رسالة عبر الهواتف المحمولة « أفزعت المواطنين» وسببت ذعراً في المدينة
جنود صينيون في التبت
بكين/14 أكتوبر/ لينزي بيك: شهدت عاصمة التبت مزيدا من الاضطراب الذي أطلقت شرارته فيما يبدو إجراءات أمنية حاولت الشرطة تنفيذها مما كشف عن استمرار التوتر في لاسا بعد أسابيع من أعمال عنف دامية مناهضة للحكومة. ولم يتضح بالضبط ما حدث في لاسا السبت لكن رسالة نصية عبر الهواتف المحمولة من الشرطة إلى السكان قالت ان عمليات فحص امني أجريت في وقت سابق من اليوم « أفزعت المواطنين» وتسببت في ذعر في وسط المدينة. ونقلت الحملة الدولية من اجل التبت ومقرها واشنطن وراديو اسيا الحرة عن شهود قولهم ان الناس كانوا «يهرولون في كل اتجاه ويصيحون.»، ولم يتضح ما إذا كانت الإجراءات الأمنية جاءت ردا على احتجاج أم ان الإجراءات نفسها أثارت الذعر. وقالت الرسالة النصية التي أعاد راديو أسيا الحرة والحملة الدولية من اجل التبت طباعتها «من فضلكم أطيعوا القانون ومن فضلكم اتبعوا اللوائح.. لا تطلقوا الإشاعات ولا تصدقوا الإشاعات ولا تبثوا الإشاعات.»، وأضافت الرسالة «قاتلوا بقوة أي إطلاق أو أي نشر للشائعات التي تزعج الناس أو تخيفهم أو تسبب اضطرابا اجتماعيا أو سلوكا إجراميا غير قانوني يمكن ان يضر بالاستقرار الاجتماعي.» وجاءت التوترات الجديدة في حين تستعد الصين لاستقبال الشعلة الاولمبية في العاصمة بكين غدا الاثنين حيث ستبدأ رحلة تتابع داخلية وخارجية تأمل الحكومة ان تجسد الوحدة الوطنية قبل الدورة الاولمبية في أغسطس. وبدلا من ذلك تجد الصين نفسها في مواجهة انتقادات لسياستها في التبت ورد فعلها إزاء الاضطرابات هناك وقد تواجه أسابيع من الاحتجاجات مع طواف الشعلة الاولمبية بمدن العالم. وبدأ الاضطراب بأيام من الاحتجاجات السلمية بقيادة الرهبان في لاسا لكنها تطورت إلى أعمال شغب في أنحاء المدينة يوم 14 مارس تقول الحكومة أنها أسفرت عن مقتل 18 مدنيا وتتهم الزعيم الروحي للتبت الدالاي لاما بتدبيرها. وينفي الدالاي لاما الذي فر من الصين عام 1959 بعد انتفاضة فاشلة ضد الحكم الشيوعي الصيني مسؤوليته عن الاضطرابات التي يقول ممثلوه أنها أودت بحياة 140 شخصا. وكرر رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو متحدثا في لاوس أمس الأحد تأكيدات الحكومة ان أعمال العنف في لاسا كانت «إجرامية». وقال لمراسلي تلفزيون من هونج كونج «لقد اضروا بمصالح شعب التبت نفسه.» وأضاف «نأمل أن يمكن للحكومات في كل مكان ولوسائل الإعلام تناول تلك المسألة وتقييمها بموضوعية وعدالة. الحكومة الصينية لديها القدرة على حل تلك المسألة.» وانتشر الاحتجاج إلى مناطق أخرى من الصين يسكنها مواطنون ترجع أصولهم إلى التبت. ودعا الرئيس الأمريكي جورج بوش الصين إلى التحلي بضبط النفس في رد فعلها على الاضطراب ومن المقرر ان يلتقي مع ممثلين للدالاي لاما الذي تشن وسائل الإعلام الحكومية الصينية حملة دعاية مكثفة ضده. ودعا اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس الأول إلى إنهاء العنف في التبت وحث على الحوار بشأن الحقوق الدينية والثقافية في المنطقة.