياسية القضاء على الانجاز الديمقراطي الذي يعيشه الوطن وهو مايعنى انها أول المستهدفين . والخلاصة أن المستقبل القريب لابد أن يكون حافلاً بالتوجهات الجادة نحو المناطق المعزولة وبصورة تستفيد كثيراً من درس الفتنة في بعض مناطق صعدة والتي مثلت نتاجاً طبيعاً للاستغلال الرخيص من قبل العناصر الإرهابية لواقع هذه المناطق وعلى ذلك نتطلع إلى أن يكون العيد الوطني في العام 2008م في محافظة صعدة كخطوة اساسية باتجاه تحقيق وبلورة الاهتمام بالمناطق النائية .
أخبار متعلقة