أضواء
هل من مصلحة لحماس أن تخلق تعقيدات أمنية على حدود مصر، أو أن تتعاون مع الأخوان المسلمين في اقتحام المعابر على الحدود؟ وإذا ما أحسنا الظن وقلنا إنه ربما من قام بهذا التهديد، أو هذه النوايا عناصر من خارج الدولة، فهل يمكن اعتبار ذلك عملاً يأتي بدوافع دول خارجية؟..لا نستطيع أن نقول إن لمصر نوايا سيئة لأي تنظيم فلسطيني وهي التي ذهبت إلى آخر نقطة في خوض الحروب العسكرية والدبلوماسية، وعملت واجباتها بما يمليه موقعها وأهدافها القومية، وبالتالي إذا كانت تفتح باب الاتهام لعناصر من حماس، فلا يمكن اعتبار ذلك دعماً لموقف الحكومة الفلسطينية أو لإسرائيل، أو أي طرف، لكن أن توجد حتى، ولو مؤشرات على القيام بفعل كهذا، لا يضر بمصر، وإنما بمجمل القضية الفلسطينية التي تحتاج للدولة العربية الأكبر.. وحتى لا يعتبر هذا دفاعاً، أو تضامناً مع مواقف ضد حماس، فإن ما يفرق بين المواقف، أن تصرف دولة ما مسؤولة عما تقول، يختلف عن موقف منظمة لديها بعض الالتزامات والسهل اختراقها، لكن بالمجمل العام فإن افتراض وجود مثل هذه النوايا من قبل بعض العناصر يعتبر عملاً غير مسؤول، إن لم يكن بدوافع لا تهتم أصلاً بالحالة الفلسطينية وتداعياتها والتي لا تزال تخضع للحصار والحرب، وكل ما يخترق نواميس وقوانين الحقوق الإنسانية، إن وجد من يحميها ويدافع عنها.. لقد نفت حماس هذا الاتهام، ونحن نرحب بهذا التصرف، لكن إذا كان الأمر بدأ يضعها على لوائح الخروج عن الخط الفلسطيني العام، وانتهاج أسلوب يخالف طبيعة الأهداف الفلسطينية العليا، فإن أولويات أي تصرف منطقي وعقلاني، أن تردم الهوة مع فتح والحكومة المركزية، لأن المساعي التي قامت بها أكثر من دولة عربية وأجهضت لأسباب غير مبررة ولا موضوعية، فإن دخول الشأن الفلسطيني بنزاعات عربية أو اقليمية، وتوظيفها لصالح طرف ما يوقع الفلسطينيين بأخطاء كبيرة، إن لم تكن مدمرة.لا أحد ينكر نضال حماس أو وقوفها في الطرف الأكثر صدقاً مع الثوابت تجاه القضية، لكن إذا كان المتغير العالمي، والعربي، والإقليمي فرض اشتراطات جديدة، فإنه من المستحيل أن تنشطر المواقف الفلسطينية باتجاهين متضادين إذا كانت الرؤية واضحة، ومحددة بأهداف القضية التي لا تقبل التنازع والخلافات ثم أن نقل معارك مع أطراف عربية مؤيدة للموقف العام الفلسطيني بدون استثناء فإن أي انقلاب عليه، سيؤدي إلى إخلال لها وإضعاف لموقفها.فلسطين حاضرة في الشأن السياسي، والأمن القومي، وموجودة على لائحة الاهتمامات اليومية لكل عربي ومسلم، وندرك أن الخصم لا يتدرع بأسلحته فقط وإنما بالزواج التام مع كل قوى الغرب المساندة له في الخير والشر، ووجود هذا الواقع يفترض أن القيادات الفلسطينية ترتفع عن خلافاتها الخاصة، أو فتح خصوماتمع الدول العربية، أو تؤدي أدواراً بالنيابة عن الآخرين، لأنها الأكثر احتياجاً مع من يتضامن معها ويدافع عنها بمختلف الأساليب السلمية والعسكرية إن تطلب الأمر ذلك.[c1]* عن/ صحيفة ”الرياض” السعودية[/c]