المنامة/ متابعات :طالب عدد من كبار تجار الذهب في البحرين من الدكتور حسن فخرو وزير الصناعة والتجارة ورئيس مجلس إدارة هيئة المعارض ضمان اقتصار معرض للمجوهرات المزمع إقامته في إبريل القادم على بيع الجملة فقط ومنع دخول المستهلكين الأفراد.وأصدرت الوزارة ترخيصا للمعرض بصفة بيع الجملة من دون البيع للجمهور (business to business) ومن المقرر عقده في الفترة بين 12 و15 إبريل 2011م ومن المتوقع أن يشهد مشاركة واسعة من تجار مجوهرات وذهب من الصين وهونج كونج، في حين يتخوف عدد كبير من تجار الذهب في البحرين من فتح الباب للبيع أمام الجمهور مؤكدين عدم ثقتهم في التجار القادمين من شرق آسيا الالتزام بالترخيص الممنوح لهم.. واستدلوا على ذلك بالدعاية التي قام بها التجار قبل مجيئهم للبحرين وأثناء مشاركتهم في معرض الجواهر العربية الأخير ودعوتهم للمستهلكين بالقدوم للشراء أثناء المعرض القادم وهو المزمع عقده في إبريل.وعلمت “أخبار الخليج” من مصادر مطلعة في السوق بأن اجتماعا مطولا ضم مجموعة من كبار تجار الذهب في البحرين ولجنة الذهب بالغرفة قد عقد منذ أيام قلائل لمواجهة الموقف ومطالبة غرفة التجارة بالتدخل القوي لوقف المعرض كليا أو الحصول على ضمانات مؤكدة من الوزارة لمنع دخول الزوار الأفراد.. واقتصاره على بيع الجملة ورجال الأعمال فقط.. كما علمت الجريدة أن الغرفة ستتحرك في اتجاه إيجابي نحو رفع شكوى التجار إلى الجهات المعنية.وقال تجار للجريدة إن السوق حالته لا تسمح على الإطلاق بأي معارض للأفراد في الفترة القادمة، نظرا لحالة الركود الكبيرة في السوق المحلية نتيجة لارتفاع أسعار الذهب ولتداعيات الأزمة الاقتصادية مؤكدا بعضهم أن بعض الورش على وشك الإغلاق كما أن المبيعات في سوق الذهب المحلي انخفضت بنسب متفاوتة لا تقل عن 20 % عند أفضل التجار حالا.وأكد تجار ذهب لـ “أخبار الخليج” أنه من غير المقبول أبدا أن يتاح لتجار أجانب من الخارج دخول السوق المحلي بهذه السهولة والبيع للجمهور مباشرة وتحصيل أموال تصدر للخارج ولا يستثمر فلس منها داخل البحرين، في مقابل ما يتكبده التاجر البحريني والمقيم من رسوم وأعباء مختلفة مثل هيئة سوق العمل والتأمين الصحي وسكن وإيجارات وغيرها.. مؤكدين أن الضرر على التجار والدولة بالمثل في هذه الحالة.وقال السيد حسين مولام (مالك السراج للمجوهرات) إن التجار عرفوا بأمر المعرض من الدعاية المسبقة التي قام بها التجار الآسيويون لحث الجماهير والأفراد على الحضور للمعرض والشراء من منتجاتهم.. وأكد اننا ندعم أي معرض فيه مصلحة للبحرين لكننا نطالب الجميع الالتزام بالقانون الذي يطبق علينا وعلى غيرنا، وقال إن جميع تجار البحرين ملتزمون بسداد رسوم العمل ونسب البحرنة وغيرها، وبالتالي من غير العدل أن نفتح الأبواب بسهولة هكذا لتجار من الخارج لدخول السوق.وقال (مولام) ان السوق البحرينية فيما سبق كانت مركز هذه التجارة على مستوى الخليج وكان هناك أكثر من ألفي ورشة لصياغة المجوهرات أما الأن فعددهم لا يتجاوز 200 ورشة فقط أي بانخفاض نحو 90 % وبالتالي فنحن مطالبون بمساندة هذا القطاع ودفعه لاسترداد مكانته خليجيا وعربيا.هذا إلى جانب أن معرض الجواهر العربية تم تنظيمه من فترة زمنية صغيرة لا تتجاوز شهرين وبالتالي ليس من المنطقي أن تشهد السوق معرضين كبيرين للمجوهرات تجتذب كل السيولة من السوق في وقت قصير يعاني فيه الجميع، في إشارة إلى أن حجم المبيعات للجمهور خلال معرض الجواهر العربية الأخير يترواح بين 8 و10 ملايين دينار.وقال السيد محمد نبيل الزين (صاحب مجوهرات الزين) انه لا شك في أن المعرض سيكون مؤثرا على وضع التجار في المملكة في ظل أوضاع السوق الراهنة ، وأكد أننا كتجار بحرينيين نشارك في العديد من المعارض الدولية ويمنع بشكل كامل علينا التعامل مع الجمهور أو البيع لهم، وبالتالي كل ما نطلبه هو أن يلتزم العارضون بالترخيص الممنوح لهم من قبل وزارة التجارة والصناعة بقصر المعرض على التجار وبيع الجملة فقط، وأن يتم ضمان ذلك وتشديد الرقابة في هذا الشأن.وقال إن البيع المباشر للجمهور يفرغ السوق من السيولة التي تذهب إلى الخارج من دون أن تستفيد منها الدولة أو السوق نفسها، وقال إن السوق في الداخل أولى بهذه الأموال لأننا مطالبون بالالتزام بالعديد من الأمور تجاه الدولة وسوق العمل وغيرها.وقالت السيدة دينا الشرازي (من مجوهرات البحرين) ان هذا المعرض يقلل من أهمية المعرض الكبير الذي اشتهرت به البحرين وندعمه جميعا لما فيه صالح المملكة لكن كثرة المعارض وبنفس النمط يكون لها تأثير سلبي، وبالتالي إذا كان المعرض لبيع الجملة فهو مقبول ولكن أن يفتح للجمهور فهو غير مقبول بالمرة من جميع تجار الذهب والمجوهرات في البحرين .وقالت الشرازي ان ما يبعث على الخوف في الحقيقة هو أننا علمنا بأمر المعرض من زبائننا، هم الذين قالوا لنا وصلتهم رسائل أو بالكلام المباشر من هؤلاء العارضين أنفسهم خلال مشاركتهم في معرض الجواهر العربية الفائت.وبما أنهم بدأوا الدعاية بهذا الشكل، فإن المؤشر يبدو سلبيا تجاه عدم التزامهم بالترخيص الذي منح من البداية.وشككت الشرازي من التزام العارضين بالترخيص الممنوح إليهم وقالت لا يوجد لهم هنا زبائن جملة حتى يأتوا إليهم ، إنهم قادمون لغرض معين أعلنوا عنه سلفا.وقال السيد ماهيش ديفجي (مدير محلات ديفجي للذهب والمجوهرات) لو كان المعرض سيفيد البحرين سندعمه جميعا.. ولكن إذا كان البيع للجمهور وستخرج الأموال لأصحابها في هذه الدول الآسيوية فما هي الفائدة إذن !وأكد أنه يجب مراعاة المصروفات التي ينفقها التجار المرخصون في السوق البحرينية ودعمهم بدلا من جلب منافسين لهم من الخارج في ظل أوضاع سيئة يشهدها القطاع في الأونة الأخيرة.وقال إنه على الرغم من أن السوق البحرينية أقل تأثرا من أسواق خليجية أخرى فإن نسبة انخفاض المبيعات لدينا في حدود 15 % مقارنة بعام 2008 قبل الأزمة وبالتالي من غير المقبول أن تكون هناك معارض بيع أخرى للجمهور وكفى معرض المجوهرات العربية.ومن جانبه قال السيد يونس شافي (صاحب مجوهرات لاند مارك) إن التجار الصينيين أخبروا الجمهور من المرة السابقة أنهم قادمون في إبريل لبيع مجوهرات أخرى واتفق بعضهم على طلبات من الجمهور الأفراد، وهذا لا يصح ويثير القلق لأنهم لم يلتزموا من البداية بالترخيص الذي منحته الوزارة لهم ، ونحن لا نطالب بأكثر من مراعاة هذا الترخيص والالتزام به والتأكيد على ذلك من قبل المسئولين.وقال شافي إن المعرض سيسبب أضرارا جسيمة للقطاع إذا لم يلتزموا بترخيص الجملة وباعوا مباشرة للجمهور، مؤكدا أن حالة الركود في السوق كفيلة بإغلاق العديد من محلات الذهب في البحرين والسوق لا يحتاج إلى عوامل مساعدة من الخارج.. مشيرا إلى أن التزام التجار المحليين بالقانون والرسوم لابد أن يرافقه التزام من الحكومة لصالح هؤلاء التجار ومع مصالحهم وليس ضدها.
معرض جديد للمجوهرات يثير حفيظة تجار الذهب في البحرين
أخبار متعلقة