في كلمة بلادنا التي ألقاها نائب وزير الخارجية خلال أعمال قمة حوار المنامة:
المنامة / سبأ: أكدت الجمهورية اليمنية على أهمية تكاتف وتضافر كافة الجهود الإقليمية والدولية في سبيل مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية الراهنة.وقال نائب وزير الخارجية الدكتور/على مثنى حسن في كلمة اليمن التي القاها امس أمام القمة الخامسة لأمن الخليج (حوار المنامة) المنعقدة حاليا بالعاصمة البحرينية :” لا يمكن لأية دولة أن تعمل بمفردها وبمعزل عن الدول الأخرى, وليس هناك دولة بعيدة عن المخاطر الراهنة سوءا الأمنية وفي مقدمتها الإرهاب والقرصنة البحرية أو في الجانب الاقتصادي في ضوء الأزمة الاقتصادية الأخيرة «.ونطرق مثنى إلى جهود اليمن في مكافحة الإرهاب ، مؤكدا أن اليمن يؤمن بأن الحوار هو جزء هام في مكافحة الإرهاب وليس القوة العسكرية بمفردها ، مشيرا إلى النجاحات التي حققها اليمن باعتماده أسلوب الحوار الفكري مع الشباب المغرر بهم من قبل العناصر الإرهابية ، مبينا أنه تم إعداد برنامج شامل لإعادة تأهيل المعتقلين اليمنيين في جوانتنامو الذين تطالب بلادنا سرعة تسليمهم حتى يتسنى لها تقديم من يثبت تورطهم باعمال إرهابية للمحاكمة وتأهيل المعتقلين وتصحيح الأفكار المغلوطة التي غرست في عقولهم بما يسهل إعادة دمجهم في المجتمع .وأكد حرص الجمهورية اليمنية على تعزيز التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في مكافحة الإرهاب والقضاء عليه باعتبار الإرهاب آفة تهدد الجميع وأصبح لا يفرق بين مجتمع وآخر.وتناول نائب وزير الخارجية التطورات التي تشهدها التجربة الديمقراطية اليمنية ، مشيرا إلى أن اليمن بصدد التحضير للانتخابات النيابية القادمة المقرر إجراؤها في أبريل 2009 والتي من شأنها ترسيخ وتجذير دعائم التجربة الديمقراطية وتعزيز النجاحات التي حققتها في السنوات الماضية ، مشيرا إلى أن من أولويات الحكومة في المرحلة المقبلة هو التسريع بوتائر التنمية الشاملة في الوطن ومكافحة الفقر .واشارت الكلمة الى رؤية اليمن لتطورات الأوضاع في المنطقة وانعكاساتها في ظل تنامي ظاهرة القرصنة قبالة السواحل الصومالية وتهديدها لسلامة خطوط الملاحة الدولية ، وأوضح مثنى أن الجمهورية المنية وقيادتها السياسية بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ، رئيس الجمهورية حذرت منذ وقت مبكر ومازالت تحذر من خطورة تنامي ظاهرة القرصنة في ضوء إهمال المجتمع الدولي للقضية الصومالية لفترة طويلة ، مجددا التأكيد أنه لايمكن القضاء على هذه الظاهرة بشكل نهائي دون حل المشكلة من جذورها داخل الصومال والمتمثل بالحل السياسي.وقال نائب وزير الخارجية:” إن اليمن يبذل جهودًا كبيرة في سبيل التقريب بين مختلف الأطراف في الصومال” ، مشيرًا إلى أن بلادنا تعاني بشكل مباشر من الوضع في الصومال كونها تستضيف عددًا كبيرًا من اللاجئين الصوماليين ، داعيا في ذات الإطار المجتمع الدولي إلى مساندة ودعم جهود اليمن لرعاية اللاجئين خصوصا في ظل تنامي موجات نزوحهم بشكل كبير في الآونة الأخيرة .وتطرقت كلمة اليمن إلى تطورات الأوضاع في المنطقة والتطلعات المأمولة لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وإنهاء الصراع العربي ــ الإسرائيلي ، مطالبة الإدارة الأمريكية الجديدة بتبني ودعم مبادرة السلام العربية ، مشيرة إلى أن وعود الرئيس بوش باتت غير مجدية فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي ومشروع الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية المستقلتين.ودعا في ختام كلمته المشاركين في حوار المنامة إلى بلورة مقترحات لمعالجة التحديات الراهنة على المستوى الأمني ولمواجهة بالأزمة الاقتصادية العالمية.وتشارك في حوار المنامة هذا العام الدول الكبرى الخمس بمجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي وكذا الدول التي لها علاقة بأمن الخليج ، ويهدف الحوارالذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إلى تبادل وجهات النظر عن تحديات الأمن في المنطقة منذ العام 2004 بعد أن وقعت البحرين اتفاقية لعقد المنتدى سنوياً وحتى العام 2011 ليكون ( حوار المنامة ) محوراً أساسياً في الدبلوماسية الأمنية في المنطقة ومدخلاً رئيسياً للنقاش الصريح عن كل التحديات الإقليمية والدولية.