الاستراتيجية الوطنية للمياه
** المتابع لموضوع المياه في بلادنا ، من خلال التلفزيون او الاذاعة ام الصحافة الحكومية والاهلية، يجد نفسه في حيرة وتخبط يوصلانه الى عدم التصديق فيما يصل إليه من تصريحات وكتابات ذلك لان ما يكتب عن هذه المحافظة يختلف عن تلك ويتم التناول بشكل غير دقيق مايجعل المتتبع يفقد المصداقية في صحة الطرح الرسمي حول شحة المياه والاستراتيجية الوطنية للمياه والصرف الصحي التي نطمح ان تكون فترات تطبيقها قد بنيت على جانب علمي، ويستند الى خبرات الدول التي قد سبقتنا في هذا المجال..** فمن يكتب عن الوفرة هنا ، او هناك ، فذلك ليس بالمطلق بل بالنسبي ولايمكن نسلم بأن عدن - مثلاً تعيش استقراراً مائياً افضل من صنعاء او لحج.. في حين مياهها تاتي من خارجها الا من ناحية النظام الموروث فيها وعدالة التصريف التي سبقت المدن اليمنية بحكم وجود المدينة في موقع استراتيجي مكنها من ان تكون في هذه المرتبة لكنها تعيش فعلاً ازمة تتضاعف سنة بعد سنه وهو مايحتم ان تكون البدائل مستندة الى حلول عملية علمية وفاعلة وليس لمجرد التصريح والكلام !>> ان استراتيجية المياه المعلن عنها والمستندة الى سياسات الدولة المائية ودعم الدول المانحة التي تم الاتفاق معها سوف تلعب دوراً هاماً في اصلاح مسار المياه في اليمن كله ، ولكن بحسب الاولويات والاحتياجات وموقع هذه المدينة او تلك لكن بميزان العدالة ووفقاً لما تمليه المصلحة الوطنية تجاه الناس باعتبارهم ثروة البلد وسندها الذي تزهو به وتزدهر.** ومن حيث ان هذه الاستراتيجية يعول عليها ،فان هناك ضرورات نرى انه لابد من الاشارة اليها مثل توسيع شبكات المياه من الحقول حتى الخزانات ومن ثم العمل على بناء عدد من الخزانات الاسمنتية الحديثة في قمم الجبال والمرتفعات لتكون عاملاً مساعداً لحفظ الماء وتخزينه وتوزيعه عبر شبكة تحكم، بدل ان نعتمد على الضخ الافقي عبر الانابيب وضغط الكهرباء لكن وجود خزانات ضخمة سوف يعمل على حل جزئي للمشكلة وقد راينا ذلك في فترة سابقة كيف كانت خزانات عدن على قلتها تلعب دوراً مهماً ولم نلمس ازمة في تلك الفترات مع الفارق بين الأمس واليوم من بنيان وتوسع .. ولكن تظل هذه التقنية -إن جاز التعبير- مطلوبة في اكثر محافظات الوطن ويكون تعز في المقدمة لحرمانها من هذه النعمة سنين طوال الا مايسد رمق الحياة وبكلفة وارهاق وتعب، ولوكانت قد اقيمت مشاريع وخزانات في الجبال لكانت الازمة اقل بكثير مما هي اليوم!** والاستراتيجية الوطنية يجب ان لاتغفل الحلول المقترحة وهي : اما تحلية مياه البحر عبر التقطير ومايكلفه ذلك من مبالغ باهضة سوف تنعكس على المواطن حتماً، او تلك المقترحات القائلة بالاستفادة من مياه السيول والسدود التي تحويها ومعالجتها لكي تصلح للاستخدام الادمي- واخيراً ماطرح من امكانية تكثيف بخار الماء عبر عملية تتار فيها السحب لتحدث أبخرة تكون بعد التكثيف مياه اقل كلفة من التقطير لكنها جديدة في شكلها وطرحها وقد قرأنا عنها عبر مقترحات المانية تساهم بها شركات متخصصة، لكنها حتما ستكون اكثر تكلفة من مياه اليوم التي يجب ان يتم الحفاظ عليها وتنمية مصادرها بما يتلاءم مع متطورات الحياة والعلم والتكنولوجيا.. ** ويبقى موضوع الشراكة في هذا المصدر ، كان يتم الالتفات للرأسمال الوطني في مساهمته في تحمل جزء من مشاريع التطوير والاستثمار كنوع من الشراكة لكن ليس بما يجعل الحساب للفائده بالمادية اكثر من الاحتياجات البشرية وحفاظاً للحياة لان الماء اعتبر سلعة، فان ذلك سيعرض الناس للخطر وسيكون المستثمر هو المتحكم بذلك وليس الدولة ، وهذا مجرد تفكير نعتقد انه بعيد المنال حالياً، وان حدث مستقبلاً فانه لن يكون بهذه النظرة التشاؤمية ان شاء الله تعالى..** الموضوع بحاجة الى افكار ورؤى واسهامات جادة تجعل من الممكن تقديم حلول ممكنة ولو على فترات زمنية قريبة وبعيدة .. وما ذلك ببعيد لو أحسنا الرأي وتحاورنا بتجرد منطلقين من المصلحة الوطنية للجميع..والله الموفق نعمان الحكيم