الطيب فضل عقلانبالعودة إلى كتاب الفنان القدير صوت الشعب محمد مرشد ناجي أطال الله بعمره (أغنيات وحكايات) الصادر عن مكتبة الجيل للصحفي السعودي أحمد المهندس وردت أربع أغنيات وطنية لشاعرنا الثائر سعيد الشيباني لحنها وشدا بها الصوت الوطني الكبير محمد مرشد ناجي وكان لها الأثر الجميل في حركة التحرر الوطني التي عاشتها بلادنا من نير النظام الكهنوتي الإمامي والاستعمار الانجلو سلاطيني ولجمال ودقة حكاية كل أغنية حاولت جاهداً أن اقتبس لكم بعضاً منها. أغنية يا طير يا رمادي حيث يقول أبو علي إنه استلمها من الطالب الجامعي بالقاهرة ( الدكتور حالياً ) بعد نجاح ثورة 26 سبتمبر المجيدة في 1962م وانفعالاً بالحدث العظيم تم وضع لحنها في يوم واحد .. ويضيف قائلاً إنه أضاف البيت الشعري الذي أشهر الأغنية نفسها من دون العودة الى الشاعر: أنا فدا السلال بكر ينادي من الحسن والبدر حرر بلادي وليس غريباً على المرشدي هذه الإضافة لأنه مثقف ووطني وكانت أغلب أعماله الوطنية قد ساهمت بقوة في الثورة ( سبتمبر وأكتوبر ) وقد كان لهذا البيت صداه الكبير عند المواطن المغترب اليمني خاصة عندما يقول : [c1]من أربعين من السنين وأكثر أنا هنا من قريتي مزفر قلبي قنع رضى بما تقدر لاع شكى همه ولاتحسر انا فدا صنعاء فدا بلادي فدا حقول البن في وسط وادي انا فدا السلال بكر ينادي من الحسن والبدر حرر بلادي [/c]أغنية الهبت حماس أبناء اليمن وأيدوا ثورة سبتمبر بل أغاضت الأغنية المستعمر البريطاني في جنوب اليمن. لقد كان للمرشدي دور كبير في الثورة اليمنية شمالها وجنوبها وكان لأغنياته الوطنية هدير العاصفة وإشعال رغبة الجماهير في التحرر والانعتاق بل كانت أعماله الوطنية أبلغ من الخطب السياسية حيث تصل بقوة صوته وجمال ألحانه إلى أعماق تلك الجماهير. أغنية ( شعبي ثأر اليوم ) التي شارك فيها فناننا القدير بالذكرى الأولى لثورة 26 سبتمبر .. وللأغنية أيضاً حكاية تعالوا نتذكرها.. كتب الأغنية الشاعر سعيد الشيباني وهو طالب في القاهرة واستلمها أبو علي بتاريخ 14/ 2/ 1963م ويقول المرشدي إنه انفعل بمطلع القصيدة: [c1]شعبي ثأر اليوم جدد ماغبر لاينال المجد إلا من صبر [/c]وبحدسه الثقافي وروحه الوطنية الثائرة رأى أن بقية القصيدة لم تكن بمستوى مطلعها واعترض الشاعر على أي تعديل وللضرورة طلب من الشاعر لطفي جعفر أمان إعادة صياغة النص - ولطفي وطني قومي - وافق بعد إلحاح شديد لحاجة الوطن والاحتفال بثورته وغضب سعيد الشيباني غضباً شديداً، لكن الأغنية نجحت نجاحاً عظيماً ويواصل أبو علي قوله : تقديراً للشاعر سعيد الشيباني حذفت من القصيدة القليل حتى لا أجرح أيضاً الشاعر لطفي أمان وللمقارنة فقط نورد النصين .. لطفي أمان : [c1]شعبي ثأر اليوم جدد ما غبر لاينال المجد إلا من صبر يا أخي في ثورتك حريتك فيها عهد الحق يحمي عزتك قم وحبي اليوم جمهوريتك إن رب العرش بارك ثورتك ومضى الطغيان بعدك في سقر ثورة الحق على الظلم صواب دفنت كل المآسي في التراب إن عهد الظلم قد ولى وغاب وأنبرى السلال من فوق السحابيسكب الخيرات للشعب مطر انت يا سلال أهلاً مرحبا مرحباً بالفجر من نورك حبا قد صحت بغداد وضمت حلبا وانتشى النيل وغنى طربا إن عبدالناصر اليوم انتصر باسمك الثائر فينا يا جمال ينهض الشرق ويشتد الرجال كلنا بعدك نمشي للنضال ومنانا وحدة لا انفصال وحدة لابد منها لا مفر [/c]وكانت القصيدة الأصلية لشاعرنا الشيباني تحمل عنوان ( صوت الشعب) نوردها للفائدة والتمتع بإنتاج هذا الشاعر الوطني الكبير. [c1]( صوت الشعب ) شعبي ثار اليوم جدد ما غبر لاينال المجد إلا من صبر أنت يا راعي حياتك عنزتك أوبه غدر الذيب يخطف جديتك وأنت يا فلاح سيد بلدتك ذا رفيع العرش بارك خطوتك نزل الأمطار روى جربتك وأنت يا عامل حياتك آلتك مصنعك عزك ورافع رأيتك ما لطاغي الشعب من يدك مفر لن ينال الخير إلا من شقى كد في حوله وأدمى وأعرقا صبح شعبي اليوم ضوى وأشرقا أما حكم الظلم يابئس المقر وأنت يا محبوب قم شل الحجاب بالله حاكيني وقل لي ما العتاب والطم الرجعي ولا تحسب حساب عهد بدر الظلم ولى كالسراب أحلى مافي العمر هو شابه وشاب يبنوا المصنع إلى فوق السحاب من يقول الحب محرم بالكتاب أنكر المولى وبدينه كفر وأنت يا سلال أهلاً مرحباً إنما اسمعني وأسمع ذا النبأ حق للمظلوم عليك أن يعتبا حق للضمآن عليك أن يشربا من نمير العلم والحب والصبا صوت هذا الشعب لن يذهب هبأ صوت بلقيس وتبع وسبأ أما الاستعمار ليذهب في سقر [/c]ورغم الغضب الذي انتاب الشاعر الثائر والوطني الجميل الدكتور سعيد الشيباني إلا أن أسلوب المرشدي في الإقناع ودماثة اخلاقه مع كل من يتعامل معهم استطاع بحنكة وحكمة تجاوز الخلاف ونجاح الأعمال التي قدمها للشيباني وغيره تجعله هرماً وقمة إبداعية يطمع كل شاعر أن يتعامل معه واستمرت العلاقة بين عملاق الأغنية الفنان الكبير محمد مرشد ناجي والشاعرالشيباني وقدم أيضاً أعمالاً رائعة صاغ كلماتها سعيد الشيباني وكانت أغنية (يا نجم يا سامر ) من قمم الأعمال المشركة بينهما:[c1]يـا نـجم يا سامر فوق المصلى كل من معه محبوب وأنا لي الله والاخـضري من العدين بكــــر مشــدته بيضاء ومشقره أخضر فــرحي أنا فرح الذرة بمبكــــر فرح الشجر ساعة نزول الأمـطار حبيبي يا غصـن فوق قـلــــه ورد الصبـــــاح تعانقت بفـــــله أيحين تعود شوقي كما الأهلة أحلفــــك بكـــــل دين وملــــــهلما تعـــود شهديك ألف حـــله ومن هجير الشمـس أنا مظلــــه شوقي إليك شوق الزهورمطلة شـــأ صبر عليك لما يردك الـله هجرتني والقلب غيــر سالــي كل السبب عساكـــر الحلالـــــي بكر من التربة غبـش يلالـــي بيده سبيل بجيبــه أمر عا لـــي ربي استمع يا هادي كل حائر دعــا الرعيــة شوقها لماطـــر يسقي الجرب يسلي الخواطـر يطهــر القريــة من العساكــــر [/c]ومسك الختام كما جاء في مقدمة كتاب ( أغنيات وحكايات ) للقاص والناقد أحمد محفوظ عمر ( محمد مرشد ناجي علامة منفردة لها كل مزايا الخلود الذي لا يمكن للزمن أن يطمسها أو يثير حولها الغبار ) تحياتي الخاصة لفنان اليمن الكبير محمد مرشد ناجي أطال الله بعمره وتحية للدكتور سعيد الشيباني المبدع والمتألق في كل ما قدمه ولا يفوتني أن أشكر الصحفي السعودي أحمد المهندس صاحب مكتبة الجيل الذي يرفد مكتبتنا اليمنية بروائع الأعمال الخالدة.