العميد ركن / عبدالله عبده قيران – مدير أمن عدن في حديث لـ( 14 أكتوبر )
[c1]هذه الأفعال البشعة تعكس صورة مغلوطة عن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وأخلاقياتنا وقيمنا العربية الأصيلة [/c]أجرى اللقاء / محبوب عبدالعزيز / تصوير / علي الدرب: الإرهاب .. كلمة تقشعر الأبدان لسماعها وتنفطر القلوب عند تلقيها أنباء تبعاتها .. بالأمس القريب اهتزالوطن للفعل الإجرامي الشنيع الذي ارتكبته الأيادي الغادرة والعناصر الحاقدة واستهدف السياح الأمنين والمواطنين الهاجعين في محافظة مأرب التاريخية .. وقد استنكرت كل منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية هذا العمل البشع الذي أزهق تسعة أرواح بريئة وإصاب أخرى بجروح مختلفة حول ذلك تحدثنا إلى الأخ العميد ركن / عبدالله عبده قيران – مدير أمن محافظة عدن – وأجرينا معه هذا اللقاء رغم انشغالاته والذي قال فيه : [c1]تشويه الصورة الايجابية [/c]الأعمال الإرهابية لها أثار سلبية في مختلف المجالات وعلى كافة المستويات فهي تؤدي إلى غرس البغضاء والكراهية والعدائية بين أفراد المجتمع وفي إطار الأسرة الواحدة وتهدف إلى تكفير الناس وإخراجهم إلى الصراعات المذهبية والطائفية وبالتالي استباحة دمائهم وممتلكاتهم وتخلق نوعاً من العزلة على مستوى المجتمعات المحلية في المدن والأرياف وفي الجانب الآخر تعد الأعمال الإرهابية الإجرامية ضرباً في صميم الاقتصاد وتخلق بيئة طاردة للاستثمار وتعطل الأيادي العاملة وتوقف سير المشاريع في مختلف القطاعات وتؤدي إلى عرقلة عجلة التنمية بشكل عام بالإضافة إلى أنها تعكس صورة مشوهة لدى العالم الخارجي وتخلق مفاهيم خاطئة عن الأخلاقيات والتاريخ الحضاري لهذه المجتمعات ، وفي الجانب السياسي تسيء هذه الأفعال الإرهابية إلى العلاقات بين الدول وتؤكد الكراهية في نفوس الشعوب التي تتضرر من هذه الجرائم وعلى سبيل المثال ما حدث قبل يومين في محافظة مأرب من عمل بشع استهدف السياح الأسبان وأدى إلى وفاة عدد منهم بالإضافة إلى مواطنين يمنيين ناهيك عن حالات الإصابات الأخرى وهذا الحادث الإجرامي كون لدى الشعب الأسباني صورة مغلوطة عن الشعب اليمني وأصبح ينظر إليه على أنه شعب عدائي لايمتلك المبادئ والقيم الإنسانية والأخلاقية على أساس أن هؤلاء كانوا ضيوفاً على المجتمع اليمني الذي قدموا لزيارته والتعرف على تاريخه والاطلاع على آثاره وكان من الممكن أن تتحول هذه الزيارات إلى فاتحة خير على هذه المجتمعات لأن السياح يأتون إلى هذا البلد للتعرف على تاريخه وأيضاً ديانته وهناك كثير من الزوار والسياح الذين يتجولون في البلدان الإسلامية ويرجعون إلى بلدانهم وقد تكونت لديهم فكرة واطلاعاً طيباً عن الإسلام ويؤدي ذلك إلى دخولهم في الدين الإسلامي وهذه الظواهر الإجرامية تغير مثل هذه المفاهيم الايجابية وتخلق صورة مشوهة عن الإسلام والمجتمعات العربية بشكل خاص .ولذا نستطيع القول أن التفجيرات واستهداف الأبرياء والآمنيين آفة خطيرة وجريمة بشعة بكل المقاييس الدينية والثقافية والأخلاقية والقانونية ولايقبلها أي منطق أو يقر بها شخص عاقل سوي ونحن ندين مثل هذه الأعمال والتصرفات الهوجاء والأفعال التي تضر بالمجتمع ككل ولاينجو منها أحد بل إن تبعاتها وأثارها السلبية تصل إلى كل منزل وفرد في المجتمع كونها تعد ظاهرة غريبة على مجتمعاتنا .وقال العميد ركن / عبدالله عبده قيران في سياق حديثه للصحيفة : أتمنى أن يكون للمجتمع بكل فئاته وشرائحه موقف قوي وموحد تجاه هذه الظاهرة وأن يتفاعل معها ويتعاون مع الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية لكشف كل من يحاول أن يخل بأمن البلاد ويبادر إلى تقديم معلومات عن كل من له علاقة بهذه الجرائم والآفات وأن يكون هناك تعاون خلاق وجاد لكشف كل المتورطين بإرتكاب هذه الأعمال الإرهابية وهذه دعوة لكل أبناء الوطن أن يكونوا عنصراً فاعلاً وأن يسهموا بصورة فاعلة في القضاء على هذه الظاهرة واستئصالها من جذورها وصولاً إلى القضاء عليها بصورة نهائية . وفي الحقيقة نحن متفائلون بأن المرحلة القادمة سوف تشهد نتائج ايجابية لاستئصال هذه الظاهرة وإلغائها من المجتمع تماماً عن طريق التفاعل الجاد والمثمر الذي سيتحقق من خلال الخطط الاستراتيجية التي ستتبناها الدولة والقيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس – حفظه الله – الذي أولى هذا الجانب الاهتمام الكبير وعلى وجه الخصوص قطاع النشء والشباب وتوعيتهم بمخاطر هذه الآفة في ضوء مصفوفة البرنامج الانتخابي الذي تقدم به في الانتخابات الرئاسية ونال به ثقة الشعب . [c1]رعاية الشباب [/c]ومن المعروف إن البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ رئيس الجمهورية قد تمت صياغته وإعداده وفقاً لثقافة وطنية واضحة ورؤى تنموية موحدة ترتبط بالأسس والجذور التاريخية لهذا الشعب الأصيل وركز البرنامج في محور الشباب والنشء على العناية بهم وتوعية معارفهم وحمايتهم من الانحراف إلى طريق الضلال والزيغ حتى لا تحتضنهم العناصر الإرهابية المتربصة وتعمل على تضليلهم وتغيير مفاهيمهم وسلوكهم الإنساني وبالتالي السيطرة عليهم وقيادتهم إلى ارتكاب هذه الأفعال الشنعاء التي لايقبلها أي دين سماوي أو تشريع دنيوي ولهذا علينا جميعاً أن نقف صفاء واحداً في وجه هذه الظاهرة لاقتلاعها من جذورها ونعمل سوياً وفي إطار خطط استراتيجية بناءة لتنمية الفكر السليم ونزرع المحبة والسلام في قلوب الشباب حتى يتحولون إلى عناصر إجرامية وقنابل موقوته توشك أن تنفجر في أي لحظة وتلحق الضرر الفادح بكل من حولها وهذا ماسوف نركز عليه وندعو الجميع للعمل في ضوئه وفق جهود متضافرة من قبل مختلف شرائح المجتمع وفي كل مواقع التوجيه والتربية والإرشاد حتى لانترك الفرصة لأمثال هؤلاء المجرمين ليعيثوا في الأرض فساداً وإرهابا وقتلاً وتدميراً ونحن يسعدنا اليوم أن نلتقي مع صحيفة 14 أكتوبر باعتبارها من الصحف الملتزمة المقروءة والواسعة الانتشار على مستوى الوطن وعلى الصعيد الخارجي من خلال موقعها الالكتروني على شبكة الانترنت .والحقيقة أن قضية الإرهاب قد أخذت أبعاداً واسعة ومعظم أبناء الوطن أصبحوا يدركون مخاطرها وأثارها على المجتمع من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياحية وهذا الأمر يدعو إلى أن يكون هناك تكاتف وتضافر للجهود لمعالجة هذه الأفة واستئصال شأفتها من المجتمع بكل الوسائل الممكنة والمتاحة وأصبح لزاماً على مختلف شرائح المجتمع والفعاليات الموجودة في الوطن أن تعمل معاً للقضاء على هذه الآفة الخطيرة التي تتنافى مع أبسط المبادئ والقيم والتقاليد وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وأخلاقيات المجتمع اليمني بشكل خاص .[c1]وقفة رجل واحد [/c]ويواصل الأخ العميد ركن / عبدالله عبده قيران حديثه معنا فيقول : أصبح معروفاً أن من يخطط ويغذي ويمول هذه الجريمة ومرتكبيها وراءه جهات استخباراتية عالمية وهذا أمر لم يعد خافياً على أحد .. وهذه الأجهزة اخترقت كثير من الجهات وحاولت تستثمر بعض الخلافات الموجودة في كثير من البلدان سواء كانت اختلافات مذهبية أو دينية أو سياسية أو مناطقية بما يؤدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار وإرهاب المجتمع ككل في مختلف البلدان وهذه الآفة ليس لها دين ولا وطن وأصبحت عابرة للقارات تضرب في كل مكان وتلحق الضرر البالغ على اقتصاديات البلدان التي تشهدها وتسهم في إرباك سير العمليات التنموية والتكامل الاقتصادي في مختلف دول العالم وهنا يجب أن يقف العالم بأسره وقفة جادة أمام هذه الظاهرة لدراستها وتحليلها ومعرفة الأسباب المؤدية إليها والنتائج المترتبة عليها ومن ثم وضع المعالجات اللازمة للقضاء عليها .. ومن وجهة نظري إن المعالجة لاتقتصر على مجتمع بعينه وإنما تحتاج إلى تضافر كل الجهود وتسخير كل الإمكانات على مستوى المنطقة والعالم بشكل عام .. ونحن في اليمن ندرك أن هناك مسؤوليات وطنية وجماعية في سبيل إعداد الخطط اللازمة لمواجهة هذه الآفة والعمل على تجفيف منابعها باعتبار أنها تحتاج إلى إمكانيات كبيرة وهنا تأمل أن يكون للحكومات في المنطقة العربية والأشقاء في دول الخليج على وجه الخصوص دور إيجابي وفاعل لكبح جماح هذه الجماعات الإهاربية وفقاً للاتفاقيات الأمنية الموقعة بين هذه الدول لتوفير الإمكانات اللازمة وإيجاد البدائل المطلوب توافرها لمكافحة هذه الظاهرة من خلال وضع خطط استراتيجية تكفل تحصين هذه المجتمعات من الثقافات المستوردة وشغل أوقات الشباب بكل ماينفع دينهم ووطنهم وتنمية مداركم استناداً إلى ثقافات هادفة تجسد الولاء للأوطان ومستندة على أسس دينية صحيحة وسليمة خالية من مثل هذه الشوانب والخزعبلات التي تؤدى إلى تشويه صورة الإسلام لدى العالم وتضليل الكثير من الشباب وإضاعة أعمارهم وإهدار أوقاتهم وطاقاتهم دون جدوى أو منفعة وهذا يتطلب أن يكون لدينا خطة شاملة تستوعب كل المعطيات الموجودة على الساحة ومن أبرزها إعادة صياغة الخطاب الإعلامي بما يواكب تفاعلات المرحلة نفسها وإعادة صياغة المناهج التعليمية في المؤسسات التربوية والأكاديمية العليا بما يضمن تحصين المجتمع من مخاطر الثقافات الدخيلة والغريبة على المجتمع والوقوف في وجه الغزو الفكري والثقافي المؤدي إلى خلخلة المجتمع وتمزيق وحدته الوطنية والدينية والحيلولة دون تنشيط الخلافات المذهبية والنعرات الطائفية والتفرقة المناطقية لأن هذه الأشياء في الأخير كلها عبارة عن آفات وأمراض تنخر في جسد المجتمع المعافى من الداخل .[c1]المسؤولية مشتركة [/c]واستطرد مدير أمن عدن حديثه قائلاً : ومن جانب آخر نرى ضرورة أن تتضافر الجهود لدراسة الأماكن والأوكار التي تفرخ الإرهاب وتؤدي إلى انتشاره في كثير من مناطق العالم تحت أي مسمى كان لأنها في الأخير تلتقي عند هدف واحد وهو إقلاق السكينة العامة وتعطيل سير الحياة الطبيعية للمجتمعات وفي اتجاه المعالجة أيضاً نرى أن تكون هناك مسؤولية مشتركة بين الحكومات والمجتمع ممثلاً بمؤسساته المدنية وهيئاته ومنظماته الأهلية التي تحتاج إلى صياغة فكر موحد يتفق عليه الجميع بحيث يكون متناسباً مع القيم والمبادئ والتعاليم الدينية والأخلاقيات التي ترتبط بتاريخ المجتمعات العربية والإسلامية ويتفق مع المعاني الإنسانية جمعاء على اعتبار أن العمليات الإرهابية والأفعال الإجرامية تخالف كل السنن الكونية وتتعارض مع الطبيعة البشرية بشكل عام ولاتلتقي إطلاقا مع أخلاقيات المجتمعات المرتبطة بثقافات إنسانية تصون الحقوق والحريات العامة ومن أهمها الحق في الحياة . منذ أن خلق الله الكون وسخره لخدمة الإنسان الذي أنزله إلى الأرض واستخلفه فيها ليعمرها وينميها وعهد إليه أن يتحمل مسؤولية الحفاظ على الذرية ويصون النفس البشرية على اعتبار أن النفس مكرمة وقتلها حرام بغير حق أو ذنب اقترفته ولهذا فإن الدين الإسلامي يحرم قتل الأبرياء ولايمكن لمن ينفذ مثل هذه الأعمال الإجرامية الخبيثة أن يعطي صورة مشرفة للإسلام بل على العكس تماماً الإسلام دين الحياة والمحبة والسلام ولا يدعو إلى القتل وسفك الدماء وإزهاق الأرواح البريئة .. وهؤلاء السياح الذين تم استهدافهم في محافظة مأرب كانوا ضيوفاً على اليمن ودخلوا إلى الوطن بموافقة السلطات المعنية وهم آمنون على أنفسهم دوممتلكاتهم ولهذا يعد أي عمل من هذا النوع جريمة لايقبلها دين ولاعقل ولا إخلاق وأجدد الدعوة إلى ضرورة أن يقف الجميع وقفة رجل واحد للدفاع عن الوطن في وجه هذه العصابات الإجرامية التي تستهدف أمننا وسلامتنا الوطنية وتريد أن تضرب عمق اقتصادنا وتعيدنا سنوات إلى الوراء ولكن هيهات لها أن تصل إلى أهدافها في ظل تلاحم أبناء الشعب وتكاتفه في وجه هؤلاء أينما كانوا .