فيما تقدم هيئة المساحة والجيولوجيا تقريراً مفصلاً
صنعاء/سبأ: بلغ عدد ضحايا قرية الظفير المنكوبة في مديرية بني مطر محافظة صنعاء حتى الليلة قبل الماضية 53 شخصا بينهم أطفال رضع ونساء حوامل ، جراء تعرض منازلهم للتهدم أثناء انهيار صخري لجزء من الجبل المطل على قريتهم .وقال الدكتور خالد المنتصر مدير مكتب الصحة العامة والسكان في محافظة صنعاء عضو غرفة العمليات في المنطقة لـ وكالة الأنباء اليمنية " سبأ " أن فرق الإنقاذ أنتشلت أفراد أسرة مكونة من الأب والأم وطفليهما الرضيعين فجر أول من أمس .. لافتاً إلى أن فرق الإنقاذ عثرت في وقت سابق على طفلتين شقيقتين على قيد الحياة هما " وسام وخوله عبد الله عوض تتراوح أعمارهما بين (01سنوات - 12سنة ) وتعانيان من إصابات بليغة ومتوسطة وتم نقلهما إلى مستشفي الثورة العام في صنعاء لتلقي العلاج .وأشار إلى أن جهود الإنقاذ والإغاثة تتواصل بوتائر عالية منذ لحظة وقوع الكارثة.. مبينا أن فرق الإنقاذ كثفت من أعمال البحث تحت أنقاض المنازل التي تهدمت بكومات الصخور الصخرية مساء الأربعاء الماضي سعيا نحو العثور على أشخاص مازالوا على قيد الحياة وأنتشال بقية الجثث التي مازالتتحت الأنقاض .وأشار المنتصر أن الحجم الكبير لبعض الصخور يمثل أبرز الصعوبات التى تواجه سير عمليات الإنقاذ التى تتواصل دون توقف وسط آمال في العثور على إحياء بعد نحو 48ساعة على وقوع الحادث المؤسف . من جهته كشف الأخ بكيل المطري أمين عام المجلس المحلي بمديرية بني مطر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية ( سبأ) أن من بين الضحايا شخصين لم يتم التعرف على هويتهما بسبب الإصابات البالغة التي تعرضوا لها .. مشيرا إلى فرق الإنقاذ تمكنت من إنقاذ عائلة مكونة من زوج وزوجة كانا لحظة وقوع الكارثة في الطريق إلى منزلهما في حين تسبب الانهيار الصخري في مصرع أولادهما الخمسة .وأوضح المطري أنه تم رفع كمية كبيرة من مخلفات المنازل المهدمة والصخور الصغيرة التي تناثرت على المنازل أثناء الانهيار الصخري بما يسهل لفرق الإسراع في أعمال البحث .. مضيفا أن فريقاً من المهندسين والفنيين من وزارة الأشغال العامة والطرق وعدد من الجهات الحكومية المعنية يدرسون حاليا إمكانية إزالة الصخور الضخمة التي يتجاوز وزنها عشرات الأطنان بطرق لا تلحق الضرر بأي شخص يحتمل بقاؤه على قيد الحياة من المطمورين تحت الأنقاض بما يسهل لفرق الإنقاذ القيام بأعمال البحث تحت المناطق التي تقع عليها حاليا تلك الصخور.وأضاف إلى أنه تم البدء بإعادة شق الطريق الذي يربط القرية المنكوبة بالطرق المجاور للقرية لتسهيل دخول الجرافات والشاحنات إلى جوار منطقة البحث عن المفقودين بما يعزز من الجهود المبذولة لرفع كومات الأتربة والأحجار من بقايا المنازل المهدمة ونقلها إلى خارج القرية . و في تقرير اولى كشفت هيئة المساحة الجيولوجية بأن الانهيار الصخري في الجبل المطل على قرية الظفير بمديرية بني مطر محافظة صنعاء نتج عن زيادة ثقل البروز الصخري في أعلى الجبل على صخوره السفلية المكونه من الحجر الرملي الرسوبي الشديد التأثر بعوامل التعرية ، إلى جانب وجود حركة لهذه الكتل ما أدى إلى هذه الانزلاقات.وأكد تقرير فريق النزول الميداني للهيئة حصلت وكالة الأنباء اليمنية سبأ على نسخة منه أن الطبيعة الجيولوجية في المنطقة جعلت من منطقة الظفير من ابرز المناطق تعرضاً لظاهرة حركة الكتل الصخرية المسببة للانهيارات الصخرية.. مشيراً الى أن المنطقة كانت قد تعرضت في فترات زمنية سابقة لتساقط كتل صخرية مختلفة الأحجام، وجد الكثير منها أسفل الجبل المطل على القرية. وارجع التقرير وقوع هذه الظاهرة لعدة أسباب أبرزها :1- المكونات الاساسية لصخور الحجر الرملي الرسوبي المكونه للمنطقة ، كون صخور الحجر الرملي الرسوبي تعد من الصخور المتحركة وغير الثابتة على مدى فترات ليست بطويلة ، لما تمتاز به من خصائص تتمثل بعدم التجانس في محتواها المعدني ، واحتوائها على التراكيب المصاحبة مثل المسامات والتطبق المتقاطع ووجود المعادن الطينية التي تملأ الشقوق والتكسرات الموجودة في صخور الحجر الرملي .2- وجود العديد من الممرات المياه في هذه المنطقة اسهم في تقسيم الطبقات الصخرية الرملية المترسبة والمتماسكة الى كتل صخرية مفصولة تؤول الى السقوط كلما شكلت منحدراً مع مرور الزمن.3- وقوع المنطقة بالقرب من فالق يفصل ما بين الصخور البركانية الثلاثية والصخور الرسوبية ادى الى وجود مجاميع صخرية ضعيفة تحتوي على العديد من الشقوق والتكسرات وقواطع الصخور البركانية.4- تعتبر صخور الحجر الرملي سهلة التعرية وتأثير العوامل المختلفة مثل الرياح, والمياه, واختلاف درجة الحرارة, والعوامل الحياتية المختلفة(العوامل البشرية, النباتات), وقد ادت هذه العوامل الى نحت الجزء السفلي من الجبل وبقاء الجزء العلوي معلقا.5- يحتمل ان عملية سحب المياه الجوفية بشكل كبير من المناطق المحيطة بالطبقات الصخرية المكونة لهذه الجبال ادت الى حدوث هبوط بسبب الفراغات الناتجة عن سحب هذه المياه.وأوضح التقرير بان تلك الطبيعة الجيولوجية تسببت في حدوث حراك مستمر للكتل الصخرية وانزلاقها ، وأدت إلى سقوط كتل صخرية كبيرة من الجبل المطل على القرية ، تراوحت أبعادها ما بين (10 ، 20 ، 70) سم وبمساحة 14 ألف متر مكعب ، غطت مساحة أرضية تتراوح بين( 75 - 120) متراً مربعاً مما أدى إلى تدمير حوالي /15/ منزلا تدميرا كاملا في الجزء الجنوبي من القرية.كما أوصى تقرير فريق الخبراء الجيلوجيين , بضرورة تنفيذ دراسات تغطي مناطق اخرى مماثلة وخاصة المناطق التي يتواجد فيها تجمعات سكانية ، والاهتمام بالعمل الجيولوجي البيني الذي يهتم بمثل هذه الدراسات ووضع الحلول الملائمة قبل حدوث مثل هذه الظواهر من خلال عملية التخريط ، الهندسي لهذه المواقع , وإجراء الدراسات الجيوبيئية اللازمة قبل البدء بإنشاء المرافق الحيوية مثل الطرقات والجسور والسدود والخزانات الأرضية في مناطق المنحدرات ، بالاضافة إلى إجراء متابعة دورية ومستمرة لمعرفة مدى استقرارية تربة المناطق المعرضة للانهيارات. ومن جهة أخرى بدأ الهلال الأحمر الإماراتي بصنعاء ومنظمة الإغاثة الإسلامية بتجهيز قوافل إغاثة لمنكوبي الانهيار الصخري بالظفير ، بناءً على توجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة للشؤون الخارجية رئيس هيئة الهلال الأحمر بهذا الشأن .وأوضح الدكتور سعيد العامري القائم بأعمال رئيس فرع الهلال الأحمر الأمارتي بصنعاء في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية سبأ إنه سيتم رفع تقرير عن تلك الإحتياجات إلى الأمانة العامة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي ليتم على ضوئها تقديم الإحتياجات .وكان سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة للشؤون الخارجية رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قد وجه مساء الخميس الماضي بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتضررين من الانهيار الصخري الذي تعرضت له قرية الظفير .وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن سموه أمر الهيئة بالتحرك إلى المنطقة لبحث احتياجات المنكوبين والمتأثرين بالكارثة وتلبيتها بالسرعة الممكنة وتقديم الدعم والمساندة اللازمة للأهالي واتخاذ كل الإجراءات الضرورية للتغلب على الآثار السلبية والخسائر التي نتجت للحد من المعاناة والظروف التي يمر بها السكان.وفي ذات الصعيد أعلنت منظمة الاغائة الإسلامية عن تجهيز قافلة إغاثة للمتضررين من كارثة الانهيارات الصخرية بقرية الظفير المنكوبة بقيمة مليوني ريال تمهيدا لتسييرها اليوم .وأشارت المنظمة في بلاغ تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه أن قافلة الإغاثة تتضمن عدداً من الخيام والبطانيات ولوازم الإيواء المؤقت إضافة إلى كميات من المواد الغذائية سيتم توزيعها على 150اسرة من الأسر المتضررة جراء الكارثة.هذا ومن المقرر أن تسير منظمة الإغاثة الإسلامية في بلادنا قافلة خيرية محملة بالمساعدات الغذائية لعدد 150 أسرة من المتضررين جراء الانهيار الصخري بقرية الظفير في مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء.وأوضح خالد المولد الممثل المقيم للمنظمة في بلادنا وفق مانقله عنه موقع 26سبتمبرنت أن القافلة التي تحتوي على بلغت قيمتها حوالي مليوني ريال تمثلت في عدد من الخيام والبطانيات واللحافان المخدات ومشمعات للأرضيات 'إضافة إلى مواد غذائية متنوعة كالدقيق والأرز والسكر والحليب والزيت والشاي لعدد 150 أسرة من الأسر المتضررة.