كان أنيس ينظر من النافذة إلى عامل النظافة، وقد كان في غاية السرور؛ لأن العامل كان يبذل كل جهده من أجل أن يظهر الشارع في أجمل حلة، وفجأة ظهر العديد من الأولاد المشاغبين، وظلوا يشتمون ويسبون العامل، ولكنه لا يرد عليهم، فذهب أنيس، وأخبر والدته، وقال لها: يا أمي إن هؤلاء الأولاد يشاغبون ويشتمون عامل النظافة أريدك أن تتحدثي معهم، فذهبت الأم، ونادتهم، وأعطتهم الكعك، وقالت لهم: لماذا تشتمون العامل؟ أليس هو من يجعل الشارع نظيفاً؟قالوا: نعم، ولكنه عامل لا يستطيع فعل شيء.فقالت الأم: ليس من العيب أن يعمل الإنسان عامل نظافة ما دامت هذه المهنة شريفة، وليست محرمة.قال الأولاد: صحيح نحن أخطأنا بحق هذا العامل، وسنذهب لنعتذر له الآن.فذهبوا، واعتذروا لعامل النظافة.قالوا له: نحن نعتذر منك عن كل ما بذر منا من سوء.فقال لهم العامل: لا داعي للأسف، فقد سامحتكم جميعاً.وذهب أنيس إلى غرفته وهو مسرور بما عمله الأولاد.* أميرة صالح عوض سعدان