انفجارات تهز العاصمة مقديشو وهجوم على قاعدة للقوات الإثيوبية
بعض الجنود في الصومال
مقديشو / 14 أكتوبر / رويترز :قال شهود عيان وأطباء إن قنبلة انفجرت مما أسفر عن مقتل ثلاثة أطفال في جنوب الصومال وإصابة أربعة آخرين أمس الأحد. وقال سكان محليون إن الأطفال كانوا يلعبون بالعبوة الناسفة التي عثروا عليها في قرية تقع على بعد 65 كيلومترا جنوبي العاصمة مقديشو. وقال شاهد العيان حسان مريدي «سمعنا دوي انفجار كبير. هرعنا للمكان حيث رأينا طفلين قتيلين وأربعة مصابين. نقلناهم سريعا إلى المستشفى.» وقال الطبيب نور عبدي عبد الله رئيس المستشفى إن طفلا ثالثا لقي حتفه فيما بعد أثناء خضوعه لجراحة. وتابع «حالة طفلين آخرين خطيرة.» والصومال مليئة بالألغام الأرضية والذخيرة التي لم تنفجر بعد أعوام من الفوضى التي تلت هزيمة الدكتاتور السابق محمد سياد بري على أيدي ميليشيات عام 1991 . وفي حادث منفصل في وقت متأخر من مساء السبت قال مسئولون إن مسلحين مجهولين قتلوا زعيما إسلاميا بارزا وحارسا ليليا يعمل لدى الهلال الأحمر الصومالي. وقال عضو البرلمان إبراهيم اسحق يارو إنهما كانا يغادران مسجدا عندما أطلق عليهم ثلاثة مسلحين النيران. وتقول جماعة محلية لحقوق الإنسان إن الحكومة الصومالية المؤقتة تواجه تمردا مستمرا من المقاتلين بقيادة المسلحين الإسلاميين. وأسفر القتال في مقديشو عن مقتل 6500 مدني العام الماضي. في غضون ذلك هزت انفجارات متواصلة معظم أنحاء العاصمة الصومالية مقديشو مساء السبت واندلع قتال عنيف بين مجموعات مسلحة وبين القوات الحكومية استخدمت فيه الأسلحة الخفيفة والثقيلة أكثر من ساعة كما استخدم المهاجمون سلاح الـ»آر بي جي» بصورة كثيفة. وقال أحد سكان الأحياء التي طالتها المعارك إن قوات من الحكومة الصومالية داهمت تلك الأحياء واعتقلت عددا من سكان المنطقة، ثم اندلع القتال الذي كان يبدو منظما بدءا من تقاطع كاسببلبلارو لينتشر في الأحياء الأخرى.ومع حلول الليل سمع دوي انفجارات وقذائف هاون على مصنع الباستا الذي تحول إلى قاعدة للقوات الإثيوبية، واستمر القصف خمس عشرة دقيقة تلته مواجهات دامية بين القوات الصومالية والإثيوبية وبين المسلحين المناهضين لهما، واستخدمت في القتال الأسلحة المضادة للطائرات والعربات المصفحة والعبوات الناسفة. ودارت المعارك المنظمة في كل من شارع المصانع، ومصنع الباستا وهرواي وسوق المواشي وعيمسكا وحي توفيق في مقاطعات ياقشيد وهلواي، وهي مناطق نفوذ المسلحين الصوماليين. ولم تعرف الخسائر التي نجمت عن مواجهات البارحة غير أن الأنباء تشير إلى جرح ثلاثة أشخاص في محافظة هودن أثناء فرارهم من مواقع القتال.وفي ردّ الحكومة الصومالية ذكر الناطق الرسمي لشرطة مقديشو عبد لله آدم شاع في تصريح صحفي لإذاعة شبيلي أن حركة الشباب هي التي نسقت تلك الهجمات، وطالبها بنزع سلاحها والانضمام إلى الحكومة الصومالية. كما اتهم الصحافة الصومالية بالتجسس لحساب الوكالات الأجنبية وتضخيمها الأحداث في مقديشو.تجدر الإشارة إلى أن هجمات البارحة كانت مختلفة عن سابقاتها حيث سمع سكان مقديشو أصوات أسلحة بدت غريبة على مسامعهم إضافة إلى كثافة التفجيرات والأسلحة الرشاشة.، كما أن المناطق التي دارت فيها المعارك شبه خالية من السكان سوى بقية قليلة تقطعت بها السبل في تلك الأحياء وأشخاص بقوا لحراسة ممتلكاتهم من النهب.وكان سكان أحياء كثيرة من مقديشو قد تقدموا بشكاوى عبر الإذاعات المحلية الحرة إلى حاكم المدينة لحث المسئولين على ضبط سلوك قواتهم كما عبروا عن امتعاضهم الشديد من نهب قوات ترتدي الزي العسكري ممتلكاتهم وحاجاتهم الشخصية أمام الناس وفي الشوارع الرئيسية.أما في منطقة عيلشابيها الواقعة على بعد عشرين كلم غرب مقديشو، والتي لجأ إليها معظم سكان العاصمة فقد أطلقت الشرطة الصومالية النيران على حافلة تقل مدنيين كانت إلى جانب الطريق دون معرفة السبب، وهو ما أدى إلى قتل طفل إثر إصابته بطلق ناري في رأسه وجرح والدته.