حذّر من عودة «كهنوتية» القرون الوسطى
دبي / متابعات :قال الكاتب السعودي محمد علي المحمود، والمعروف بـ"وسطيته" وانتقاده للتيار السلفي، إن منع المرأة من الوصول إلى مناصب سياسية في المملكة العربية السعودية هو مظهر من مظاهر تغلغل إيديولوجيا الإرهاب في التيار المتشدد في بلاده، مرجعا ذلك إلى عدم إخضاع النصوص والأحاديث للواقع. جاء ذلك في حديث محمد المحمود، مع برنامج "إضاءات"، الذي يقدمه الصحفي السعودي المعروف تركي الدخيل وبثته قناة ( العربية ) السعودية يوم أمس الجمعة ، مشيرا ً الى أن "موقف التيار المتطرف من المرأة يعد واحدا من أبرز مظاهر تغلغل إيديولوجيا الإرهاب في أوساط رجال الدين المتشددين الذين يمارسون أبشع صور القمع ضد المرأة ويحاربون توليها مسؤوليات قيادية في الدولة والأجهزة الحكومية باعتبار أنه لا تجوز الولاية العامة للمرأة وفق نص «لا يفلح قوم ولوا عليهم امرأة»، فيما هناك تجارب ناجحة في الواقع من ملكة سبأ حتى أنديرا غاندي و مارغريت تاتشر أكدت نجاح المرأة أكثر من الرجل". وقال محمد علي المحمود، الذي يصف نفسه بـ" الليبرالي"، إن من أبرز مظاهر تغلغل إيديولوجيا الإرهاب في التيار المتشدد بالسعودية ما يكتبه منظرو الحركة الإرهابية، أو المحددات التي يستندون عليها، مثل مسألة الولاء والبراء التي تطرح وتدرس في الكليات الشرعية ، موضحا أنه ليس ضد نص الولاء والبراء كمفهوم عام، ولكنه يتحفظ على مسألة البراء والكره والبغض، فمن الطبيعي أن تبغض عدوك ولكن ليس شرطا أن تقاتله وليس جائزا أن تدير ظهرك لأحسن ما عنده من القول والعمل .ودعا المحمود إلى أن "يخضع النص للواقع ثم تأويله إذا كان يتعارض مع حقيقة واقعية"، منتقدا دعوات التجييش للقتال كمفهوم الجهاد الذي أصلا هو مسؤولية الجيوش حسب تعبيره .وفي جانب آخر من الحوار، قال الكاتب محمد المحمود إن المتطرفين حاولوا الاستيلاء على القرار السياسي في السعودية ، مشيرا الى أن من يلاحظ حركة ما بعد العنف عندما اقتنع المتطرفون أن استيلاءهم على مفاصل القرار السياسي في الوقت الراهن، ولم يحققوا مشروعهم، سيعرف كيف كانوا يطمحون للتمكين من حكم جزيرة العرب بمشروع وأفكار طالبان ووصاية الملالي ورجال الدين على الحكومة. وقال المحمود (( إن أحد قادة التيار المتطرف قال لمريديه إنه يجب أن تعرض كل القرارات في السعودية على لجنة من الشيوخ هو يختارهم وإن أقروا هذه القرارات تعتبر نافذة، وهذا أمر كارثي لأن كهنوتية القرون الوسطى بذلك سترجع بصورة أكثر بشاعة )) وأثار الكاتب محمد المحمود أمورا أخرى في حواره، ومنها اعتباره أن " الأصولية في انحسار الآن وهي السلفية الحركية الجاهلة التي تريد أن تموضع رؤيتها السلفية على الواقع وتعيده إلى عصور غابرة من التاريخ ". كما اعتبر " أن الإسلام الآن ضعيف ليس لأنه ضعيف بذاته، كما أنه يمر بأزمة لأن ناقليه وحامليه هم سبب الأزمة مما قاد إلى تخلف مرعب وشامل في كل المجالات"، لافتا إلى أن "مشايخ التيار المتطرف جهلاء لا يعرفون شيئا عن الواقع ويأخذون معلوماتهم من مجموعة كتب قديمة وبالية ولا يخضعون ما حفظوه لسياق زماني وتاريخي ". الجدير بالذكر أن الكاتب الاسلامي محمد المحمود واحد من المثقفين السعوديين الذين يدعون الى ((عقلنة الخطاب الإسلامي)) ، وتثير أفكاره واطروحاته جدلا واسعا في السعودية، خاصة بعد انتقاله من (( التيار الصحوي السلفي)) إلى ((تيار الوسطية )) حسب ما يقول البعض عنه من أنصاره .