لماذا نحن - العرب - أمة أحاط بها أعداؤها ، وبغوا عليها .. ويغشاها الذل من كل مكان ( ؟! ) . لماذا حرمت العرب من مقومات النهضة ؟ .. وغلب على أمرها عدوها .. وعجزت عن فرض نفسها وصوتها على الوجود ( ؟! ) كل تلك السؤالات تفرض نفسها اليوم بقوة حين نرى الهجوم الاسرائيلي البربري الهمجي على غزة الجريحة !! . لقد أبادت اسرائيل الاخضر واليابس .. وقتلت الأبرياء .. ودمرت كل شيء أتت عليه آلتها العسكرية في غزة هاشم ( ! ) .. وهي حلقة في مسلسل الجرائم الاسرائيلية في فلسطين ولبنان والجولان والضفة الغربية وسيناء ! .. ولم ينفع - بعد - العويل العربي المعتاد ( ! ) .. ولا خروج الجماهير المكرور والمعاد ( ! ) في كل سيناريو مشابه في المنطقة ( ! ) .. ولا بيانات الشجب والإدانة والاستنكار المملة ( ! ) .. ولا فرصة الدهر في حشد جمع التبرعات للمصابين والمنكوبين على طريقة قول المتنبي: كذا قضت الأيام ما بين أهلها[c1] *** [/c]مصائب قوم عند قوم فوائد !! لقد بدأت مأساة فلسطين وشعبها في اعتقادي ( عملياً ) منذ رفض قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين الى دولة عربية ، وأخرى يهودية عام 1947م ( ! ) .. واصبحنا بعد عشرين عاماً ننشد قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة والقطاع ( !! ) وهي أراض احتلتها اسرائيل في حرب 67م مع القدس والجولان وسيناء . وبعد النكبة في 1948م ، وحرب حزيران 1967م ، شتمنا النصر الذي حققه العرب لأول مرة في - صراعهم مع اسرائيل - من خلال جيش مصر العظيم في حرب أكتوبر المجيدة 1973م ! .. وتنكرنا لمعجزة العبور وعشرين ألف شهيد من صانعي يوم العبور ! وشتمنا صاحب قرار العبور ، الشهيد الراحل محمد أنور السادات ( ! ) وتشفينا بمصرعه واستشهاده ( ! ) .. ثم رضينا بمنهاجه ( ! ) فسرنا وراء مؤتمر مدريد عام 1991م ، ثم اتفاق اوسلو 1994 ، وقبلنا بسلطة فلسطينية انتقالية مستقلة في الضفة وغزة ( ! ) .. إلى أن منحت حماس ( المقاومة الاسلامية (!) ) اسرائيل هدية العصر على طبق من ذهب في مشروعها الانفصالي البائس في غزة !! في يونيو 2007م بانقلابها العسكري على السلطة وسحل كوادر فتح في الشوارع والقاء قائد كتائب الأقصى من الدور الثاني عشر إلى الأرض وسحب جثته في الشوارع على مرأى ومسمع القنوات الفضائية ووكالات الأنباء التي نشرت تلك المشاهد الأليمة ثم شرعت بعد ذلك تتفاوض مع اسرائيل تحت سقف مطالب واطية جداً من اجل فتح هذا المعبر أو ذاك وادخال الطعام والدواء بينما كانت تعارض المفاوضات من اجل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على اساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. كل تلك الهزائم والنكسات السياسية والعسكرية تكبدها العرب - على ضعف - ولم يكلفوا أنفسهم مهمة البحث في أسباب هذا الضعف ومكوناته ! .. ولا في وضع استراتيجية مشروع نهضوي يتجه بهم نحو المستقبل ! ، وهو ما يبدو على المدى البعيد غير وارد في الحسبان ( ! ) .. لأننا نعشق التخلف حتى النخاع ( ! ) .. ونكره التفكير المبني على قواعد علمية منهجية في التحليل والاستنتاج ( ! ) .. ونرفض أي محاولة للخروج من عنق الزجاجة ( ! ) .. ونرضى بالعجز ، نرتهن الى الرضا بالنصيب ، والدعاء على العدو ، والبكاء والنحيب ( !! ) . لا بد ولا مفر من وضع استراتيجية عربية مشتركة لحل القضية الفلسطينية ، والتعجيل بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ، والتخلي عن الأوهام الكذابة ذات التفصيل الحزبي العروبي الضيق وغير الواقعي ( ! ) المنادي بتحرير كل شبر ، وكل ملليمتر مربع ( ! ) ، وقتل كل يهودي ، او طرده الى خارج كوكب الأرض ! وغير ذلك من المشاريع المستحيلة أو التي لا تقبل التنفيذ بحال(!). وعلى الفلسطينيين مساعدة أنفسهم ، ومساعدة الآخرين على حل قضيتهم ، وليعتبروا من الصومال ، الذين لم يقبلوا أحداً أن يحل مشكلتهم ، ولن يقبلوا فيما يبدو ، لأن فيهم قوى عشقت حياة التشرد والتمزق والشتات والضياع !! وهيمنت على مصيرهم ! ان مذابح اسرائيل في غزة سوف تضاف بلا شك إلى سجل المذابح الضخم التي نفذتها في تاريخها المظلم والمعادي للعرب .. وسوف تخلق عقبة اضافية في طريق السلام المتعثر مع العرب والفلسطينيين!! وإننا - كعرب ومسلمين - لم نستفد بعد من دروس التاريخ وعظاته ( ! ) .. ولا من كل المصائب والمحن التي اعترضت تاريخنا الطويل ! .. ويشهد على هذا الزعم ، ان كل مصائب اسرائيل التي صنعتها للعرب ، أعاقت أمننا ، وعثرت تنميتنا ( ! ) .. بينما لم يتضرر أمن اسرائيل ، ولا تخلف أو تعثر تفوقها النووي !! انه إشكال يستحق وقفة تفكير جاد عسى ان يكتشف يوماً مفتاح حل معضلاتنا النهضوية ، واطلاق كوابح هزائمنا ( ! ) ونصيح كما صاح نيوتن : وجدتها .. وجدتها !!! ألا تباً لاسرائيل عدو المسلمين والعرب عموماً !! .. تباً للقتلة المجرمين المعتدين على شعب مسلم آمن مسالم لا يطلب أكثر من حقه في تقرير المصير والعيش الكريم بسلام !! .. ويقيناً سوف تدفع اسرائيل ثمن اعمالها الرعناء من قتل للأطفال والشيوخ والنساء والعجزة والشباب .. ومن تدمير للحياة والأمن والعيش الحر الآمن الكريم خصماً من فاتورة السلام وآمال « أمن » اسرائيل !! وصدق الله القائل : (( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)).
أخبار متعلقة