تهدد بتفاقم مشكلة الجوع مع ارتفاع الأسعار الذي يطحن فقراء العالم
امرأة عراقية فوق الأنقاض
واشنطن/14 أكتوبر/ ميسي رايان: قال جورج مكجافرن المرشح الأسبق في انتخابات الرئاسة الأمريكية ان التكاليف التي تنفق على حرب العراق تقلص التمويل لبرامج المساعدات الغذائية الأمريكية على مستوى العالم وتهدد بتفاقم مشكلة الجوع مع ارتفاع الأسعار الذي يطحن فقراء العالم. ويضغط مكجافرن وهو مبعوث خاص لبرنامج مساعدات غذائية تابع للأمم المتحدة على المشرعين الأمريكيين لتوفير الأموال المطلوبة لتمويل برامج تغذية الأطفال المتضمنة في مشروع قرار زراعي يدرسه الكونجرس الأمريكي. ويقول السناتور الديمقراطي السابق من ساوث داكوتا ان التمويل الإلزامي لبرنامج مكجافرن-دول الذي يرسل المحاصيل الأمريكية إلى الأطفال الفقراء في الخارج كان من الممكن ان يمرر بسهولة في الكونجرس ما لم تنفق مليارات الدولارات على الحرب في العراق. وقال مكجافرن «إذا لم تكن لدينا هذه الحرب الجارية في العراق كان هذا (تمرير المشروع في الكونجرس) سيحدث كسير السكين في الزبد. إنهم ينفقون هذا الكم من المال كل ساعة في البنتاجون (وزارة الدفاع).» ومع وصول تكلفة حرب العراق بعد خمس سنوات من الغزو إلى نحو 500 مليار دولار يقول اقتصاديون ان هذه الحرب تفاقم من الدين الوطني الذي زاد بالفعل على تسعة تريليون دولار. ويرى البعض ان حرب العراق ستكلف الولايات المتحدة في نهاية المطاف ثلاثة تريليونات دولار. والمساعدات الغذائية المقدمة من الولايات المتحدة وهي أكبر المانحين هي قضية هامة بالنسبة للحكومات وتحرص منظمات الإغاثة على عدم تراجع حجم المساعدات أمام الارتفاع الهائل في أسعار الحبوب والوقود وبذور الزيت. وبعد ان ارتفعت أسعار السلع الغذائية في العالم بنسبة تقترب من 40 في المائة العام الماضي اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى ان يطلب من المانحين 500 مليون دولار مساعدات عاجلة. ويواجه مسئولو الإغاثة الأمريكيون نفس المأزق ويستعدون لعمليات خفض في الوقت الذي يجد فيه فقراء العالم صعوبة أكبر في شراء الغذاء حتى مع توافره. وحذرت جوزيتي شيران المديرة التنفيذية في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة هذا الأسبوع من ان غالبية الفقراء يضطرون الآن إلى تقليص وجباتهم. وفي العام الماضي وافق مجلس النواب الأمريكي على جعل تمويل برنامج مكجافرن-دول الذي بلغ 100 مليون دولار في السنوات القليلة الماضية إلزاميا في إطار مشروع قرار زراعي لعام 2008 وهو مشروع عملاق متأخر الآن عن برنامجه الزمني بعدة أشهر. وينص مشروع القرار الذي أقره مجلس النواب على رفع التمويل إلى 140 مليون دولار في العام المالي 2009 على ان يرفعه إلى 300 مليون دولار بحلول عام 2010 . وهذا جزء صغير من مشروع القرار الزراعي لخمس سنوات الذي تقترب قيمته الإجمالية من 290 مليار دولار. لكن مجلس الشيوخ الأمريكي رأى ألا يوفر هذا التمويل للمشروع وترك للكونجرس ان يقرر كل عام مستوى التمويل. ويقول مكجافرن ان هذا الوضع «يلقي بمخططي البرنامج ومنفذيه في ورطة».، وأضاف «اذا أقنعنا مجلس الشيوخ بقبول هذا ومجلس النواب بأن يقف مساندا بقوة...سيكون هذا واحدا من أكثر القوانين البناءة التي يمكن ان يمررها الكونجرس.» وكان مكجافرن وهو في الخامسة والثمانين من العمر الآن المرشح الديمقراطي الأسبق الذي هزمه الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون هزيمة ساحقة في انتخابات عام 1972 . وقال في وقت سابق في حديث هاتفي من بيته في ميتشيل بساوث داكوتا انه بعد فترة تكيف قرر البقاء في مجلس الشيوخ وفاز في انتخابات عام 1974 .، وأضاف وهو يتذكر مساهمته في استصدار تشريع لمكافحة الفقر ومساعدة الأطفال المحتاجين «أنا سعيد بأنني بقيت. هذا منحني قدرا كبيرا من الرضا.» وأعرب مكجافرن عن أمله في ان يغير مجلس الشيوخ موقفه ويتوصل إلى حل وسط مع مجلس النواب. وسمي البرنامج على اسم مكجافرن وسناتور كنساس السابق بوب دول المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية لعام 1996 ويقول البرنامج انه نجح في زيادة نسبة التسجيل والحضور في المدارس في دول مثل أفغانستان ولاوس.