فلسطين المحتلة / وكالات :شكل مئات الفلسطينيين أمس السبت سلسلة بشرية تربط ما بين مكتب رئيس الوزراء اسماعيل هنية ومكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله في محاولة للتعبير عن مدى رغبة الشارع الفلسطيني في التقريب ما بين الرجلين ووقف الاقتتال الداخلي الذي ادى الى سقوط عشرات القتلى الفلسطينيين.ونجح العشرات من المزارعين في شبك ايديهم من مكتب مجلس الوزراء الفلسطيني, الذي تقوده حماس, الى مسافة حوالى 500 متر باتجاه مكتب عباس الذي يبعد حوالي كيلومترين.وقال القائمون على فكرة بناء السلسلة, وهم من اتحاد المزارعين الفلسطينيين, انهم هدفوا من هذا النشاط "تأكيد الرغبة الفلسطينية في احداث التقارب ما بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء, ووقف حالة الاقتتال".وتحولت فكرة بناء السلسلة من خلال تشبيك ايدي المشاركين,الى تظاهرة شارك فيها اكثر من الفي شخص نددوا بالاقتتال الداخلي ودعوا عباس وهنية الى العمل على وقفه.وتوجه المشاركون في المسيرة الى مقر الرئاسة الفلسطينية حيث يقع ضريح الرئيس ياسر عرفات وقرأو الفاتحة.ورغم الاعلان عن الاتفاق الذي تم التوصل اليه ما بين حركتي فتح وحماس بوقف اطلاق النار وسحب المسلحين من الشوارع افادت مصادر طبية وشهود ان الاشتباكات بين انصار فتح وحماس تواصلت ليل الجمعة السبت حتى الصباح في مناطق عدة من مدينة غزة ما ادى الى سقوط ثمانية جرحى.وتكثف مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني مع علماء دين اسلاميين ومسيحيين من نشاطها في محاولة للضغط على المتصارعين من حركتي فتح وحماس لوقف الاقتتال الذي ادى خلال اليومين الماضيين فقط, الى سقوط حوالى 25 قتيلا وجرح اكثر من 180 فلسطينيا من الطرفين.وكان جرى اتصال هاتفي بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مساء الجمعة تم الاتفاق خلاله على وقف لاطلاق النار ابلغه مشعل الى مسؤولين من الطرفين كانوا مجتمعين في غزة.ومن المقرر ان يلتقي عباس ومشعل الثلاثاء المقبل في مكة المكرمة تلبية لدعوة من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز.إلى ذلك طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) من لجنة الانتخابات المركزية في السلطة الفلسطينية مواصلة استعداداتها لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة في حال عدم التوصل إلى تشكيل حكومة وحدةٍ وطنية، وجاء ذلك خلال اجتماع عقده عباس مع رئيس لجنة الانتخابات المركزية وأمين سر اللجنة، هذا فيما يبدأ المجلس الثوري لحركة فتح اجتماعاته في مدينة رام الله.إلى ذلك، عقبت إسرائيل على الأنباء التي تحدثت عن اعتقال حرس الرئاسة الفلسطينية خبراء إيرانيين كانوا متواجدين في الجامعة الإسلامية بغزة لتدريب عناصر حركة حماس، بالقول أنه كان لديها أنباء من هذا النوع، وقال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي أفرايم سنيه: لقد وردنا نبأ من هذا النوع، من جهة أخرى فإن المعلوم لدينا هو وجود دعمٍ كبيرٍ وفعال من جانب إيران لحركة حماس، ومن ضمن ذلك العمل على تحديث قدرات حماس العسكرية من خلال تدريب وإعداد الأفراد، سواء كان ذلك داخل القطاع أو خارجه، من خلال توجيه عددٍ من الناشطين إلى الخارج.وأضاف سنية: وعندما أتحدث عن تحديث قدرات أعني بذلك العمل على إعداد أشخاصٍ يقومون بتطويل مدى قذائف القسام، إضافة إلى زيادة حجم وقدرة الرؤوس المتفجرة لهذه القذائف، على صعيد آخر ينبغي علينا أن نتحرك استراتيجياً أكثر؛ إذ أن إيران تحارب ضدّ إسرائيل طيلة الوقت وعلى الجبهات كافة، وليس بواسطة حزب الله فقط بل تعمل ضدنا في مناطق الضفة الغربية أيضاً، من خلال تنظيم الجهاد الإسلامي الذي يحاول تنفيذ اعتداءاتٍ طيلة الوقت، إضافة إلى خلايا تابعة لحركة فتح مثل كتائب شهداء الأقصى، التي تحصل اليوم على مبالغ ومدفوعاتٍ من إيران. من ناحية ثانية ولأسبابٍ جغرافية فإننا لا نستطيع العمل ضدّ إيران بشكلٍ مباشر، في حين أنها -أي إيران- تواصل محاربتنا، وعلى سبيل المثال يمكن الاستشهاد بعملية إيلات التي نفّذها تنظيم الجهاد الإسلامي، التي لم ترد عليها إسرائيل بمهاجمة إيران، وهذا بطبيعة الحال وضعٌ غير صحيح، إننا نحارب طيلة الوقت مبعوثي إيران؛ فلقد قاتلنا مبعوثيها في لبنان واليوم في غزة.على صعيد اخر وقع البنك الدولي اتفاقا يقدم بموجبه 25 مليون دولار للفلسطينيين الفقراء المتضررين بشدة من حظر المساعدات المفروض من الغرب على الحكومة التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).وسيتم إنفاق الأموال على الرعاية الصحية وغيرها من الخدمات عن طريق مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس وليس من خلال الوزارات الحكومية المسيطر عليها من حماس.وقال العضو المنتدب في البنك الدولي خوان خوسيه دابوب بعد توقيع الاتفاق في مكتب عباس في رام الله، إن المساعدات الفنية والمالية تتركز على تسهيل توصيل الخدمات الأساسية إلى الأسر المعرضة للخطر.وأفاد رئيس مكتب عباس رفيق الحسيني بأن البنك الدولي وعد بإنفاق 150 مليون دولار إضافية مع حلول نهاية العام الحالي لتمويل مشروعات للرعاية الصحية وتحسين الطرق.كما أعلنت المفوضية الأوروبية اليوم بدء الاتحاد الأوروبي دفع قسم من مرتبات ما يزيد على 80% من الموظفين الفلسطينيين ضمن آلية وضعت في يونيو الماضي لتجاوز حكومة حماس.وقالت المفوضية في بيان إنه تم البدء في دفع المخصصات الاجتماعية للموظفين العموميين في إطار الآلية الدولية المؤقتة وهي خامس عملية تدفع منذ يونيو عام 2006م.وأشارت إلى أن المخصصات ستقدم إلى أكثر من 80% من الموظفين الذين تدفع السلطة الفلسطينية رواتبهم وسيتلقى كل موظف 270 يورو.وقد وضعت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط -التي تضم الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة- هذه الآلية تفاديا للتعامل مع الحكومة الفلسطينية بقيادة حماس، وتم تمديدها ثلاثة أشهر في نهاية سبتمبر الماضي.وقد منحت المفوضية للفلسطينيين العام الماضي 651 مليون يورو عبر برامج مساعدة بزيادة نسبتها 27% مقارنة بعام 2005م.
سلسلة بشرية بين مكتبي عباس وهنية تعبيراً عن رفض الاقتتال الداخلي
أخبار متعلقة