14 أكتوبر من داخل المستشفى العسكري بتعز
[c1]* قمنا بسبعة عشرألف غسيل كلوي وستة آلاف عملية قسطرة مجاناً! [/c]
تحقيق / عبدالله الضراسيتبلورت فكرة هذا التحقيق الصحفي من داخل أروقة المستشفى العسكري بمدينة تعز نتيجة (تلمسي) معالم وملامح (مثلث صحي وطبي) أضلاعه الثلاثة تمثلت بأبعاد (1) إنسانية و (2) إدارية قيادية و (3) علاجية جادة..حيث ترابطت مع بعضها على إثر (ترددي) لعدة مرات للعلاج مرة للعيون وأخرى للعلاج الطبيعي وثالثة لعمل كشافات وقد شجعني صديق عمري هنا بتعز الأخ منير صالح أحمد اليافعي أحد كوادر قسم طب الأسنان وهو شاب تحمل أعباء عيادة والده حكيم الأسنان المشهور بتعز الشيخ صالح أحمد اليافعي وكان ولده وصديقي منير صالح أحمد اليافعي لايزال يحمل شهادة الثانوية العامة ولكنه عندما تراه (بالبالطو الأبيض) داخل غرفة طبيب الأسنان كأنه طبيب ماهر ومجرب بحكم دراسته واكتساب خبرة والده حكيم الأسنان الماهر والكبير! لهذا ما أن تحصل على دبلوم طب الأسنان من معهد د. أمين ناشر العالي للعلوم الصحية بعدن قبل سنوات وقيامه بالتطبيق في المستشفى العسكري حتى رحبت به قيادة وإدارة المستشفى العسكري للعمل (كملازم ثان) في قسم طب الأسنان لأنها وجدت فيه كادراً مجرباً وهو لم يكمل بكالاريوس طب الأسنان!!وهذا كان أحد ملامح ضلع مثلث هذا الموقع ونقصد به توافر كوادره العلاجية التي تمثلت باحتضانه لألمع الكوادر الطبية..أما ضلعه الثاني فقد فوجئت بجوانب علاجه المجاني ولا أقصد - التقليدية فقط - بل والأساسية حيث رأيت ولمست وعاينت مجانية العلاجات في أهم قسم وهو قسم الغسيل الكلوي لمرضى الفشل الكلوي بالمجان!! في الوقت الذي تقدمه بقية مواقع مدينة تعز بالمقابل وحدث أن جاء كادران من (مستشفى الثورة) بتعز خلال تواجدي بقسم الفشل الكلوي وسألتهم هل صحيح أنكم تعالجون مرضى الفشل بالمقابل؟ لم يجيبا ولكن صمتهما هو الإجابة بعينها!!وكان الضلع الثالث هو تواجد كادره القيادي المتمثل بمدير المستشفى وحاولت (انتزاع) منه حتى كلمات المجاملة للرد على ما طرحته من إعجابي بهذا الموقع رفض بتاتاً وطلب ترجمة ذلك في قراءاتي الصحفية الميدانية للموقع هذا من جهة ومن جهة ثانية لمست أحاديث الوفاء لكل من عمل في قيادة هذا الموقع سواء من توفاهم الله أو لازالوا على قيد الحياة وكذا جهود الذين لازالوا في قيادة الخدمات الطبية العسكرية.[c1]المدنيون والعسكريون[/c]الشيء الإنساني الجميل الذي لفت نظري أن الخدمات الطبية في المستشفى العسكري بتعز لا تقف خدماتها عند العسكريين مع بعض المدنيين بل هناك مساواة لعلاج الجميع دون تفريق!! بل أكاد أقول (دون مبالغة) إن المدنيين أكثر من العسكريين رغم أنه مستشفى عسكري!![c1]حالات علاجية متجددة[/c]عندما تزور هذا الموقع لا تشعر بأنه بنية تحتية طبية عسكرية قديمة بحكم عمره العلاجي وتاريخه الطبي كأحد منجزات الثورة السبتمبرية الأم لأنك تشهد ورشة عمل تفضي إلى مواقع وأقسام علاجية جديدة مئة بالمئة وتشع حالات البياض والنظافة وتبهرك الآلات والمعدات الطبية العلاجية ليس الجديدة فقط بل و (النادرة) على مستوى اليمن ولا توجد مثيلاتها إلا في مواقع آل هائل الطبية العلاجية التجارية!![c1]حديث نائب المدير[/c]وكم كان متواضعاً وواثقاً ومتمكناً مرافقي الأخ الدكتور الكبير اختصاصي طب العيون الدكتور عبدالجليل شيبان خريج جامعة أوكرانيا عام 1984م تم حصوله على ماجستير جراحة وأمراض العيون ثم تخصصه فترة 87/84م بالاتحاد السوفيتي (سابقاً) في جراحة العيون ولازال يعمل بهذا المجال حتى الآن حيث قام بإجراء (مئات) العمليات على صعيد المياه البيضاء والزرقاء والحول وأظفار العيون وزراعة (العدسات) بحسب إمكانات المستشفى..وهذه العمليات الأخيرة هي (البديل) لعمليات ما يعرف بـ (تنقيش العيون) حيث يداوم على مثل هذه العمليات بمعدل 3 عمليات أسبوعياً وتجرى لمرضى مدنيين وعسكريين وإن كان أغلبها لمدنيين بنسبة 70% !![c1]قيادة ناجحة[/c]وفي نهاية جولتنا الميدانية داخل مختلف أروقة وأقسام المستشفى العسكري بدءاً من العيادات العلاجية التخصصية وكذا أقسام الكلى والأشعة والمختبرات وأقسام المطابخ والترقيد.. حدثنا الأخ الدكتور الكبير وكبير اختصاصي طب العيون ونائب مدير المستشفى العسكري قائلاً بكل (صراحة) كما تعرفون نجاح أي سفينة كبيرة في رحلتها البحرية الشاقة لا يتأتى لها هذا الإبحار الناجح إلا (بربان سفينة) قائد وحكيم ومجرب وموقعنا هذا الصحي والعلاجي ما كان له أن يصمد طوال خدماته الطبية والعلاجية بدون تواجد (عميد دكتور محمد علي مفتاح) مدير عام وقائد المستشفى العسكري لأنه أي العميد دكتور محمد علي مفتاح صمام نجاح هذا الموقع وبخبراته وقدراته القيادية والإدارية والعلاجية المعروفة في إنجاح تجربة هذا الموقع وهو رجل عملي وميداني لا يحبذ (الكلام) بدليل اعتذاره الرقيق لكم باعفائه من الحديث معكم وترك لكم حرية الاستطلاع ونقل الحقيقة الصحية والعلاجية والخدماتية على الطبيعة..[c1]المشاريع الطبية[/c]وحول أسئلتنا إزاء الجديد في العملية العلاجية داخل هذا الموقع في ضوء ما شاهدناه من فعاليات تجديدية داخل هذا المستشفى؟أجاب نائب مدير المستشفى الدكتور عبد الجليل شيبان قائلاً :-كما شاهدتم ولمستم بأنفسكم أن ثمة عملية تحديثية جارية على قدم وساق داخل أروقة موقعنا إذ رأيتم (مركز الوسائل التشخيصية) وهو مركز جديد يحتوي على مناظير (الإيكو) وهي أجهزة الكشف بالموجات فوق الصوتية وأجهزة كشف موجات مغناطيسية أو (الذبذبات) المغناطيسية بالإضافة إلى مناظير حديثة.وكذلك تزويد قسم الكشافة بأحدث المعدات وتطوير قسم المختبر المركزي و (بناء) قسم الكلية الصناعية وقيام قسم الإسعافات الجديد وكذا تكوين مركز أسنان جديد.[c1]الخطط المستقبلية[/c]وبصدد سؤالنا حول خطط المستشفى العلاجية والطبية المستقبلية أجابنا نائب المدير : بالتأكيد لتحقيق معادلة النجاح في العملية الطبية والعلاجية لا يجب الاكتفاء بما عملناه لأن مجالات العملية الطبية والعلاجية بهذا الصدد تتطور وتتغير وبالتالي لابد من مواكبتها لهذا ننظر إلى آفاق المستقبل بتجديد متطلباته بهذا الصدد، وعلى هذا الأساس أعددنا (خططاً مستقبلية) لهذا العام حيث تم جلب (جهاز طبي) وهو جهاز لكشف الخلايا الجزئية ويعمل عن طريق الكشف بالموجات.. إضافة إلى بناء مطبخ مركزي جديد وبناء ثلاجة للموتى (مشرحة).
[c1]جهود الخدمات الطبية[/c]وحول سؤالنا عن العلاقة الطبية مع قيادة إدارة الخدمات الطبية العسكرية في صنعاء أجاب :-إشارة جيدة تطرقتم إليها بهذا الصدد، لأنه من غير المعقول عند الحديث حول هذه الجوانب التطويرية الصحية والعلاجية أن لا يتم التحديث عن جهود ودعم ومواقف قيادة الخدمات الطبية العسكرية في صنعاء لأنهم الجهة الداعمة والمساندة لأية عملية تطوير لنا بهذا الموقع ولولا رعايتهم ودعمهم وتوجيهاتهم لما وصلنا إلى هذا الحال من النجاحات الطبية، خصوصاً توجيهات قيادة الخدمات الطبية العسكرية ممثلة بالأخوين د. هاشم مقبل مدير إدارة الخدمات الطبية العسكرية وكذا نائبه دكتور علي محمد ناجي.[c1]مستلزمات المستشفى[/c]وكان أمام استكمال معالم الصورة الإيجابية والناجحة والصادقة لفعاليات هذا الموقع الصحي لابد من الجلوس مع الأخ دكتور محمد علي ناجي (اخصائي طب أسنان)ونائب المدير العام لشؤون الإمداد والتموين حتى نقف أمام قنوات إمداد هذا الموقع وكيفية تموينه وبالتالي أوجه صرف العملية الدوائية والعلاجية حيث أجابنا الأخ دكتور محمد علي ناجي نائب المدير العام لشئون الإمداد والتموين قائلاً :- كما تعرفون فإن البنية التحتية للمستشفى تتكون من الأطباء والمباني والآلات والمعدات العلاجية والعنصر الأخير والأهم العلاجات والأدوية ومستلزمات العمليات أي أنه بدون هذه القضية لا يمكن أن تقوم قائمة لنجاح المستشفى ولهذا كما لمست من أحاديث المرضى والمترددين على المستشفى وكذا ما رأيتموه من توفر الإمكانيات العلاجية من (قسم الكلية الصناعية) دليل على اهتمام المستشفى بتوفير مثل هذه الإمكانيات الهامة..وبهذا الصدد لا يمكن إغفال أهمية الدور الذي لعبه ولازال مدير الموقع العميد دكتور مفتاح لتسهيل العملية العلاجية وكذا قيادة الخدمات الطبية في صنعاء لأن جهود قيادة الخدمات الطبية العسكرية لا تبخل في توفير كل مستلزمات نجاح عملها لتنجح فيما بعد المواقع الصحية الأخرى.[c1]إضافات جانبية[/c]عقب مرورنا بقسم الغسيل الكلوي لمرضى (الفشل الكلوي) كان المنظر مؤثراً وإنسانياً ومبشراً ( بعلامات الخير) للمستشفى العسكري حيث كانت الحركة نشطة ومتواصلة حيث عرفنا أنه منذ قيام هذا القسم أجريت (17) ألف عملية غسيل كلوي مجاناً بالإضافة إلى إجراء (6) آلاف عملية قسطرة وبالمجان.. كما أفادنا بذلك دكتور يحيى الشامي رئيس قسم الكلية الصناعية.[c1]أرقام وحالات طبية [/c]أيضاً تحصلنا من قسم الغسيل الكلوي على هذه الأرقام والحالات الصحية حيث يذكر أن ثمة (120) حالة تحت (جدول) انتظار للغسيل الكلوي، و (60) مريضاً تحت المتابعة الدوائية والعلاجية ويوجد بقسم الغسيل الكلوي (10) أجهزة وطاقم تمريضي كفء مكون من ممرضتين يمنيتين وممرضتين هنديتين.يعمل قسم الأشعة الحديث على 24 ساعة متواصلة برئاسة الرائد محمد علي عزام كبير فني أشعة.16 عاماً قضاها د. علي محمد ناجي نائب مدير إدارة الخدمات الطبية، كمدير سابق للمستشفى العسكري بتعز.لوحظ انضباط الحالة الأمنية داخل أروقة المستشفى بشكل متناغم مع مهمته العلاجية وحسم أية ( منغصات) تعكر صفوه وذلك راجع إلى قيادة رائد عبد الرزاق غشيم للحالة الأمنية بالمستشفى.صرح لنا الأخ منير صالح أحمد اليافعي أحد كوادر قسم طب الأسنان بأنه لولا دعم وتشجيع قيادة المستشفى العسكري له خلال فترة تطبيقه عقب نيله الدبلوم الصحي العالي من معهد د. أمين ناشر العالي للعلوم الصحية بعدن لما تمكن من تحقيق نجاحات طبية عملية وكذا فرصة توظيفه كملازم ثان بقسم طب الأسنان بالمستشفى.عميد دكتور محمد علي مفتاح مدير عام المستشفى العسكري بتعز أكد أن حالات (المساواة) بين علاج المرضى المدنيين والعسكرين هي ترجمة لتوجيهات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ( حفظه الله) خلال زياراته المتكررة للمستشفى.دكتور علي محسن الدميم الذي كان نائباً لمدير المستشفى حتى قبل شهور قليلة مضت مازالت ذكراه دليل الوفاء لبصماته البيضاء التي تركها أثناء عمله في المستشفى.