شخصيات خالدة
هو أحد العلماء البارزين في القرن الثامن عشر لمساهماته الهامة في علمي الفيزياء والكيمياء، فقد قام باكتشاف العديد من المكونات الأولية، وهو أول من قام بتحويل الغاز الثابت إلى سائل، أما مساهماته الكبيرة فكانت في الكهرباء والمغنطيسية. ولد «فراداي» في عام 1791م في أسرة فقيرة، حيث كان يعمل والده في الحدادة ، حصل على التعليم المدرسي حتى سن الثالثة عشرة ثم التحق للعمل لدى مجلد كتب في لندن، وهناك اتيحت له فرصة الاطلاع على العديد من الكتب العلمية والتجارب العملية في الكهرباء. حضر «فراداي» خلال العام 1812م العديد من محاضرات الكيميائي الانجليزي الشهير السير «همفري ديفي»، وكوّن من هذه المحاضرات استنتاجات جمعها في كتيِّب وقدمها لديفي مع طلب للحصول على وظيفة، تلك الاستنتاجات اذهلت ديفي كثيرا فطلب منه أن يعمل معه كمساعد له. وفي عام 1824م تم ترشيح «فراداي» للجمعية الملكية، وبعد مرور عام اصبح مديرا للمؤسسة الملكية، ثم خلف «ديفي» عام 1833م كبروفيسور كيمياء وصار من أشهر محللي التجارب إلى أن توفي في انجلترا بمدينة هامبتون كورت في 25 اغسطس من عام 1867م. اكتسب «فراداي» شهرته في قيادة العمل الكيميائي مبكرا خلفا ل «ديفي»، فعمل على معمل لصناعة الزجاج بالمؤسسة الملكية في لندن، وعمل جل وقته في الفترة ما بين 1821 1831م في الكيمياء، وفي عام 1820م اكتشف أول ما يُعرف بالمركّبات الأولية لكلوريد الكربون وذلك باستبدال الكلور بالهيدروجين في غاز الايثلين، وكانت أول ردة فعل لعملية استبدال كيميائي يتم رصدها على الاطلاق . وفي عام 1825م استطاع «فراداي» خلال ابحاثه في الغازات المضيئة أن يتعرّف ويفصل البنزين من المركبات الأخرى. وبعد سلسلة من الابحاث تمكن من تحويل العديد من الغازات إلى سوائل غازية، كما قام بخلط المعادن وتكوين السبائك الأمر الذي ساعد كثيرا في علم المعادن، وبينما كان يجري محاولاته لتحسين أداء عدسات المجهر استطاع أن ينتج زجاجا بمعدل انكسار عالٍ الأمر الذي قاد في العام 1845م إلى اكتشاف الدايامغنطيسية (ضعف الانفاذ المغنطيسي). يظل التحليل الكهربي هو أهم اكتشافات «فراداي» على الاطلاق، الذي من خلاله تعرّف الناس على بطاريات السيارات وطلاء المعادن وتنقيتها بازالة الشوائب منها.